قطعت الكوريتان وعوداً طموحة للسلام الجمعة 27 أبريل/ نيسان 2018، تشمل وضع حد رسمي للحرب الكورية هذا العام لكنهما لم تقطعا إلا التزاماً غامضاً حيال "نزع السلاح النووي بالكامل من شبه الجزيرة الكورية" دون تحديد الطريقة التي سيتم بها تحقيق هذا الهدف الرئيسي.
ولم يذكر الإعلان الذي وقعه البلدان في قمة تاريخية بين زعيميهما العديد من القضايا التي كانت بارزة من قبل بما في ذلك وضع حقوق الإنسان في كوريا الشمالية والمشروعات الاقتصادية المشتركة.
وينتقل التركيز الآن إلى الاجتماع المرتقب بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترمب في مايو/أيار أو يونيو/حزيران.
وفيما يلي القضايا الأساسية في الاتفاق الموقع اليوم الجمعة بين الكوريتين:
الأسلحة النووية
برامج الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية أصبحت محور الصراع. وكان يأمل كثير من المراقبين في أن توفر القمة وضوحاً أكبر فيما يخص جدية استعداد الزعيم الكوري للتخلي عن تلك الأسلحة.
وتقول كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إنهما تشتركان في هدف إجبار كوريا الشمالية على التخلي عن أسلحتها النووية وتقول إدارة ترامب إن تخفيف الضغط عن بيونغ يانغ لن يحدث حتى تنزع الأسلحة النووية بالكامل.
وتخضع أي علاقات اقتصادية بين الكوريتين لقيود من العقوبات المفروضة على الشمال بسبب برامج تلك الأسلحة.
وفي الاتفاق أكدت الكوريتان "على هدفهما المشترك الخاص بالتوصل إلى شبه جزيرة كورية خالية من الأسلحة النووية من خلال النزع الكامل للسلاح النووي" و"اتفقتا على تنفيذ الأدوار والمسؤوليات المنوطة بكل منهما في هذا الشأن".
ومثل تلك الصياغة مشابهة لإعلانات سابقة ولم تقدم كوريا الجنوبية تفاصيل إضافية إلا بالقول إنها ستتعاون بشكل وثيق مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في القضية.
وقال دانيل راسل وهو مساعد سابق لوزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا "يعيد بشكل كبير الصياغة الطموحة لوثائق سابقة بين الكوريتين.. لا يتضمن التزامات صريحة بنزع السلاح النووي وردت في بعض الإعلانات السابقة".
وفشلت جهود سابقة في إقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن برنامجها النووي ويعود ذلك جزئياً إلى مطالب من كوريا الشمالية بسحب الولايات المتحدة لقواتها من شبه الجزيرة الكورية وإلغاء دعمها للجنوب في هذا الصدد بما يسمى "المظلة النووية". وقالت كوريا الجنوبية إن كيم قد يكون مستعداً للتنازل عن تلك النقطة الشائكة لكن لم تعلن تفاصيل جديدة خلال القمة عن ذلك.
اتفاق سلام
أوضح الإعلان هدفاً ملموساً وهو الإنهاء الرسمي لحالة الحرب القائمة بين البلدين منذ الحرب الكورية التي دارت بين عامي 1950 و1953 والتي توقفت بهدنة دون توقيع معاهدة سلام.
ولا تزال كوريا الجنوبية وقوة من الأمم المتحدة تقودها الولايات المتحدة في حالة حرب رسمياً مع كوريا الشمالية وفكرة التوصل لاتفاق سلام لتغيير ذلك هو أمر لا يمكن حله بين الكوريتين فحسب. ولذلك يدعو الإعلان لعقد اجتماعات مع الولايات المتحدة ومن المحتمل مع الصين إذ كانت الدولتان مشتركتين في الصراع.
وعارض قادة كوريا الجنوبية وقت الحرب فكرة الهدنة التي ستترك شبه الجزيرة مقسمة لشطرين ولم يوقعوا على اتفاقية الهدنة التي وقعها رسمياً قائد الجيش الكوري الشمالي والقائد الأميركي لقوات الأمم المتحدة وقائد "متطوعي الشعب الصيني" الذين لم تكن بكين قد اعترفت بهم رسمياً في هذا الوقت.
وناقشت الكوريتان الفكرة بجدية من قبل. في 1992 اتفق الجانبان على "السعي معاً لتحويل حالة الهدنة الحالية إلى وضع راسخ للسلام".
وانتهت القمة السابقة بين الكوريتين في أكتوبر/تشرين الأول 2007 بإعلان "الاعتراف بالحاجة إلى إنهاء نظام الهدنة الحالي لبناء نظام سلام دائم" و"العمل معاً لدفع الأمر لحين جمع الأطراف الثلاثة أو الأربعة المعنية بشكل مباشر في شبه الجزيرة وإعلان نهاية للحرب".
زيارات عائلية
ملف لم شمل الأسر التي مزقتها الحرب والحدود مليء بالمشاعر. واتفق الجانبان على عقد "برامج لم شمل" في 15 أغسطس/آب وهو اليوم الذي تحتفل فيه الكوريتان باستقلالهما من الاحتلال الياباني. وكانت آخر زيارات عائلية قد تمت في نهاية عام 2015 لكن البرنامج تداعى تحت وطأة تدهور العلاقات.
وبعد أن تولى الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن الحكم في مايو/أيار الماضي طلبت إدارته سريعاً استئناف الزيارات العائلية لكن كوريا الشمالية لم ترد رسمياً أبداً على الأمر.
وأشارت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية إلى أن البرنامج يمكن استئنافه إذا أرسلت كوريا الجنوبية 12 نادلاً كورياً شمالياً انشقوا وذهبوا إلى الجنوب بعد أن كانوا يعملون في مطعم في الصين لكن يبدو أن هذا المطلب لم يعد مطروحاً الآن.
منطقة منزوعة السلاح
تمتد المنطقة منزوعة السلاح لمسافة 240 كيلومتراً على طول خط عرض 38 شمالاً والذي أصبح ترسيماً للحدود بين البلدين بموجب الهدنة في 1953 لوقف الحرب المريرة التي دارت لثلاث سنوات. وعرض المنطقة أربعة كيلومترات وأصبحت مقصداً سياحياً غير متوقع.
وقال إعلان اليوم إن الجانبين سيتوقفان عن بث الدعاية وسيعقدان اجتماعات منتظمة ويتخذان إجراءات أخرى لتقليل التوتر على الحدود وتحويل المنطقة منزوعة السلاح إلى منطقة سلام.
وقد يعني نزع سلاح المنطقة إزالة مواقع الحرس والألغام منها.
تواصل بين الكوريتين
بعد تأسيس "خط ساخن" من قبل بين مكتبي رئيسي البلدين تعهدت الكوريتان بزيادة التواصل المباشر بينهما وتبادل الحوار بما يشمل مسؤولين سياسيين في مستويات أدنى.
كما ستقيم الكوريتان مكتباً للاتصالات في كايسونغ بكوريا الشمالية لكن لم يتم تحديد توقيت لتلك الخطوة.
وسيلتقي مسؤولو الدفاع من البلدين في مايو/أيار ويخطط مون لزيارة بيونغ يانغ هذا العام لعقد قمة أخرى.
واتفق مون وكيم أيضاً على عقد "اجتماعات واتصالات هاتفية مباشرة منتظمة" و"مناقشات متكررة وصريحة".