سلَّم مقاتلون من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، مع أفراد من عائلاتهم، أنفسهم الثلاثاء 13 فبراير/شباط 2018، لفصائل إسلامية مقاتلة في محافظة إدلب السورية، لتصبح المحافظة بأكملها خالية من التنظيم، وفق ما أكده متحدث معارض والمرصد السوري لحقوق الإنسان لوكالة فرانس برس.
وأفاد مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن "نحو 250 مقاتلاً من تنظيم (الدولة الإسلامية)، مع عائلاتهم، أي 400 شخص بالإجمال، كانوا محاصَرين في منطقة الخوين (جنوب محافظة إدلب)، سلَّموا أنفسهم لتحالف فصائل إسلامية بإدلب"، تقاتل قوات النظام السوري وتنظيم "الدولة الإسلامية" على حد سواء.
وقال المتحدث باسم فصيل "جيش النصر"، أبو المجد الحمصي، لوكالة الصحافة الفرنسية: "تدور اشتباكات طاحنة منذ فجر أمس (الإثنين 12 فبراير/شباط 2018)، ودكت مدفعيتنا أوكارهم في منطقة الخوين حتى رضخوا لتسليم أنفسهم".
وأوضح أنه سيتم عرض مقاتلي التنظيم أمام "المحكمة المختصة"، كما سيجري التحقيق معهم؛ "للقضاء على الخلايا التي زرعوها".
وبعد أن سلَّموا أنفسهم، باتت محافظة إدلب -وفق عبد الرحمن- "خالية من تنظيم الدولة الإسلامية".
وكانت فصائل مقاتلة وإسلامية طردت التنظيم في عام 2014 من محافظة ادلب، ولم يتمكن من العودة إليها إلا قبل أسابيع، مستغلاً المعارك الدائرة بين الجيش السوري من جهة والفصائل الإسلامية -وأبرزها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً)- من جهة ثانية.
وتمكَّن التنظيم إثر ذلك من التوسع في المنطقة الحدودية بين محافظات حلب (شمال) وحماة (وسط) وإدلب.
وأعلن الجيش السوري، في التاسع من فبراير/شباط 2018، طرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من محافظتي حلب وحماة بالكامل، مشيراً إلى أنه لم يبقَ تحت سيطرته سوى جيب صغير في ريف إدلب الجنوبي.
وبذلك، باتت المحافظات الثلاث اليوم خاليةً من وجود التنظيم، الذي مُني العام الماضي (2017) بسلسلة هزائم ميدانية مع خسارته غالبية المناطق التي سيطر عليها في عام 2014 بسوريا والعراق المجاور. وبات محاصَراً اليوم في جيوب محدودة بسوريا.