* (يا حكومة بكره حاتعرفي، بإيدين الشعب حاتنضفي، والآية الليلة مقلوبة، قالوا الشغب في دمنا، وازاي بنطلب حقنا… يا نظام غبي… افهم بقى مطلبي… حرية… حرية… حرية…!)
هكذا هتف جمهور النادي الأهلي، شباب مصر من رابطة الألتراس، في ستاد القاهرة، يوم الثلاثاء السادس من آذار/ مارس 2018م.
في هذه اللحظة التي يهتف فيها هؤلاء بلا خوف وأمام الشاشات، يقبع في السجن عشرات الآلاف من المعتقلات والمعتقلين، ورغم ذلك دوت صرخة "حرية" بحناجر الشباب.
في هذه اللحظة يحاول رئيس مستبد، على رأس نظام غبي، أن يحسم معركته مع هذا الجيل بالسلاح، فتدوي صرخة "حرية" بعد أكثر من سبع سنوات على انطلاق ثورة يناير، لتثبت أن المعركة لم تحسم، وأن ما حدث في استاد القاهرة يقول إن كرة التغيير ما زالت "في الملعب"!
* في هذه الأيام تتزين شوارع القاهرة ومدن مصر بلافتات طبع عليها وجه الاستبداد العكر، في عرس لم يدع له أحد، أو ما يسمى بانتخابات رئاسة الجمهورية.
في النهاية وجدوا المغفل الوحيد الذي قبل المنافسة الشكلية الإجرائية، وها هو المنافس المفترض يرفع لافتاته كاتباً عليها مبايعة وتأييدا للدكتاتور، سابقة تاريخية أخرى تضاف إلى (سوابق) مصر تحت حكم العسكري السيكوباتي.
اللافتات تتحول إلى سوق الخردوات، فهي في نظر غالبية الناس ليست أكثر من "الخامات" التي صنعت منها! لذلك تصل الرسالة كصفعة على قفا النظام، حين تسقط اللافتات في جنح الليل، ليتم بيع مكوناتها من الخشب والحديد في أسواق الخردوات.
* العملية العسكرية في سيناء تتواصل، ولا أحد يعلم حقيقة ما يجري فيها، صراخ أهالينا في سيناء لا يكاد يصل إلى آذان المصريين ولا أحد في العالم يبالي، ولو سكتنا واستمر هذا السيكوباتي فسوف نرى "غوطة" في سيناء ، ومثلها في القاهرة!
ما يحدث في سيناء من أهدافه تفتيت الجيش، وتفتيت الوطن، وكل من شارك في ذلك سيدفع الثمن، ولكن سيدفع الثمن أيضا عشرات الملايين من المصريين والعرب ممن لا ذنب لهم.
* نماذج الشجاعة التي يقدمها شباب ثورة يناير من جميع التيارات ما زالت تبهر العالم.
الناشط السياسي كريم رضا، اعتقل لمدة أسبوع بلا تهم، وعاملته الشرطة بحقارتها المعهودة، بلا أي احترام للدستور والقانون.
حين خرج كريم رضا من سجنه، بادر بإعلان كل ما تم معه للرأي العام، وفضح أجهزة الأمن، وذكر بالتفصيل ما رآه وما سمعه وما حدث معه.
ليس سهلا أن يخرج المرء من هذه المحنة… ثم يتكلم!
تحية له، ولقناة "أكسجين مصر" التي نقلت شهادته لآلاف المشاهدين.
* ناشط آخر من شباب ثورة يناير العظيمة، المهندس أحمد بدوي، ما زال يصدر فيديوهاته واحداً تلو الآخر، تحفيزاً لكل حر من أجل التوحد لإسقاط الاستبداد، يتحدث من قلب القاهرة، ويضع إصبعه على الجرح ، واصفاً العلاج الناجع، دون مزايدة على أحد، ودون تحقير لأحد، ودون ادعاء حكمة أو بطولة، والأهم من ذلك كله… دون خوف من هذا النظام السفيه!
أحمد بدوي له نشاطات متعددة بدأت قبل ثورة يناير بسنوات، وما زالت تحيزاته كما هي… لمصر وشعبها لا لأي أحد أو شيء آخر.
أنصحكم بمتابعته على تويتر ويوتيوب… حفظه الله لابنته وزوجته… ولكل محب لمصر!
Twitter: bad_way
Youtube: badawyelghad
* ناشط آخر هو الأستاذ محمود صبري، ذلك المونتير المتمكن، ناضل سنوات طوال، وكانت محطة سجنه مع عشرات الشرفاء من معتقلي الأرض محطة فارقة، دخل السجن من أجل أرض مصر، من أجل تيران وصنافير، وخرج مرفوع الرأس كما دخل، ازدادت رأسه شموخاً أمام المستبدين، وازداد تواضعاً مع إخوته الثوار.
يضيقون عليه في رزقه، هو وكل هؤلاء الشرفاء الذين رفضوا بيع أرض مصر لإسرائيل أو السعودية (لا فرق)، عمل في مجالات شتى بعد منعه من العمل في تخصصه، وحين عمل في شركة "كريم" مؤخرا، جاءت الأوامر من جهاز أمن الدولة الحقير، ليتم فصله تعسفياً، واستجابت الشركة للأسف الشديد… كل ذلك وما زال النضال مستمرا.
* خلاصة تلك اللقطات أن التغيير قادم… وأن كل هذه الجثث التي امتلأت بها القبور، وكل هؤلاء المعتقلين الذين غصت بهم السجون… ليسوا سوى وقوداً لتغيير شامل في هذه الأوطان التي آن لها أن تتغير.
تحية لكل شهيد في الغوطة أو سيناء، لكل معتقل في العقرب أو الرّزين، لكل منفي في أرض الله الواسعة اصبروا… فوالله إن النصر لقريب.
هذه التدوينة منشورة على موقع عربي21
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.