طفلك السايب.. يُعلّم التحرش

لا تستحِ من فتح أحاديث مع ابنك؛ بل اخجل من تركه في تيه الجهل لكي لا يندفع للاستعانة بصديق فاسد أو يوتيوب خارج.

عربي بوست
تم النشر: 2018/03/01 الساعة 00:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/03/01 الساعة 00:08 بتوقيت غرينتش

– لا تجامِل بأبنائك، لا تتساهل مع أخيك أو أختك، عمّك أو خالك أو أي من أقاربك أو أصدقائك؛ لكونهم حُرموا نعمة الإنجاب، فتمنحهم صغارك هدية.

– لا تقبل من إخوتك أو أي من أقاربك هدايا باهظة الثمن، فلو قام أحدهم بدفع مصروفات مدارس أبنائك، فستعجز عن رفض بياتهم لديك أو سفرهم معه دون معيتك.

– لا تسمح باعتياد أطفالك الإقامة ببيوت الأقارب أو المعارف وحدهم، "الحمو الموت"، والمَثل يقول: "عدوك ابن كارك"، إلا أن الواقع يقول إنه أحياناً يؤكد أن "عدوك ابن دارك".

– تأكَّد أن الأجداد يتهاونون مع أحفادهم لصالح أبنائهم، فلو تركت أبناءك لديهم، فثق بأنهم لن يمانعون من خروج ابنك مع عمّتهم وزوجها، ثم "ياه، الدنيا ليل"، فأختك قالت: "خلّيهم بايتين".

– أخلاق الخَلق بالليل مختلفة عنها بالنهار.
– ممارسات الإنسان بالبدلة ورابطة العنق تتباين عنها بالجلباب أو ملابس النوم.
– شتان بين حسنات الناس في العلن وذنوب الأسرار خلف جدران يأمنونها.

– لاحِظ أية تغيُّرات في سلوك ابنك، كالتبول اللاإرادي، أو الشرود المطول، أو الإسهاب في الاستحمام، أو الميل إلى العزلة، أو البكاء المجهول السبب، أو النفور من أحد الأقارب.

– غالبية الأطفال ضحايا التحرشات يشعرون بالذنب، فيلتبس عليهم الأمر فيتوهمون أنهم مشاركون في الجريمة لا ضحايا ونادراً ما يبلغون ذويهم؛ لذا، فضروري ألا يشعر ابنك تجاهك بأي خوف لكي لا يمتنع عن البوح لك بمأساته.

– لا تقتِّر على صغارك فتصبح الحلوى بالنسبة لهم حلماً يسعون خلفه، فيستجيبون لأول من يقول لهم: "تعالَ معي أشتري لك شوكولاتة".

– أسرِف في منح أطفالك الحنان والأمان، ووضِّح لهم أن المتحرشين يدّعون حاجتهم للعطف، فقد يقول أحدهم لضحيته: "أنا لم يحتضني مخلوق يوماً، فهل لك أن تغمرني"، ثم "هل لك أن تقبِّلني".

– "المال السايب يعلِّم السرقة"، كذا، "الطفل السايب يعلم التحرش".

– هيئات رعاية الطفولة بالولايات المتحدة أضافت لفظ "إهمال الأهل" جرائم التحرشات الجنسية؛ لكون إهمال الأهل ملاحقة الجاني أو التستر عليه أمراً واسع الانتشار، رغم أن أكثر ما يريح الطفل لو تعرض لاعتداء، أن يلمس دفاع أهله عنه، وأن يرى القصاص فيمن اعتدى عليه، فقد يستطيع الطفل تخطّي مشكلة التحرش، لكنه أبداً لن يتخطى مسألة تعاطي أهله بسلبية مع المجرم، فأبشع ما تمارسه تجاه ابنك أن تتغاضى أو تتعاطى مع مَن تحرَّش بجسده.

– كثيرون معتادون التخفف من ملابسهم في بيوتهم، وللأسف قد تتساهل لفكرة بيات صغيرك في بيت قريبك، فيشاهد منظراً يجرح طفولته فيعلق في ذاكرته.

– افصل بين أبنائك في المضاجع، ولا تسمح لقريبك بالنوم في مخدع صغيرك حال جاءك في زيارة، امنحه غرفتك ونَم أنت مع أكبادك.

– كما تهتم بجهاز ابنك الهضمي، فبرجاء التفِت للعناية بتعريف ابنك على الجهاز التناسلي.

– لا أفهم سبباً لإسراف الأمهات في العناية بالمعدة، فيما يتجاهلن حقيقة أن صغارهن باتوا على أعتاب مرحلة جديدة، ومن ثَم عليهن الاستفاضة في كشف الغموض لشرح كل ما يتعلق بعالم الجسد.. ساعدوهم على اكتشاف أنفسهم وأجسادهم.

– لا تنتظر حتى يصل أبناؤك للعشرين كي تنبههم بحتمية عدم جواز جلوسهم على حِجر أيٍّ كان.

– لا أقول لك: استعِدَّ لأسئلة صغارك؛ بل بادِر بفتح الموضوع، كأن تخبرهم بأنك في طفولتك كنت تعتقد أن الناس تنجب بمجرد تبادل القُبلات، ثم تحدَّث معهم عن معنى الزواج والقرب في العلاقة وأنه كلما استراح الناس لبعض يتقاربون، أما في الزواج، فالتقارب يصل لمرحلة تتيح للكيانين أن يتحولا لكيان واحد، روحاً وجسداً.

– لا تستحِ من فتح أحاديث مع ابنك؛ بل اخجل من تركه في تيه الجهل لكي لا يندفع للاستعانة بصديق فاسد أو يوتيوب خارج.

– أبناؤك على مشارف البلوغ وأنت قد قررت أخيراً التحدث معهم لتنويرهم.. للعلم، فقد تأخرت كثيراً، كان يجب أن تشرع تدريجياً من التاسعة.. وبتوضيح يتناسب مع أعمارهم ثم تتوغل برفق في آفاق معرفتهم.

– وحدك مَن سيتكلم مع صغارك دون جرحهم بغمزة منحطَّة أو بلفظ جارح، فلا توكل مسؤولية شرح الأمور الجسدية إلى الطرف الآخر، وأنا أتكلم عن شرح مفصل، لا مجرد حديث مبتسر، وكان الله بالسر عليماً.

صغارك خطّ أحمر، فلا تجامل بأبنائك.. فتندم.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات عربي بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد