مشكلتي مع السيسي!

- السيسي ضد الاقتصاد، المليارات التي اقترضها والتي سيسددها أحفادنا من قوتهم ومن صحتهم ومن كرامتهم واستقلالهم يبني بها مشروعات غير منتجة وغير كثيفة العمالة! يحفر بها في الصحراء بدل أن يستصلح وبدل أن يؤسس صناعة مستقرة وبدل أن "يحقق تنمية مستدامة".

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/26 الساعة 08:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/26 الساعة 08:21 بتوقيت غرينتش

مشكلتي مع السيسي أنه ضد العلم!

السيسي ضد العلم كله.. ضد الطب، وضد الهندسة، وضد التخطيط، وضد السياسة، وضد الاقتصاد، وضد حتى العلوم العسكرية والاستراتيجية!

هو هكذا يفكر.. هو يرى أن أي شخص يفهم في هذه المجالات خطراً عليه.
هو نفسه قال: "البلد ما تتبنيش بالشهادات وبالدكتوراهات"؛ لأجل ذلك ففشل السيسي وانهيار البلد من ساعة ما سيطّر عليها مش صدفة ولا عارض، فشل السيسي حتمي وفقاً لنواميس الكون التي لا تحابي أحداً!

وهذا القانون يسري على المؤمن وعلى الكافر، كما يسري على المخلص كما يسري على المنافق.

– السيسي ضد الطب ويرى أن نصّاباً "ليس طبيباً ولا حتى لواء" مثل عبدالعاطي يمكن أن يخترع دواء يعالج البشرية!

– السيسي ضد الهندسة، ويفاصل في مدة تنفيذ المشاريع؛ لذلك فالكباري التي بناها الإنكليز منذ أكثر من 100 سنة ما زالت في الخدمة، والكباري التي يبنيها السيسي تنهار قبل أن تدخل الخدمة.

– السيسي ضد التخطيط، الرجل ضيّع 60 ملياراً من مدخرات المصريين من أجل مشروع ينفذه في أقل من سنة، ويخسر في سبيل ذلك بسبب حركة التجارة العالمية التي لا يفهمها السيسي!

– السيسي ضد التخطيط؛ لذلك وقّع اتفاقية سد النهضة بعد ما البلد صرف مليارات في تغطية المجاري المائية وفي تنفيذ مشروعات الصرف الزراعي!

السيسي ضد التخطيط.. تذكرون كم مرة وعد بمدد زمنية سنتين فقط وبعدها ستة شهور، وكم مرة وعد أن سيناء سيتم "تنظيفها" من الإرهاب! السيسي لا يخطط، السيسي مؤمن "بالفهلوة"! ومؤمن أن "يوماً ما شيء ما سيحدث والأمور ستتحسن"، وهذا لن يحدث!

– السيسي ضد السياسة، يحكم بلد ويقول على نفسه: "ليس سياسي"!
دمّر النقابات واتحادات الطلاب والأحزاب والجمعيات الأهلية والبرلمان والوزراء حوّلهم لسكرتارية والمحافظين كذلك! هذه مصيبة فيوماً ما سيذهب السيسي وسينهار البلد كما بدأ الاتحاد السوفييتي في التفكك مع موت ستالين! البلد انهارت تماماً لأن الجرل دمّر قبل رحيله كل ما حوله!

– السيسي ضد الاقتصاد، المليارات التي اقترضها والتي سيسددها أحفادنا من قوتهم ومن صحتهم ومن كرامتهم واستقلالهم يبني بها مشروعات غير منتجة وغير كثيفة العمالة! يحفر بها في الصحراء بدل أن يستصلح وبدل أن يؤسس صناعة مستقرة وبدل أن "يحقق تنمية مستدامة".

– السيسي ضد العلوم الاستراتيجية وضد العلوم العسكرية، التي هي المفروض شغلته وتخصصه، المليارات التي اشترى السيسي بها سلاحاً خلال 2013/ 2014/ 2015/ 2016/ 2017 كان من الممكن أن يؤسس بها منظومة تصنيع عسكري تنقل مصر نقلة استراتيجية لمكان آخر تماماً، تخيّل أن مصر أكبر مشترٍ للسلاح من ألمانيا العام الماضي! أكثر من السعودية التي تحارب في اليمن!

– أنا لست ضد السيسي؛ لأنه "منقلب – خائن – قاتل للناس – مناهض لثورتنا 25 يناير "فقط، لا أنا ضده؛ لأنه لا أمل أن تقوم بلد كمصر بعقلية السيسي، العقلية التي تستبعد أي شخص "بيفهم" ولو كان "تكنوقراط".
العقلية التي تشعر بتهديد من أي شخص يفكر أو عنده رؤية مغايرة.
العقلية التي تقتل وتحبس علماء ومفكري البلد، وتنجّم عبدالعاطي كفتة وعلي عبدالعال وأحمد موسى!

العقلية التي تزور كليات "المسلحين" وما فكرت أن تزور كليات الطب أو الهندسة أو الإعلام أو الزراعة!

العقلية التي تُسخّر موارد البلد لزيادة مكافآت المسلحين على حساب البحث العلمي.

العقلية التي تقول: "يعمل إيه التعليم في وطن ضايع"!

كل خطوة السيسي يمشيها للأمام أولادنا وأحفادنا سيدفعون ثمنها من "كرامتهم – واستقلالهم – وأكلهم – وشربهم"، والنقطة الوحيدة التي سيتقدم بعدها هذا البلد هي النقطة التي سيغادر فيها السيسي الكرسي!

السيسي ضد العلم.. وكل من هو ضد العلم سيسقط عاجلاً أم آجلاً!

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد