جوائز الوعود الكاذبة!

الوعود في بلادنا كبيرة، وهي تأخذ صيغاً وعبارات كثيرة، مثل: (إن شاء الله، صار، بعيني، تأمر، الأمر منتهٍ، خلاص لا يظل بالك، تم) وغيرها من كلمات أو عبارات تمثل وعوداً غالباً ما نسمعها من المسؤولين أو ممن هم في الطريق إلى تولِّي المناصب والمغانم الوظيفية.

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/29 الساعة 03:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/29 الساعة 03:28 بتوقيت غرينتش

في خطوة لم يسبقه إليها أحد من الرؤساء، وربما لا يجرؤ على تخطِّيها في المستقبل أحد، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أسماء من وصفهم بـ"الفائزين بجوائز الأخبار الكاذبة أو الزائفة"، لعدد من وسائل الإعلام الأميركية، بينها قنوات وصُحف معروفة وذات أهمية كبيرة ليس في الإعلام الأميركي وحسب، بل لكونها مدارس ومصادر مهمة للإعلام المرئي والمكتوب للعالم أجمع.

حجة ترامب أن أميركا تحت إدارته ستعمل على الحد من انحياز وسائل الإعلام؛ لتعود عظيمة من جديد، وحسب قوله فإن "وسائل الإعلام الكاذبة تحاول إخراسنا، ولكننا لن نسمح لها بذلك، وحاولت منعنا من الوصول للبيت الأبيض".

أما في بلادنا فإننا نقترح إعلان (جوائز للوعود الكاذبة)؛ لأن الأخبار مع الأسف تجاوزت عندنا مرحلة الكذب إلى ما بعده، أي إلى الاحتيال والخداع وتشويه الحقائق والدفع إلى التهويل وخلق الفتن، وكانت سبباً دفع البعض إلى القتل وتصفية العديد من الناس الذين كانت نهايتهم بسبب أخبار أو تقارير نُشرت هنا أو هناك.

أما الوعود في بلادنا فهي كبيرة، وهي تأخذ صيغاً وعبارات كثيرة، مثل: (إن شاء الله، صار، بعيني، تأمر، الأمر منتهٍ، خلاص لا يظل بالك، تم) وغيرها من كلمات أو عبارات تمثل وعوداً غالباً ما نسمعها من المسؤولين أو ممن هم في الطريق إلى تولِّي المناصب والمغانم الوظيفية.

إن أكثر ما تكون هذه الوعود أيام الحملات الانتخابية التي تكثر فيها الوعود والعهود التي يطلقها بعض المرشحين، والتي تصل إلى حد الوعود الحكومية والرسمية، عندما يُطلقها مَن يشغل منصباً حكومياً، أو يحتل أعلى المناصب، لكنها أي (هذه الوعود) تضيع في مهب الريح، وتصبح في خبر فعل كان الناقص بمجرد انتهاء الانتخابات ووصول النواب إلى هدفهم بالجلوس على المقعد النيابي، الذي هو سُلّم للوصول إلى ما بعده وبعده من مناصب ومغانم.

هذه الوعود تتبخر وينساها أو يتناساها أصحابها قبل أن ينساها الناس الذين توجهت إليهم هذه الوعود؛ لأن القادم دائماً ما يكون أكبر وأفظع؛ حيث ينشغل الناس بما هو أكبر وأشد بسبب الحوادث والكوارث ووعود أقوى وأكبر منها.

الوعود في بلادنا لا يستطيع أحد إحصاءها أو متابعتها؛ لأنها أكبر من قابلية وقدرة شخص أو مجموعة أشخاص، بل لا بد أن يتوافر جهاز أو جهات أو مراكز أو منظمات تتولى رصد هذه الوعود ومتابعتها بين فترة وأخرى من أجل منح أعضائها (جائزة الوعود الكاذبة)، بما يفضحهم على الأقل أمام الرأي العام من أجل أن يرتدع غيرهم عن إطلاق مثيلاتها إذا ما علموا أن وعودهم سوف تُسجل وتتم متابعتها؛ لأن بعضها أو الكثير منها يشكل جرائم يعاقب عليها القانون، خاصة إذا ما كانت مثل الوعود التي أطلقها نائب سابق بتوزيع سندات "طابو" لأراضٍ وبيوت على فقراء تبيّن بعد فوزه بالانتخابات أنها سندات غير حقيقية ولا أصل لها في الواقع.

لكن المشكلة أننا سنحتاج إلى الكثير من الجوائز التي لا بد أن تتكفل بها أيضاً جهة ما تستطيع تدبير هذه الجوائز، وتأمين مكان الاحتفال، وإعلان أسماء الفائزين بها من دون خوف أو خشية من التصفية والاغتيال.

أخيراً فإننا نترك لكل واحد منكم ترشيح مَن يراه أهلاً لنيل جوائز الوعود الكاذبة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد