حول اعتقال أبو الفتوح وشماتة “الفارغين”!

أبو الفتوح، البالغ من العمر 67 عاماً، الذي شغل منصب الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، هو من كان يوماً رمزاً من رموز جماعة الإخوان المسلمين في مصر كعضوٍ في مكتب إرشادها بالقاهرة لأكثر من 20 عاما لا يجد اليوم من بعض شباب الجماعة ممن ولّوا أنفسهم على صكوك الغفران والوطنية، إلا الشماتة في خبر اعتقاله، مُتناسين نضال الشيخ الكبير على مدار عقوده السبعة الذي سُجن ونُكل به خلالها ما بين سجون السادات ومبارك.

عربي بوست
تم النشر: 2018/02/19 الساعة 01:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/02/19 الساعة 01:58 بتوقيت غرينتش

"أحسَنْ" ذلك الحزب الذي دشنه بعضُ الشامتين -على طول الخط- وعدد من أبواق التيار الإسلامي في بحر السوشيال ميديا، وعلى مدار أربعِ أعوام، أطلّ علينا من جديدٍ إزاء واقعة اعتقال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، والقيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين، دون احترامٍ لتاريخ الرجل، أو تقديراً لنضاله.

أبو الفتوح، البالغ من العمر 67 عاماً، الذي شغل منصب الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، هو من كان يوماً رمزاً من رموز جماعة الإخوان المسلمين في مصر كعضوٍ في مكتب إرشادها بالقاهرة لأكثر من 20 عاما لا يجد اليوم من بعض شباب الجماعة ممن ولّوا أنفسهم على صكوك الغفران والوطنية، إلا الشماتة في خبر اعتقاله، مُتناسين نضال الشيخ الكبير على مدار عقوده السبعة الذي سُجن ونُكل به خلالها ما بين سجون السادات ومبارك.

شخصياً لا أجدُ وصفاً لهؤلاء سوى "الفارغين" قليلي الحيلة على مدار أعوامٍ خمسة لا يفتخرون بغير مظلوميتهم، سواءً من سُجن عاماً أو عامين، أو هرب فارّاً من الغوغاء التي نعيش، غير مُهتمين بمن يدفعون ثمن ما يحدث من تاريخهم السياسي أو في العمل العام، أو من أعمارهم كاملةً أو من دمائهم فداءً لفكرة أو هدفٍ طمسته السنون وأهلكته حماقة مَن يديرون المشهد.

ويمكن أن أصف اللقاء الذي جمع "أبو الفتوح" بالمذيع أحمد طه على شاشة قناة الجزيرة بـ"اللقاء الذي قضى على صاحبه" تشبّهاً ببيت المتنبي الشهير الذي قيل إنه قتل صاحبَه، رغم معرفة الضيف أن ما قاله خلال اللقاء من نقد للنظام الحاكم في مصر، ومن تضامن مع الظلم الذي تلقته جماعة الإخوان المسلمين قد يؤدي به مباشرة إلى نيابة أمن الدولة العُليا، وقد كان.

أما عن قرار عودته إلى مصر بعد ذلك اللقاء وبعد متابعته الأكيدة لما أثاره من ردود فعل مؤيدة ومعارضة وأخرى متوقعة لمصيره في حال رجوعه، فإني لا أجد سمةً لما اتخذه من قرارٍ بالعودة إلا الشجاعة والإباء ورفضاً لِأن يُنهي الرجل حياته السياسية مجاهداً على شاشات الفضائيات، أو أن يكون مُجرد بوقٍ لتصريحاتٍ رنّانة كمن هُم بالخارج اليوم، وكما قال هو ذاته رداً على التهديدات التي وصلته باعتقاله، إن العيش في أبو زعبل المصري خيرٌ له من أن يعيش في قصور لندن، وأنا أضيف: "أو ملاجئ تركيا".

لا أكتبُ اليوم ما أكتبُه كعضوٍ سابقٍ في حملة دعم ترشّح الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لرئاسة الجمهورية قبل 6 أعوام من الآن، ولا كمحبّ لهذا الرجل، بل كإنسانٍ لا يرضى بظلمٍ أو يقبل بانتهاكٍ بحق الإنسانٍ مهما كان رأيه، أو بلغت درجة اختلافي معه، ورداً لغيبة رجل نهش فيه وفي ذمته ووطنيته الكثير فور علمهم بوقوعه أسيراً في أيدي مَن لم يرحمهم قبله.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد