أفادت تقارير إخبارية متداولة بنقل الجنرال الليبي خليفة حفتر، الذي يُعد مرشحاً محتملاً للفوز بالانتخابات الرئاسية المزمعة إقامتها هذا العام (2018) في ليبيا، إلى أحد المستشفيات بالعاصمة الفرنسية باريس بعد إصابته بسكتة دماغية شديدة، بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، الأربعاء 11 أبريل/نيسان 2018.
ونفى خليفة العبيدي، مدير المكتب الإعلامي بالقيادة العامة للجيش الوطني الليبي الذي يتزعمه حفتر في بنغازي، هذه الادعاءات، واصفاً إياها بالأخبار الكاذبة التي اختلقها خصوم حفتر، في حين استعان مساعدو حفتر بصورٍ غير مؤرخة لقائدهم وهو يتفقد القوات داخل ليبيا.
لكن جهات إعلامية -مثل صحيفة لوموند وقناة فرانس 24 الفرنسيتين- قالت إن حفتر، الذي يبلغ من العمر 74 عاماً، قد أُصيب بسكتة دماغية بالفعل. وأفادت التقارير بأن حفتر نُقل من الأردن إلى باريس مطلع شهر أبريل/نيسان 2018. وأكدت بعض المصادر الطبية المختلفة أن المشير الليبي نُقل إلى العاصمة الفرنسية بعد أن تعرَّض لوعكة صحية، لكنها ذكرت أن حالته الصحية تتحسن وأنه ليس في حالة حرجة، بحسب الصحيفة البريطانية.
غياب حفتر عن الحياة العامةلفترة ممتدة، أو الشكوك حول قدرته الصحية، من شأنهما أن يسببا المزيد من الفوضى في الوضع السياسي الليبي، الذي يعاني فوضى عارمة بالفعل. ويُعد حفتر مدعوماً بقوة من مصر والإمارات.
ويحقق الجيش الوطني الليبي، الذي يقوده حفتر ويتمركز إلى حد كبير في شرق ليبيا، تقدماً عسكرياً ثابتاً، ولكنه يلقى انتقادات؛ لاستخدامه أساليب وحشية في بلدٍ يعاني ويلات الحرب الأهلية تقريباً منذ الإطاحة بالرئيس الليبي الراحل معمر القذافي عام 2011. ويُعد حفتر هو الخصم الأبرز للحكومة الليبية المدعومة من الأمم المتحدة وتتمركز في مدينة طرابلس بقيادة فايز السراج.
ومع ذلك، استُقبل حفتر في كل من العاصمتين الفرنسية باريس والإيطالية روما كطرفٍ مهمٍ في الحوار مع الغرب، الذي يحاول إنهاء الحرب الأهلية في ليبيا والسيطرة على تدفق المهاجرين من الساحل الليبي إلى إيطاليا.
وقال المتحدث باسم حفتر إن هذه التقارير اختُلِقت بواسطة أولئك الذين يخشون من تحقيق الجيش الوطني الليبي تقدماً عسكرياً في البلاد، وضمن ذلك استعادة سيطرته على مدينة درنة.
وسلط تقرير للأمم المتحدة يوم الثلاثاء 10 أبريل/نيسان 2018، الضوء على الأوضاع المضطربة في ليبيا، قائلاً إن الجماعات المسلحة في ليبيا كانت تحتجز آلاف الأشخاص بشكل تعسفي غير قانوني فترة طويلة، وتُعرِّضهم للتعذيب وأشكال أخرى من التجاوزات وانتهاكات حقوق الإنسان.
ومما يدعم الأخبار المتعلقة بإصابة حفتر بالسكتة الدماغية، امتناع المتحدث العسكري أحمد المسماري عن الرد مباشرة على التقارير التي تؤكد وجود حفتر في المستشفيات الفرنسية.
وأدلى أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي الذي يقوده حفتر، بتصريحات صحفية في مدينة بنغازي (شرق ليبيا)، في وقت متأخر من يوم الأربعاء 11 أبريل/نيسان 2018، بعد أكثر من 24 ساعة من الشائعات المتضاربة والتقارير عن صحة حفتر ومكان وجوده، امتنع فيها عن ذكر أي أخبار بشأن الزعيم الليبي، بحسب وكالة رويترز.
وذكر مصدر ثانٍ بمقر القيادة العسكرية في شرق ليبيا يوم الأربعاء، أن حفتر في فرنسا، لكنه لم يذكر تفاصيل عن حالته. وطلب المصدران عدم نشر اسميهما لحساسية الموضوع.
وقالت قناة 218 الليبية المؤيدة للجيش الوطني الليبي، إن حفتر يخضع لفحوص طبية في باريس، وإنه لا يوجد خطر حقيقي على صحته.