تناقضات الدعوة لرفع الحظر عن الملاعب وتمديد حظر الطيران على كردستان

في كل يوم يموت العشرات من مرضى الثلاسيميا والسرطان والأمراض المزمنة بسبب تأخر وصول الأدوية والعلاجات إلى مستشفيات الإقليم؛ لأن الطائرات لا بد أن تذهب إلى بغداد أولاً

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/08 الساعة 02:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/08 الساعة 02:06 بتوقيت غرينتش

كيف يمكن المطالبة برفع الحظر عن الملاعب العراقية من أجل إقامة المباريات الدولية للفرق العراقية خدمة للجماهير الرياضية التي من حقها أن تتابع وتشجع فرقها الوطنية على أرضها وملاعبها؟

ولكن قبل يومين من هذا التاريخ يتقرر استمرار حظر الطيران على مطارات إقليم كردستان الذي يعيش حصاراً ظالماً من يوم 29 سبتمبر/أيلول 2017، وهي المرة الثانية التي يتم فيها تمديد الحظر بعد عدة أشهر من المفاوضات والتصريحات والاتفاقات التي وصلت إلى مراحلها النهائية بانتظار التوقيع الموعود.

هذه هي التناقضات التي تبين أنّ الشَّيء نفسَه لا يمكن أن يكون حقاً وباطلاً معاً، فحسب قواعد علماء اللغة والأصول فإن التناقض هو تقابُل الدَّليلَيْن المتساويَيْن على نحو لا يمكن الجمع بينهما، ويُسمّى أيضاً التَّعارُض أو مخالفة كل واحدة منهما الأخرى، فالتناقض في الأقوال يكون المطالبة برفع الحظر المفروض من الغير على أمر بسيط لا تتعلق به الحياة، ولكن في ذات الوقت تفرض على جزء من شعبك حظراً وحصاراً ظالماً على أساسيات وضرورات المعيشة والحياة.

إن الأقوال والأفعال والتصريحات والمواقف والقرارات في العراق.. عراق العبادي وائتلاف دولة القانون وعباس البياتي وجاسم محمد جعفر ونياز أوغلو وغيرهم من السياسيين والنواب الذين لا بضاعة لهم ولا دور ولا شغل ولا مشغله إلّا في معاداة إقليم كردستان والسعي الى الإضرار بالعلاقات التاريخية بين مكونات الشعب العراقي، وهم مع الأسف يشعلون الفتنة وينشرونها ضد الإقليم، ويحاربون شعبه في رزقه ورواتب موظفيه ومتقاعديه، وحقه في السفر والعلاج والدواء في الخارج.. والتي ارتدت على أحدهم فسكت وصمت إلى حين بعد أن تجرأ على مقامات سادة سادات العالمين (أصحاب الكساء رضوان الله عليهم)، وحاول استغلال مكانتهم المقدسة والسامية في الدعاية الانتخابية.

دعوة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يوم الأربعاء الماضي 31 مارس/آذار إلى رفع الحظر الدولي عن الملاعب العراقية، وتقديمه الشكر لكل من ساهم بإنجاح المباراة بين المنتخبين العراقي والسعودي وللجماهير العراقية من أجل دعم الجهود لرفع الحظر عن الملاعب العراقية، وقوله إنه "بهذه المناسبة، ندعو إلى رفع الحظر الكلي عن الملاعب العراقية بعد النجاح الذي تحقق في مباراة اليوم الذي يؤكد استتباب حالة الأمن والاستقرار وجهوزية الملاعب العراقية"، يمكن أن يكون لها صدى لدى العالم الذي يحترم حقوق الإنسان، ويراعي رغبات الآلاف من المشجعين الذين من حقهم متابعة فرقهم ولاعبيهم، وهي بالمناسبة (أي تشجيع وإقامة المباريات الرياضية) ليست حاجة ملحة أو ضرورة معاشية أو حياتية لا يستطيع الإنسان العيش بدونها، ولكن هل فكّر العبادي والمحيطون به أيضاً بحقوق الموظفين والمتقاعدين والمعلمين في الإقليم، وهم يعيشون حالة العوز والحاجة بعد قطع رواتبهم واستحقاقاتهم؟ كيف يمكن لهم أن يطالبوا برفع الحظر عن الملاعب وهم يفرضون الحصار الظالم على الإقليم؟

في كل يوم يموت العشرات من مرضى الثلاسيميا والسرطان والأمراض المزمنة بسبب تأخر وصول الأدوية والعلاجات إلى مستشفيات الإقليم؛ لأن الطائرات لا بد أن تذهب إلى بغداد أولاً، وبعدها تعود (تيتي تيتي) إلى أربيل والسليمانية بعد مرورها وانتظارها ساعات وساعات، وهم يستخدمون كل ما يستطيعون من قوة ونفوذ من أجل الإضرار بالإقليم وشعبه وهم لا يختلفون عمن سبقوهم ممن حكم بغداد، لكنهم ذهبوا جميعاً وبقيت كردستان وشعبها وإقليمها رمزاً للنضال والسلام والجمال والربيع القادم والمتجدد في نوروز.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد