بداية فصل جديد فيما يخص إيران

على الرغم من أن الغرب لم يتخذ بعد خطوة مهمة وتاريخية في صالح المقاومة الإيرانية، إلا أنه سعى إلى اتباع سياسة الاسترضاء مع نظام الملالي، من أجل تأخير وصول النظام الإيراني إلى القنبلة الذرية.

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/30 الساعة 03:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/30 الساعة 03:42 بتوقيت غرينتش

بعد الخطوة الأولى من انتفاضة الشعب الإيراني للإطاحة بنظام الملالي، هذه الانتفاضة التي أسمعت جميع أنحاء العالم صوت شعب إيران ومطالبهم المشروعة، بذلك توجب الآن أن تتم دراسة كل شيء حول مستقبل إيران.

والسؤال الآن هو: متى وعلى يد مَن ستتم الإطاحة بهذا النظام؟

واستنادا إلى الانتفاضة التي بدأت في الأيام الأخيرة من العام الماضي وهذا العام نشهد استمراريتها، فإن الإجابة على هاتين المسألتين الأساسيتين، على عكس ما حدث في الماضي، بسيطة جداً وقصيرة وواضحة.

هناك الآن إجماع عام على أن الإجابة على السؤال الأول ليست في دائرة "السنة"، بل في دائرة "الأشهر القليلة"، التي شهدت تضيق حلقات هذه الدائرة بناءً على عدة عوامل، لا سيما على الساحة داخل إيران.

والآن يشهد المجتمع الدولي على المطالب الأساسية للشعب، أي تغيير النظام.

وعلى الرغم من أن الشعب الإيراني يعاني من الأوضاع الاقتصادية الشاذة، فإن حل المسألة الإيرانية هو ليس حلاً اقتصادياً (حتى إن هذا الحل أيضاً هو خارج قدرات واستطاعة نظام الملالي)، ولكن الحل سيكون فقط عن طريق إمكانية التوصل إلى حل سياسي سهل وممكن؛ لأن الشعب الإيراني أظهر في انتفاضته الأخيرة أن قضايا المجتمع الإيراني لن تحل إلا مع إنشاء النظام الشعبي فقط.

هذا المطلب هو مطلب واسع الانتشار في جميع أنحاء إيران ويؤيده الشعب الإيراني. وثيقة ومستند هذه الحقيقة هي الشعارات التي أُعيد أحياؤها في الانتفاضة الأخيرة "الموت لخامنئي، الموت لروحاني، الموت للديكتاتور". وقد تم إهمال هذا المطلب بسبب سياسة الاسترضاء الغربية المتبعة مع النظام وكما تم صم الآذان والتغاضي عن هذا المطلب أيضاً بشكل متعمد.

ولعله من الممكن صياغة المسألة في المشهد خارج إيران بهذا الشكل، إذا رجعنا قليلاً إلى ما قبل الانتفاضة، كان موضوع الاتفاق النووي في صميم السياسة العالمية بشأن إيران، ولكن الآن هناك قضايا أخرى ذات أولوية على الطاولة ومشروع الاتفاق النووي هو مجرد واحد منها.

في السنوات الأخيرة، أعلنت المقاومة الإيرانية مراراً وتكراراً على لسان رئيستها المنتخبة أن قضية انتهاكات حقوق الإنسان ومسألة تدخلات نظام الملالي في شؤون الدول هي أكثر خطورة بمائة مرة من المشاريع النووية للنظام الإرهابي الحاكم في إيران.

ولكن الغرب لم يعطِ آذاناً مصغية لكلمات المقاومة، مما تسبب في هدر وإسالة دم مئات الآلاف من الأبرياء في إيران والمنطقة، وخاصة في سوريا والعراق، من قِبل نظام الملالي.

ولو لم ينظر إلى القضية نظرة القيم والمصالح المفيدة والمربحة قصيرة المدى، ولربما كان من الأفضل أن تكتفي المقاومة الإيرانية بمخاطبة المجتمع الدولي فقط في خصوص هذا الاتفاق، ولا تدعو إلى التحذير من المشاريع الخطيرة الأخرى؛ لأن هذا هو واقع الحال؛ حيث كان الاتفاق محل تأييد ودعم للدول القوية، فيما كانت المقاومة الإيرانية هي أول المحذرين والكاشفين للمشروع النووي لنظام الملالي.

وعلى الرغم من أن الغرب لم يتخذ بعد خطوة مهمة وتاريخية في صالح المقاومة الإيرانية، إلا أنه سعى إلى اتباع سياسة الاسترضاء مع نظام الملالي، من أجل تأخير وصول النظام الإيراني إلى القنبلة الذرية.

المقاومة الإيرانية هي القوة الفعلية الوحيدة في ساحة المواجهة مع نظام الملالي وبعد مرور أربعة عقود من الأحداث الدموية هي الطرح الوحيد والبديل الديمقراطي لنظام الملالي وهي الأكثر تعمقاً ومسؤوليةً تجاه وجود نظام الملالي وخطره على المنطقة والعالم ولأجل ذلك دفعت التكلفة الباهظة.

والآن عندما ننظر في الرسالة الأخيرة للرئيس ترامب في اليوم الثاني عشر من العام الجديد، وبالنظر إلى الجانب الذي يدعم انتفاضة الشعب الإيراني ابتداء من الكونغرس الأميركي ثم الاتحاد الأوروبي ودول المنطقة.

وقبل كل شيء النظر إلى المقاومة الإيرانية من موقع المنتصر وأثرها الفعّال في انتفاضة الشعب الأخيرة في إيران والعلاقة العضوية بينهما حيث أوجدوا نوعاً من التحول في العلاقة مع الموضوع الإيراني.

الآن دعم النظام الإيراني للإرهاب، انتهاك حقوق الإنسان في إيران، تجويع الشعب ونهب أموالهم من قِبل نظام الملالي، تدخّل النظام الإيراني في شؤون دول المنطقة، وخاصة العراق وسوريا ولبنان واليمن، القمع الدموي للحريات ولانتفاضة الشعب في إيران، أنشطة النظام الشريرة، ومنها السعي لتصنيع السلاح النووي أو الصواريخ بعيدة المدى، وتهديد السلم والأمن في المنطقة والعالم، واغتيال المعارضة في داخل وخارج إيران، وعدم التزام النظام بالاتفاقيات و…. وكل ذلك هو معضلة واحدة لا يمكن فصلها أو تجزئتها؛ حيث وضعت بين يدي المجتمع الدولي، وكل منها تشير إلى ضرورة تغيير النظام في إيران.

في جملة الشرح للإجابة عن السؤال الأول سنجد جواباً واضحاً للسؤال الثاني أيضاً، وإذا كان في السابق وضع اختيارات للتخلص من شرور النظام الإيراني فهذا سببه سياسة المجاملة والمحاباة.

أما الآن بعد الانتفاضة وفيما يثبت صحة وحقيقة استراتيجية ودعوات المقاومة الإيرانية فقد اقتنع العالم أن الطريق الوحيد للوصول إلى الهدف، أي تغيير النظام في إيران، هو دعم الشعب والمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي.

ولن يتأخر هذا كثيراً، وهذا يتم بتوجُّه الحكومات إلى المقاومة الإيرانية، والاعتراف رسمياً بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية واعتباره الممثل الشرعي الوحيد للشعب الإيراني، وعندما تكون هي الواجهة سنصل إلى اليوم المنتظر، وسيبدأ فصل جديد من العلاقات مع إيران.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد