أطلقت بنغلاديش، الجمعة 6 أبريل/نيسان 2018، مشروعاً لبناء "مساجد نموذجية" كلَّفتها مليار دولار، بتمويل جزئي من السعودية، في مسعى لمكافحة التشدد الإسلامي بالبلد الآسيوي ذي الغالبية المسلمة، كما أعلن مسؤولون الجمعة.
وتحاول رئيسة الوزراء، الشيخة حسينة واجد، التي أعطت إشارة البدء للعمل في 9 مساجد، من خلال الدائرة التلفزيونية المغلقة- تعزيز علاقاتها مع الهيئات الإسلامية قبيل الانتخابات المقررة هذا العام (2018)، حسبما أفاد محللون.
وقال مسؤول حكومي كبير إن الحكومة تعتزم "بناء 560 مسجداً نموذجياً كمراكز ثقافية"، خلال الأشهر الثلاثين المقبلة، كجزء من محاولة الحكومة مكافحة التشدد.
وقال شميم أفضل، رئيس المؤسسة الإسلامية الحكومية: "خلال الشهر ونصف الشهر المقبلين، سيبدأ العمل في 100 مسجد غيرها".
مكافحة فكر الإخوان والجماعة الإسلامية
وتابع أن هذه المساجد ستُستخدم للتوعية ضد "الأفكار الإسلامية المشوهة" لتنظيمات مثل حزب الجماعة الإسلامية المعارض في بنغلاديش وجماعة الإخوان المسلمين بمصر.
وتخوض بنغلاديش حرباً شرسة ضد المتشددين الإسلاميين خلال السنوات الماضية، بعد أن شن الجهاديون اعتداءات على الأقليات الدينية والنشطاء العلمانيين والأجانب.
وأوضح المسؤول أن المساجد الجديدة ستكون مفتوحة أمام النساء، عكس معظم مساجد البلاد البالغ عددها 300 ألف، كما ستكون مجهزة بمراكز ثقافية.
وصرّح بأن "تكلفة كل مسجد ستقارب 150 مليون تاكا (1.8 مليون دولار)". وسيتعين على خطباء هذه المساجد "تأليب المصلين ضد التشدد".
والعام الماضي (2017)، قال شميم أفضل إن السعودية ستتحمل نصيب الأسد من تكلفة بناء هذه المساجد، لكن مسؤولاً كبيراً في المملكة نفى لاحقاً تبني خطة من هذا النوع.
لكنّ "أفضل" عاد وقال إن السعودية ستموّل المشروع الطموح بشكل جزئي.
وأكد: "لقد أرسلوا (السعودية) بالفعل جزءاً من التمويل"، دون أن يعطي مزيداً من التفاصيل عن قيمة المبلغ.
وتشكو أقليات دينية من انتشار المساجد التي تدعمها أو تمولها السعودية، مثيرين مخاوف من قدرتها على نشر الفكر الوهابي السني المتشدد السائد في المملكة الغنية بالنفط.
الهدف سياسي وليس دينياً
لكنّ أحد المحللين السياسيين أشار إلى أن الهدف الحقيقي للمشروع الضخم لبناء المساجد بهذه التكلفة، ربما يكون سياسياً بحتاً.
وقال أطوار رحمن، رئيس مركز دراسات الحوكمة ومقره دكا، إن حسينة "تريد بناء علاقة ودية مع الجماعات الإسلامية التقليدية. تريد أن تكسب هذه القوى في صفها" بالانتخابات.
ويدافع حزب رابطة عوامي الذي تقوده حسينة منذ عقود عن القضايا العلمانية.
وخلال السنوات القليلة الماضية، قمعت حكومتها الجماعات الإسلامية المتطرفة، وحاكمت وأعدمت قادتها المتهمين بارتكاب جرائم حرب.
يشار إلى أن دستور بنغلاديش علماني الطابع.
وقال رحمن: "قبل الانتخابات، تعدل (حسينة) من موقفها العلماني بالتساهل مع التيار الإسلامي اليميني".
وأعلنت حسينة إجراء انتخابات هذا العام (2018).
ويدين نحو 90% من سكان بنغلاديش، البالغ عددهم 160 مليون نسمة، بالإسلام.