يتجمع مئات النازيين الجدد، الجمعة 20 أبريل/نيسان 2018، في ذكرى مولد هتلر في بلدة بشرق ألمانيا، في إطار مهرجان يخضع لمراقبة مشددة، بينما تم الإعلان عن تظاهرات مضادة.
وبمناسبة مهرجان "الدرع والسيف" (شيلد أوند شفيرت) الأول الذي يستمر يومين، سيتم حشد مئات من عناصر الشرطة، بحسب السلطات التي لم تذكر أرقاماً محددة.
وحذّر قائد الشرطة المحلية، لصحيفة "زيكشيسه تسايتونغ"، من أنه "سترون العديد من الشرطيين في كل زاوية وشارع".
يجتمعون من أوروبا
أما في الجانب البولندي، فقد أشارت السلطات إلى "تسيير المزيد من الدوريات في المنطقة لضمان الأمن"؛ وذلك لأنه إلى جانب المشاركين الألمان، ينتظر حضور متطرفين أوروبيين إلى بلدة أوستريتس، الواقعة في ألمانيا الديمقراطية السابقة على الحدود مع بولندا وتشيكيا، ويبلغ عدد سكانها 2400 نسمة.
ويعوّل المنظمون على مشاركة نحو 800 شخص، لكن ناشطين معادين للفاشية من حركة "أنتيفا"، يقولون إنه من الممكن أن يشارك عدد قد يصل إلى 3500 من النازيين الجدد، في المهرجان الذي ينظَّم تحت شعار "استرجاع أوروبا".
ويشمل المهرجان أيضاً حفلات موسيقية لفرق من أوساط متشددة ومن مثيري الشغب، وحوارات سياسية، وفنوناً قتالية، ومنتدى للوشم.
ويأتي المهرجان في الوقت الذي تشهد فيه ألمانيا صعوداً لحركات اليمين القومي، تغذيه المخاوف من تدفق لاجئين من سوريا وأفغانستان في 2015، ما أتاح لحزب "البديل من أجل المانيا" المعارض للهجرة الفوز بمقاعد في مجلس النواب بالانتخابات التشريعية في 24 سبتمبر/أيلول 2017. والحزب حقق أفضل نتائجه في ساكسونيا حيث يقام المهرجان.
وكان ثورستن هايزه، عضو الحزب القومي الديمقراطي المتشدد الصغير، دعا إلى المهرجان. وقد أفلت مِن حظره العام الماضي (2017)؛ إذ اعتبرت المحكمة الدستورية أن جمهوره صغير إلى حد لا يشكل خطراً.
"الدفاع عن العشيرة"
علّقت ساشا إيلسر، المتحدثة باسم حركة "لا شيء تغير في اليمين" (ريشتس روكت نيشت)، بقولها إذا "كان بإمكانهم التجمع والاحتفال بذكرى مولد هتلر دون مشاكل (…)، فهذا دليل واضح على أن قوانيننا ومجتمعنا يعانيان المرض"، وذلك في دعوة على الإنترنت من أجل تنظيم تظاهرة مضادة.
وقرر مسؤولون سياسيون ودينيون محليون ومؤسسات من المجتمع المدني تنظيم تحرك احتجاجي في "مهرجان للسلام"، أي تجمُّع ذو طابع عائلي في وسط المدينة، سيطلقه وزير ورئيس مقاطعة ساكسونيا المحافظ، مايكل كريتشمر، الذي خسر في الانتخابات التشريعية أمام مرشح لحزب "البديل من أجل ألمانيا".
وينظم النازيون الجدد منذ زمن، حفلات موسيقية "في السر" لجمع الأموال وتجنيد عناصر جدد.
ويشكل تنظيم المهرجان بالقرب من أرض مخصصة للتخييم ولقاء تذكرة بـ45 يورو لمدة يومين، بروزاً مقلقاً للأوساط القومية المتطرفة التي تسعى إلى فرض نفسها من دون أي عقاب.
وتجد السلطات نفسها عاجزة عن التدخل. فالدستور يضمن الحق في أي تجمُّع سلمي بالهواء الطلق. لكن لا يمكن عرض رموز النازية، وخصوصاً الصليب المعقوف علناً.
ويندد منتقدو المهرجان بالتاريخ الذي لم يكن مصادفة وأيضاً باسمه؛ إذ يذكر الحرفان الأَوّلان منه "إس إس" بالاستخبارات السرية لهتلر.
أما مكان الحدث، فقريب من شليسينغ السفلى، التي اجتاحتها ألمانيا النازية والتي لم يهضم القوميون الألمان إعادتها إلى بولندا بعد الحرب العالمية الثانية.
كما يتضمن برنامج المهرجان ليلة من المنازلات في الفنون القتالية بعنوان "صراع نيبلنونغن"، في إشارة إلى الأساطير الاسكندنافية والألمانية القديمة. وأكد المنظمون أن "الحياة نضال"، وأن "المقاتلين هم دائماً الذين دافعوا عن عشيرتهم وقبيلتهم ووطنهم".