في بحر من الأوهام والأحلام والهلاوس، غرقت بكل أسى حياة المصريين، لم يتوقف الأمر عند حلم السيسي بالسيف المطبوع عليه بلون الدم كلمة التوحيد؛ ليحوله قائد الانقلاب العسكري إلى حقيقة بعشرات المذابح وسفكه فيها دماء الآلاف من الموحدين، ولا عند الحلم بالساعة الأوميغا والنجمة الكبيرة التي تعلوها (الرمز التاريخي لليهود)، وهي ما يصر السيسي على اتخاذها شعاراً له، مرة ثانية في مسرحية الانتخابات الهزلية والتنافس المزعوم على مقعد الرئيس.
رأى "السيسي"، "السادات" في نومه يبشره بذات المصير، فسعى الأول لتحقيق رؤياه بالوصول لعرش مصر، وما زال الشعب يعاني جحيم حكمه على أمل أن تكتمل الرؤيا ويلقى مصير الأخير.
تختلط لدى السيسي أحلامه بآماله بهلاوسه، يرى المنامات في ليله، فيسعى لتحقيقها في نهاره، ومع تشكيلة من عقد نفسية دفينة وضلالات وأوهام، تكتمل الصورة لديه كحاكمٍ للبلاد.
نصحته أمه في طفولته ألا يطمع لما في أيدي غيره حتى لو كان أباه (هكذا قال)، فكان هذا مبرره للتنازل عن جزر مصرية خالصة وبيعها لدولة أخرى "تيران وصنافير".
يقضي طفولته في أشهر حارات مصر التي سكنها اليهود منذ القدم حتى سميت باسمهم، فيتوحد نفسياً معهم، ويكبر ليصبح بطلاً قومياً لهم (هكذا لقَّبَه في الصحافة العبرية الإسرائيليون).
يضربه الأطفال وهو صغير فنجده ينتظر ليكبر ثم ينتقم منهم ومن شعب قوامه مائة مليون، مرة بتدمير اقتصادهم وتعويم عملتهم المحلية لتنهار على أثرها، وثانية بجبال قروض تحتاج عشرات السنوات كي يتمكنوا من سدادها، وثالثة بمشاريع فاشلة تضيع فيها ثروات البلاد ومقاديرها، وأخرى بالتنازل عن حصة مصر في نهر ارتبطت به منذ الأزل حين لقبوها بـ"هبة النيل".
ما زلنا مع أحلام السيسي كوابيس المصريين
يجلس السيسي كعادته، يتحدث لجمهوره بظهره، معطيهم قفاه، يسترسل في حكاياته الأسطورية وثرثرته العشوائية وخيالاته المريضة، يكلمهم عن حديث دار بينه وبين الله، ليس في أحلامه تلك المرة، بل في واقع أغرب من الخيال، يحكي لنا عن أمنيته وهو طفل صغير حين شاهد المساكن العشوائية للمصريين، فسأل الله أن يعطيه مائة مليار دولار ليغير من أحوال ساكنيها (هكذا قال منذ أيام في افتتاحه مدينة العلمين).
طفل صغير يعرف الدولار ويتنبأ بما سترتكبه مستقبلاً يداه من تعويم للجنيه، يطلب ذلك المبلغ الضخم بدعوى إنقاذه للفقراء والمساكين.
لا نعرف حقيقة لم يكرر السيسي في أحاديثه رغبته الملحة بالحصول على ذلك المبلغ تحديداً، وهل هو يريد الحصول عليه في صفقة ما، ويلمح لها من الآن؟!
لكن ما يصدمنا في الواقع، ليس حديثه الخيالي هذا عن رغبة الطفولة وكلامه إلى الله، بل ادعاؤه أن الله كلمه ووعده بالتمكين.
لا نفهم كيف رد الله عليه، وهل كان ذلك في الواقع أم الأحلام والمنامات؟!
هل صدق السيسي نفسه وأكاذيب شيوخ الباطل بكونه رسولاً؟!
أم أن أوهامه طغت على واقعه، فلم يعد يميز بين الحقيقة والخيالات؟!
على كلٍّ، سيظل السيسي يحلم ويحقق أحلامه على حساب دولة كاملة والملايين من المصريين، بعد أن فرط الأخيرون في حلمهم بالحرية والكرامة والعدالة والتغيير.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.