شارك في مراسم دفن باربرا بوش، السبت 22 أبريل/نيسان 2018، الرئيسان السابقان باراك أوباما وبيل كلينتون، والسيدة الأميركية الأولى حالياً ميلانيا ترمب، والسيدة الأولى سابقاً هيلاري كلينتون، وكذلك السيدة الأولى سابقاً ميشيل أوباما.
وتغيَّب الرئيس الأسبق جيمي كارتر وزوجته روزالين كارتر؛ لوجودهما خارج الولايات المتحدة.
ولم يسافر الرئيس دونالد ترمب إلى هيوستون. وقال البيت الأبيض الأسبوع الماضي، إنه يريد تجنُّب عرقلة الجنازة بإجراءات الأمن الإضافية للرئيس، وفق بيان البيت الأبيض.
لكن هذا البيان نفسه من البيت الأبيض، ربما يكون قد أفشى السر عندما أضاف أن ترامب لم يحضر؛ "احتراماً لعائلة بوش والأصدقاء الذين يحضرون القداس".
تعتبر الطريقة التقليدية التي تُظهر من خلالها احترامك لأسرة حزينة هي أن تحضر، ولا تبقى بعيداً. ما لم تكن، بالطبع، تعلم أن عائلة الفقيد المعنيّة تكرهك.. وفي هذه الحالة، فإن أعظم مجاملة يمكن أن تقدمها لهم في تلك الساعة العسيرة هي تركهم وحدهم حسب صحيفة The Guardian.
وهو ما قد يفسر العاطفة غير المعلنة، التي يبدو أنها تضم جميع من في هذه الصورة. إنها صورة جماعية غير عادية: فهم ليسوا عائلةً، ولا أصدقاء، ولا فريقاً. بدلاً من ذلك، فإن الصلة الرسمية التي تجمعهم هي أنهم عاشوا جميعاً في أهم محل إقامة بالبلاد، سواء باعتبارهم رؤساء أو سيدات أوليات.. أو في حالة هيلاري كلينتون، التي حاولت أن تصبح الاثنين في آن واحد. إنهم هناك لتكريم العضو الراحل من هذا النادي الحصري، المرأة التي كانت وفاتها سبباً في إيصالهم لهذه اللحظة.
الصورة ليست كئيبة
يُمثل الدفء الذي يبدو بينهم -في مشهد جورج دبليو بوش الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري، وهو يلفُّ ذراعيه حول زوجته من جهة، وهيلاري كلينتون التي تنتمي إلى الحزب الديموقراطي من الجهة الأخرى- المودة التي قد تراها في الغالب بين من كانوا منافسين ينتمون إلى أحزاب مختلفة، تجمعهم الآن تجربة مشتركة نادرة واستثنائية. (يُمكن أن ترى شيئاً مشابهاً لذلك في صور الملاكمين المتنافسين في الوزن الثقيل الذين يجتمعون بعد أن تقاعدوا). إلا أن هناك شيئاً آخر يُميز تلك الصورة.
تميزت الصورة بأنها ليست كئيبة، رغم أنها أُخذت في جنازة؛ إذ يبتسم أوباما وبيل كلينتون بكل سعادة. ويعلو وجه بوش تلك الابتسامة المنحرفة التي تعبر عن أنه قد ألقى إحدى نكات الفتيان المراهقين التي يشتهر بها. يبدو أنهم مرتاحون. ولكن، ما هو مصدر هذا الارتياح؟ هل من الممكن أن يكون سبب ارتياحهم الجماعي هو أن ترمب لم يحضر؟
يُعد ذلك هو السبب بالتأكيد، الشيء الوحيد الذي يُمكن لهذه المجموعة الاتفاق عليه. كشف بوش الأب، العام الماضي (2017)، أنه صوت لصالح هيلاري في انتخابات 2016 بدلاً من تأييد المرشح الجمهوري الرسمي، الذي وصفه بأنه "ثرثار ومتفاخر بنفسه". بينما قال بوش الابن إنه ترك بطاقة الاقتراع فارغة.
لم يؤيد أي منهما ترمب، الذي سخر من جيب بوش، ووصفه بأنه "منخفض الطاقة"، كما أدانت باربرا بنفسها ترمب ووصفته بأنه "كوميدي"، و"رجل استعراضي" ومتحيز ضد المرأة بشكل مروع. ولذلك، كل من عائلة بوش، وعائلة كلينتون، وعائلة أوباما لديهم أسبابهم الخاصة لاحتقار وكره دونالد. لقد منع هيلاري من تحقيق حلمها، وادَّعى أن باراك أوباما لم يولد في الولايات المتحدة، فهو العكس تماماً من النهج الجمهوري الذي تنتمي إليه عائلة بوش.
زوجته أيضاً كانت مبتهجة
ولم يتبقَّ سوى ميلانيا.. ألا يجب أن تشعر بالقلق وعدم الراحة بين كل هؤلاء الأشخاص الذين يحتقرون زوجها؟ ما الذي يفسر هدوءها الواضح، وابتسامتها اليسيرة كبقيّتهم؟
قد يكون الدليل في بعض الصور الأخرى التي تم التقاطها بقداس يوم السبت 21 أبريل/نيسان 2018، حيث كانت جالسةً هناك بجوار باراك أوباما، وتبدو مبتهجةً بشكل إيجابي، حسب تقرير صحيفة The Guardian البريطانية. غرد الكاتب ستيف سيلبرمان، المتخصص بالعلوم، قائلاً: "هل سبق لك أن رأيت، من قبلُ في أي وقت من الأوقات على الإطلاق، ميلانيا تبتسم بتلك الطريقة، وتبدو مرتاحة، بجانب زوجها؟ في أي وقت مضى على الإطلاق؟". وأشار آخرون إلى غرابة الموقف، حيث ظهرت السيدة الأولى في جنازة، وهي تبدو أكثر سعادةً مما كانت عليه منذ وقت طويل.
في الواقع، لا يوجد نقص في صور ميلانيا، التي تبدو فيها بائسةً أو متجاهلةً من قِبل ترامب، بينما يصعد أو ينزل على سلالم الطائرة الرئاسية من دونها، ولا يُظهر إلى زوجته حتى المجاملات الأساسية، فضلاً عن المحبة الزوجية. بالمقارنة مع البيئة المعادية التي تعيش فيها وتتمثل في زواجها بترمب، ينبغي أن يكون قضاء لحظة في نادي الرؤساء الحقيقيين بمثابة فترة راحة سعيدة.