في لقاء غير مسبوق، وهو الأول من نوعه، قال مسؤولون أميركيون، صباح اليوم الأربعاء، إن مايك بومبيو، مدير المخابرات المركزية الأميركية، والمرشح لتولي وزارة الخارجية قام بزيارة سرية إلى كوريا الشمالية خلال عطلة عيد القيامة، والتقى مع زعيمها كيم جونغ أون، لبحث القمة المزمع عقدها مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وجعلت الزيارة بومبيو أكبر مسؤول أميركي على الإطلاق، يُعرف أنه التقى مع كيم وتقدم أقوى إشارة حتى الآن على استعداد ترمب ليكون أول رئيس أميركي في السلطة يجتمع مع زعيم كوري شمالي.
المحادثات ممكنة، لكن ذلك ليس مضموناً
وقال مسؤول أميركي لم يكشف عن هويته، إن محادثات بومبيو، عزَّزت اعتقاد ترامب بأن من الممكن إجراء مفاوضات بنَّاءة مع كوريا الشمالية حول برامجها النووية والصاروخية، لكن ذلك غير مضمون.
وذكر مسؤول أميركي آخر أن الزيارة رتَّبها مدير المخابرات الكورية الجنوبية، سوه هون، مع نظيره الكوري الشمالي كيم يونغ تشول، وكان الهدف منها تقييم ما إذا كان كيم مستعداً لعقد محادثات جادة.
وأضاف أن بومبيو، أحد أقرب المستشارين إلى ترمب، عاد ليقول إنه يجدر المضي قدماً في إمكانية عقد قمة، لكنه أضاف أنه لم يتم تحديد موقع من بين قوائم الخيارات.
ليس في الولايات المتحدة
وكشف الرئيس الأميركي في وقت سابق، يوم الثلاثاء، عن أن الولايات المتحدة تجري محادثات مباشرة "على مستويات رفيعة للغاية" مع كوريا الشمالية، في محاولة لترتيب قمة بينه وبين الزعيم الكوري الشمالي.
ورداً على سؤال حول زيارة بومبيو، قالت سارة ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض "الإدارة لا تعلق على أسفار مدير المخابرات المركزية".
وقال ترمب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، إن مسؤولين أميركيين يبحثون خمسة مواقع مختلفة لاستضافة اللقاء المرتقب، في أواخر مايو/أيار، أو مطلع يونيو/حزيران، وعندما سُئل: هل أي منها يوجد بالولايات المتحدة أجاب ترامب "لا".
اليابان لا تريد فقط نزع النووي، والصواريخ أيضاً
وأضاف ترمب "نجري محادثات مباشرة على مستويات عالية جداً، مستويات رفيعة للغاية، مع كوريا الشمالية… سوف نرى ما سيحدث… لأن النتيجة هي ما يهم في نهاية الأمر، وليس مجرد التفكير في عقد اجتماع".
وتركّز محادثات ترمب وآبي على القمة المتوقعة مع كيم، في ظلِّ سعي اليابان للحصول على التزام أميركي بأن أي اتفاق لنزع السلاح النووي يبرمه ترمب مع كيم، سيشمل أي صواريخ يمكن أن تستهدف الأراضي اليابانية، وليس فقط الصواريخ طويلة المدى.
لكن ترامب قال إن من الممكن أيضاً أن تفشل الجهود الدبلوماسية لعقد اللقاء.
وأوضح قائلاً "من الممكن ألا تسير الأمور بشكل جيد، وألا نعقد الاجتماع، وسنواصل المضي قدماً في هذا المسار الذي نسلكه".
كما أيَّد ترامب الجهود التي تبذلها كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية لإنهاء حالة الحرب القائمة بين البلدين منذ عام 1953.
وقال آبي إن اليابان تريد من كوريا الشمالية الموافقة على نزع السلاح النووي بشكل تام ويمكن التحقق منه، مضيفاً أن ترامب أظهر "شجاعة" في مسعاه لعقد قمة مع كيم.
تغيير النظام غير مطروح
وكان بومبيو أفاد الخميس الماضي خلال جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ للتصديق على ترشيحه وزيراً للخارجية، إنه لا يؤيد تغيير النظام هناك.
وقال إنه "سيكون جيداً إخلاء شبه الجزيرة من السلاح النووي ونزع السلاح، لكن الأمر الأكثر خطورة يكمن في الشخصية التي تسيطر عليها اليوم".
كما أعرب عن دعمه للتصريحات التي أدلى بها ترمب من قبل بشأن كوريا الشمالية، مضيفاً "فمواقف الرئيس في هذا الصدد واضحة ومعروفة".
وأضاف "فمن الممكن أن تأتي أيام نراهم فيها يضربون الولايات المتحدة بأسلحتهم النووية، لذلك قال الرئيس إن الطرق الدبلوماسية، وقوة السياسة الخارجية الأميركية، غير كافية للحيلولة دون ذلك".
تودد لواشنطن يمنع إدانة ضرب سوريا
وكانت كوريا الشمالية امتنعت عن التعليق على الغارات الغربية على سوريا، وهو ما فسره المراقبون بأنها حملة تودد لواشنطن، وتسعى لتفادي أي سجال في ظلِّ تقارب جارٍ في شبه الجزيرة الكورية.
وبالعودة إلى ضربة العام الماضي، التي شنَّها ترمب ضد مطار الشعيرات، أدان النظام الكوري الشمالي الضربة العسكرية، ووصفها بأنها "عمل عدواني لا يمكن القبول به"، والذي يثبت "أكثر من مليون مرة" أنها على حق بمواصلة برنامجها النووي.
وقال محللون إن "الشمال لا يود حالياً الإدلاء بتصريحات تثير استياء الولايات المتحدة".