أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء 25 أبريل/نيسان 2018، في واشنطن، أن نظيره الأميركي دونالد ترمب قد ينسحب من الاتفاق النووي مع إيران لأسباب سياسية داخلية، في وقت كشف فيه دبلوماسيون عن أن دول أوروبية تقترب من التوصل إلى خطة ستقدمها إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لإقناعه بالحفاظ على الاتفاق.
ماكرون قال لوسائل إعلام أميركية مع اقتراب انتهاء زيارة الدولة التي يقوم بها إلى الولايات المتحدة، إنه في الوقت الذي لا يعرف فيه على وجه الخصوص ما الذي سيُقرِّره ترمب، فإنه يعتقد أن الزعيم الأميركي "سوف يتخلص من الاتفاق بمفرده لأسباب داخلية" بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
وعلى ترمب المعارض الشرس للاتفاق الموقَّع بين طهران والقوى الكبرى، أن يعلن إن كان سينسحب من الاتفاق أو يستمر به، مع حلول المهلة النهائية لتجديده في 12 مايو/أيار.
ويتعلق جزء كبير من زيارة ماكرون إلى واشنطن بالسعي للتوصل إلى "اتفاق جديد" أكثر شمولية، ويمكن أن يعالج أوجه القصور في الاتفاق الحالي الذي يصفه ترمب بأنه "الأسوأ" في التاريخ.
وقال ماكرون للصحفيين "ليس عندي معلومات خاصة" حول القرار الذي سيتَّخذه ترمب بخصوص الاتفاق.
وأضاف "أنا أستمع إلى ما يقوله الرئيس ترمب، ويبدو لي أنه ليس متحمّساً جداً للدفاع عنه".
واستذكر ماكرون أن ترمب قد جعل التخلص من هذا الاتفاق النووي مع إيران تعهداً خلال حملته الرئاسية عام 2016.
وقال "التحليل العقلاني لكل تصريحاته لا يجعلني أفكر أنه سيفعل كل ما باستطاعته للحفاظ" على الاتفاق الذي تم توقيعه مع الجمهورية الإسلامية، لمنعها من الحصول على قنبلة نووية.
الخطة البديلة
وعندما سئل إن كان قراراً كهذا قد يعني فشلاً شخصياً له، شدَّد ماكرون أن دوره "ليس محاولة إقناع الرئيس ترمب بالتخلي عن التزامات حملته الانتخابية".
وقال مدافعاً عن الاتفاق "أنا أحاول أن أبرهن أن هذه الاتفاقية معقولة".
وقال دبلوماسيون أوروبيون لرويترز، إن اجتماعات خلف أبواب مغلقة على مدى 3 شهور سوف تتمخض عن حزمة من الإجراءات المنفصلة، قد يتم اتخاذها ضد إيران، على أمل إرضاء ترمب مع الإبقاء على الاتفاق.
في الوقت ذاته قال دبلوماسيون غربيون لوكالة رويترز، إن بريطانيا وألمانيا وفرنسا تقترب من التوصل إلى خطة ستقدمها إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لإقناعه بالحفاظ على الاتفاق.
ويحاول برايان هوك، الذي يقود مفاوضات أميركا مع الدول الأوروبية الثلاث إبقاء ترمب في الاتفاق، قبل انقضاء المهلة التي حدَّدها الرئيس الأميركي، وتنتهي في 12 مايو/أيار. وقال هوك في تصريحات للإذاعة الوطنية العامة في واشنطن "لم نحقق ما نتطلع إليه بعد، لكننا أحرزنا بعض التقدم".
وقال دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي إن "هذا يهدف لإقناع الرئيس ترمب، وليس هذا اتفاقا جديدا مع إيران".
وقال المسؤول الأميركي في ملف منع الانتشار النووي كريستوفر فورد للصحفيين "لا نهدف إلى إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي أو إعادة فتحه أو تغيير بنوده. نسعى لاتفاق تكميلي يضع سلسلة من اللوائح الإضافية".
أما الاقتراح الذي قدَّمه ماكرون إلى نظيره الأميركي فيتضمن المحافظة على الاتفاق الحالي، كدعامة من "4 دعائم" لاتفاق مستقبلي.
والدعائم الثلاث الباقية هي معالجة فترة ما بعد عام 2025، عندما تبطل بنود معينة متعلقة بالنشاط النووي، ثم برنامج طهران للصواريخ البالستية، وأخيراً دور طهران "المزعزع للاستقرار" في المنطقة.
وقال ماكرون "بالنسبة إلي أعتبر هذا تقدماً، وهو يجنبنا السقوط في المجهول المطلق"، مؤكداً أن اقتراحاته منسقة مع شركائه الأوروبيين، وليست عملاً أحادياً.
ويحاول برايان هوك، الذي يقود مفاوضات أميركا مع الدول الأوروبية الثلاث إبقاء ترمب في الاتفاق، قبل انقضاء المهلة التي حدَّدها الرئيس الأميركي، وتنتهي في 12 مايو/أيار. وقال هوك في تصريحات للإذاعة الوطنية العامة في واشنطن "لم نحقق ما نتطلع إليه بعد، لكننا أحرزنا بعض التقدم".