فقدن أزواجهن، والآن يشهدن الاغتصاب كل ليلة في المخيمات.. فضيحة زوجات مقاتلي داعش، التي ستهز الحكومة العراقية

عربي بوست
تم النشر: 2018/04/17 الساعة 07:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/04/17 الساعة 07:19 بتوقيت غرينتش
Tribal fighters stand guard at a refugee camp for displaced people, who fled from Falluja because of Islamic State violence, in Ameriyat Falluja, south of Falluja, Iraq, June 16, 2016. REUTERS/Ahmed Saad

ندَّدت منظمة العفو الدولية، في تقرير نُشر الثلاثاء 17 أبريل/نيسان 2018، بفرض السلطات العراقية "عقاباً جماعياً" على النساء والأطفال المشتبه بارتباطهم بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مشيرة إلى أن هذا العقاب يشمل خصوصاً الحرمان من المساعدات الإنسانية، والمنع من مغادرة مخيمات النازحين، وممارسة العنف الجنسي بحق النساء.

طالما هن زوجات مقاتلي داعش، فلا بأس باغتصابهن.. هكذا يفعل قوات الأمن العراقية في المخيمات

وقالت المنظمة في تقرير بعنوان: "المدانون: نساء وأطفال عراقيون معزولون ومحاصرون ويتعرضون للاستغلال في العراق"، إنها رصدت "تفشِّي التمييز ضد المرأة في مخيَّمات الأشخاص النازحين داخلياً، من قبل قوات الأمن وموظفي إدارات المخيمات والسلطات المحلية، التي تعتقد أن هؤلاء النساء ينتمين إلى تنظيم الدولة الإسلامية".

وأكد التقرير أن "الاستغلال الجنسي كان يحدث في كل مخيم من المخيمات الثمانية التي زارها باحثو المنظمة" الحقوقية.

فالرجال المسلحون التابعون للحكومة العراقية في المخيمات يقومون بالاغتصاب كل ليلة تقريباً

وقالت 4 نساء في المخيم للباحثين، إنهن إما شاهدن الاغتصاب، أو سمعن صراخ امرأة في خيمة مجاورة، تتعرض للاغتصاب من قبل رجال مسلحين، وأعضاء إدارة المخيم، بحسب ما ذكرته صحيفة the Guardian البريطانية.

وهذه الفتاة العشرينية نجت من الاغتصاب عدة مرات.. وعلناً طبعاً

وقالت امرأة تدعى دانا، تبلغ من العمر 20 عاماً، إنها نجت من عدة محاولات اغتصاب، وكانت تواجه ضغوطاً لا هوادة فيها، لممارسة الجنس مع أحد أفراد قوات الأمن في معسكرها.

وتضيف دانا: "إنهم يريدون أن يظهروا للجميع كيف يغتصبونني.. أنا لا أشعر بالراحة في خيمتي. أنا فقط أريد باباً وجدراناً تحيط بي، أحتمي بها. كل ليلة أقول لنفسي "الليلة هي الليلة التي سأموت بها".

لذلك فجرت منظمة العفو الدولية هذه الفضيحة: لا تعاقبوهن على جرائم لم يتركبوها

وقالت لين معلوف، مديرة البحوث للشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، في التقرير "ربما تكون الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق قد انتهت، لكن معاناة العراقيين لا تزال أبعد ما تكون عن الانتهاء. فالنساء والأطفال الذين لهم صلة مفترضة بتنظيم الدولة الإسلامية، يعاقَبون على جرائم لم يرتكبوها".

وأضافت أن "هذه العائلات المطرودة من مجتمعاتها لا تجد مكاناً أو أحداً تلجأ إليه. فهي عالقة في المخيمات، ومنفية ومحرومة من الغذاء والماء وغيرهما من الأساسيات".

فعمليات الاغتصاب هذه ستؤسس لعنف مستقبلي

وشدَّدت المسؤولة الحقوقية على أن "هذا العقاب الجماعي المهين ينطوي على خطر التأسيس للعنف المستقبلي، ولا يمكن أن يُرسي سلاماً عادلاً ودائماً يريده العراقيون الذين هم بأمسِّ الحاجة إليه".

فهي تمس نحو 2,5 شخص فروا من الحرب إلى المخيمات

وكانت الأمم المتحدة أعلنت في فبراير/شباط، أن حولي 2,5 مليون شخص لا يزالون في مخيمات النازحين، بعد أن تمكَّنت القوات العراقية مدعومة بالتحالف الدولي من طرد المتطرفين من المناطق الشاسعة التي سيطروا عليها عام 2014، في شمالي البلاد وغربيها.

