المرح والأزياء وأحمر الشفاه الحلال.. محلّات شهيرة في بريطانيا تستعد لـ رمضان وملايين المسلمين يصرفون أموالهم فيها

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/29 الساعة 16:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/29 الساعة 16:24 بتوقيت غرينتش

تستهدف المتاجر والعلامات التجارية الشهيرة في المملكة المتحدة بشكل متزايد المسلمين الذين يترقبون شهر رمضان، مما يؤدي إلى ارتفاع الإنفاق على الطعام والهدايا إلى 200 مليون جنيه إسترليني حسب دراسة أعدها مركز الاستشارات التسويقية الإسلامية، أوجيلفي نور، تحت عنوان "رمضان بريطانيا العظيم".

الاستعدادات كبيرة حسب صحيفة The Guardian البريطانية، ويظهر ذلك جلياً من خلال استعدادات سلاسل المتاجر الشهيرة مثل تيسكو، وسينسبري، وأسدا، وموريسونز بكميات كبيرة من السلع، والمعارض، والعروض الخاصة على المواد الغذائية الشهيرة في رمضان، في المناطق التي يقطن فيها المسلمون بأعداد كبيرة.

وهذا العام على سبيل المثال، تبيع سلسلة موريسونز تقويم العد التنازلي لشهر رمضان، على غرار تقويم الكريسماس الذي يستهدف الأطفال.

يبدأ رمضان منتصف شهر مايو/أيار، وينتهي بِعِيد الفطر المبارك. وبهذه المناسبة، تقدم بعض العلامات التجارية الشهيرة منتجاتها في عبوة خاصة كهدية العيد، مثل MAC لمستحضرات التجميل، وBody Shop، وشوكولاتة Godiva.

ورغم هذا الاتجاه، يريد أكثر من ثلاثة أرباع مسلمي بريطانيا من متاجر التجزئة أن تبذل مزيداً من الاهتمام بشهر رمضان، حسب يقول التقرير "يشعر المسلمون أن رمضان والعيد يتم تجاهلهما". ويضيف "إنهم يرون أن البلاد تنجذب بكل فخر إلى الأعياد الثقافية والدينية، مثل رأس السنة الصينية، وعيد ديوالي- عيد الأنوار، وهو مناسبة دينية عند الهندوس والسيخ. ويقولون إنه قد حان الوقت أيضاً للاحتفاء برمضان وعيد الفطر".

وفي مؤشر لتنامي الوعي بفرص الربحية التي يوفرها السوق الإسلامي، يستضيف مركز ويستفيلد لندن، أكبر مركز تسوق في أوروبا، أول مهرجان له بعيد الفطر، في يونيو/حزيران. الذي سيتضمن عروض أزياء حية، وأكشاك بيع طعام، وعروضاً مميزة، وفعاليات مختلفة.

تقول المواد الترويجية للمهرجان "إن اقتصاد المسلمين يُعد فرصةً قيمة وكبيرة، لكنها غير مستغلة في اقتصاد المملكة المتحدة".

قيمة الاقتصاد الإسلامي العالمي أكثر من 3 تريليونات جنيه إسترليني

من المتوقع أن تبلغ قيمة الاقتصاد الإسلامي العالمي أكثر من 3 تريليونات جنيه إسترليني بحلول عام 2021، وذلك وفقاً لتقرير حالة الاقتصاد الإسلامي العالمي، والذي ينمو بمعدل يقترب من ضعف معدل نمو الاقتصاد العالمي العام. ويتضمن هذا القطاع الطعام الحلال، والتمويل الإسلامي، والسياحة الحلال، والأزياء المحتشمة، ووسائل الإعلام الحلال، والترفيه، والمستحضرات الطبية والتجميلية الحلال.

تقول شلينا جان محمد، نائبة رئيس أوجيلفي نور، ومؤلفة كتاب "الجيل "M": شباب مسلم يغير العالم" الذي صدر عام 2016 "يُعد موسم رمضان أحد التحولات الكاملة في الحياة، والذي يجلب معه طفرة اقتصادية".

وتضيف: "نحن نضع تقديراً متحفظاً لهذه الطفرة، يصل إلى 200 مليون جنيه إسترليني كل عام، والذي يغطي كل شيء، بدايةً من التخطيط المالي، وصولاً إلى الطعام، والمطاعم، والملابس، والألعاب، والهدايا. فبعد عيدي الميلاد والفصح، لا شك أن هذه المناسبة تُعد أكبر فرصة تجارية لم يستغلها البريطانيون من حيث الحجم والانتشار".

يبدأ كثير من مسلمي المملكة المتحدة البالغ عددهم 4 ملايين مسلم الاستعداد لشهر رمضان والصوم، قبل حلوله بأسبوعين، والذي يتحدد حسب التقويم القمري.

ورغم تعديل مواعيد العمل في بعض البلدان لتتناسب مع هذا الموسم، إلا أن متطلبات الصيام تواجه بعض الصعوبات بالنسبة لكثير من مسلمي بريطانيا، بسبب ضروريات مواصلة العمل أو الدراسة.

اختبارات في رمضان ولا إجازات في العيد

للعام الثاني على التوالي، يأتي رمضان خلال الأسابيع الستة لموسم الامتحانات الصيفية، والذي يعني أن مئات الآلاف من طلاب المدارس والجامعات يجب أن يؤدوا الامتحانات في الوقت الذي قد يضعف فيه تركيزهم بسبب قلة النوم، وعدم تناول الطعام والشراب.

كما أن عدم الاعتراف الرسمي بعطلة عيد الفطر التي تستمر 3 أيام بعد شهر رمضان مباشرةً في المملكة المتحدة، يعني أن الزيارات التقليدية للأقارب والأصدقاء سوف تؤجل لتؤدى على مدار عطلتي نهاية أسبوع.

تقول جان محمد "في المملكة المتحدة، لن تنال 3 أيام إجازة مثل الشرق الأوسط". وتضيف "يأخذ قرابة نصف عدد المسلمين فقط إجازة من العمل، ليتمكنوا من التزاور والاحتفال في العيد".

وتؤكد على أن العلامات التجارية الشهيرة، وتجار التجزئة لا بد أن ينتبهوا إلى الفرص التي يحملها موسم رمضان. وتقول "إذا كان من الممكن أن تلعب العلامات التجارية دوراً مفيداً في تجربة المسلمين في رمضان، وإذا استطاعوا المساعدة في تخطيط، أو توفير الوقت لممارسة الشعائر، أو ممارسة الأنشطة الاجتماعية، فسوف يكون ذلك مرحباً به جداً".

وجدت الدراسة أن ثلثي مسلمي بريطانيا بالكاد فقط من يخططون مالياً لشهر رمضان وعيد الفطر. كما ينتاب القلق أكثر من نصفهم حيال فقدان التركيز خلال صيام ساعات النهار الطويلة، بينما يتخوف الثلثان من التعرض للجفاف. ينصب اهتمام الشباب الصغير على وجه التحديد على الحفاظ على لياقتهم البدنية، لذا، فقد عدلت بعض الصالات الرياضية في المناطق التي يسكن بها عدد كبير من المسلمين مواعيد عملها، وسمحت بالتدريب بين الإفطار والسحور.

تتناول الغالبية العظمى من مسلمي بريطانيا مجموعة من الأغذية على وجبتين، تتضمن الدجاج والبطاطس، المفضلتين للشباب بين 18 و24 عاماً. وعلى الرغم من طول ساعات الصيام، تقول أربع من كل عشر نساء، إن زيادة الوزن في رمضان تشكل مصدر قلق. وبعد انتهاء رمضان، يُعد تبادل الهدايا، وشراء الملابس الجديدة، وتناول الطعام بالخارج، وتجمع العائلة من الصفات المميزة لعيد الفطر.

تزداد التبرعات الخيرية بشكل كبير أيضاً خلال شهر رمضان، خاصة بين أعمار 25 و34 عاماً. فقد ازدادت التبرعات الممنوحة للجمعيات الخيرية الإسلامية عبر موقع JustGiving الإلكتروني بما يناهز 500% خلال شهر رمضان الماضي.

تحميل المزيد