وكثير ممَّن فرُّوا من المناطق التي كانت تحت سيطرة الجهاديين انتهى بهم المطاف في مخيمات النازحين.

ومحنة النساء لا تقاس بعد أن فقدن أزواجهن

وسرد التقرير "تفاصيل محنة آلاف العائلات التي تعيلها نساء، تُركن ليتدبرن أمورهن وحدهن في مخيمات النازحين داخلياً، بعد مقتل الذكور من أفراد العائلات أو اعتقالهم تعسفياً واختفائهم قسرياً، أثناء فرارهم من المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية داخل الموصل وحولها".

وأضاف أنه "في العديد من الحالات كانت جريمة الرجال الوحيدة هي الفرار من معاقل الدولة الإسلامية، أو تشابه أسمائهم مع الأسماء الواردة في قوائم المطلوبين المشكوك فيها، أو القيام بأعمال غير قتالية مع تنظيم الدولة الإسلامية، كطُهاة أو سائقين".

وأكد التقرير أن "النساء والأطفال في مخيمات النازحين داخلياً في مختلف أنحاء العراق محرومون من الحصول على الغذاء والرعاية الصحية، نتيجةً لصلتهم المفترضة بتنظيم الدولة الإسلامية".

فممنوع عليهن المغادرة، ويتعرضن للاستغلال الجنسي

وأضاف أن "هذه العائلات تُمنع كذلك بشكل معتاد من الحصول على بطاقات هوية، وغيرها من الوثائق التي يحتاجها أفرادها للعمل والتنقل بحرية"، مشيراً إلى أنه "في مخيّم واحد على الأقل مُنعت العائلات التي يُشتبه في أن لها صلة بتنظيم "الدولة الإسلامية" من مغادرة المخيم، الذي أصبح بمثابة مركز اعتقال بحكم الأمر الواقع".

ولفت التقرير إلى أن "النساء اليائسات والمعزولات يتعرضن لخطر الاستغلال الجنسي الكبير، على أيدي قوات الأمن والحراس المسلحين وأفراد الميليشيات الذين يعملون داخل المخيمات وحولها".

ففي كل مخيم تقريباً يتعرضن لعلاقات جنسية مقابل النقود

وأضاف أنه "في كل مخيم من المخيمات الثمانية التي زارها باحثو منظمة العفو الدولية، أُرغمت النساء، بالإكراه والضغط، على الدخول في علاقات جنسية مع رجال مقابل النقود التي هنَّ بحاجة ماسَّة إليها، أو مقابل الحصول على المساعدات الإنسانية، أو من أجل الحماية من الرجال الآخرين".

وإن لم يكن مقابل النقود، فالاغتصاب بالإكراه من قبل موظفي المخيمات

وشدَّد التقرير على أن "هؤلاء النساء عرضة لخطر الاغتصاب. فقد قالت 4 نساء لمنظمة العفو الدولية، إنهن إما شهدن عمليات اغتصاب بشكل مباشر، أو سمعن صرخات نساء في مخيم مجاور وهنَّ يُغتصبن من قبل رجال مسلحين، أو موظفين في إدارة المخيم، أو غيرهم من سكان المخيم".

وأعربت معلوف عن أسفها، لأن "النساء يتعرضن للتمييز ونزع إنسانيتهن من قبل الرجال المسلحين الذين يعملون في المخيمات، بسبب انتمائهن المزعوم لتنظيم "الدولة الإسلامية. والأشخاص الذين يُفترض أن يتولوا حمايتهنّ يتحولون إلى وحوش مفترسة".

فهل ستتدخل الحكومة العراقية، وتمنع رجالها من الدخول للمخيمات؟

وأضافت أنه "يتعيَّن على الحكومة العراقية أن تُظهر جدِّيتها في وضع حدٍّ للانتهاكات التي تُرتكب ضد هؤلاء النساء، وذلك بإخضاع جميع الجناة للمُساءلة، ومنع جميع الرجال المسلحين من دخول مخيمات النازحين داخلياً".

وكانت الحكومة العراقية، أعلنت في ديسمبر/كانون الأول/ 2017 "نهاية الحرب" ضد تنظيم الدولة الاسلامية، بعد إعلان "النصر"، عقب استعادة آخر مركز حضري كان التنظيم الجهادي يحتله.

لكن بحسب خبراء فإن مسلحين جهاديين لا يزالون متحصِّنين على طول الحدود بين العراق وسوريا، وفي مناطق واسعة من الصحراء العراقية.

علامات:
تحميل المزيد