الانتخابات والتسريبات

الآن تمر الذكرى السابعة لثورة يناير/كانون الثاني ويقترب موعد الانتخابات الثانية للسيسي ولم يتحقق أي شيء، بل زادت المعاناة لدى المصريين، وضع اقتصادي مزر وزيادة في الأسعار مع زيادة أعداد السجون وأكبرها الوطن الذي حوله الجنرال الرئيس إلى سجن كبير.

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/23 الساعة 02:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/23 الساعة 02:26 بتوقيت غرينتش

السيسي يكلف رئيس مكتبه السابق اللواء عباس كامل بإدارة المخابرات العامة المصرية خلفاً للواء المغضوب عليه خالد فوزي، الذي تحول إلى قائمة الذين أطاح بهم السيسي من رفقاء الأمس، ومن يقال إنهم خصوم السيسي المحتملون في انتخابات 2018.

عباس كامل من إدارة مكتب السيسي في المخابرات الحربية إلى إدارة المخابرات العامة في مصر التي تتهم من قِبَل بعض المقربين من السيسي بتجهيز بديل للسيسي، فشل شفيق أو أجبر على التنحي، فخرج عنان معلناً ترشحه، وكلا الرجلين يقال إنه مدعوم من جهاز المخابرات العامة غير المرضي عنه فيما يبدو من التغييرات الأخيرة.

عباس اشتهر بعد الانقلاب العسكري في مصر حين أظهرت بعض التسريبات وهو يوجه إعلاميين مصريين ويلقنهم تعليمات من المخابرات الحربية، ولأن الشيء بالشيء يذكر، فالتسريبات التي رفعت عباس إلى إدارة جهاز كبير في مصر هو المخابرات العامة، هي نفسها التي أطاحت بخالد فوزي، فاتهم الرجل بالتسريب الأخير حول القدس الذي نشرته "نيويورك تايمز" وبثته قناة مكملين.

اليوم يرى مراقبون أن ما يحدث في مصر من تغييرات وتسريبات ما هو إلا تحضير للانتخابات القادمة التي يراد للسيسي فيها أن ينافس السيسي فقط.

فمرتضى منصور رغم ترشحه لا يمتلك القدرة على الإطاحة بالسيسي، لو أكمل مرتضى ترشحه ولم ينسحب كما فعل سنة 2014 حين أعلن دعمه لترشح السيسي.

أما عنان المحسوب على جهاز المخابرات العامة ومرشح حزب مصر العروبة، فرغم دعوته الناخبين المصريين للمشاركة بكثافة في الانتخابات القادمة في مارس/آذار المقبل إلا أن أحاديث تجري عن محاولة عرقلة ترشحه.
مرشح آخر لا يبدو مرشحاً للفوز بالانتخابات التي يديرها الجيش ويتعرض للتشويه من قبل إعلام النظام هو المحامي خالد علي الذي يظهر كأبرز المعارضين لنظام السيسي.

الوضع في مصر يبدو مشوقاً كثيراً وسط محاولات من السيسي وأنصاره ليبقى الرجل وحيداً في سباق الرئاسة، فالسيسي عندهم أكبر من أن ينافسه أحد.. أليس الزعيم الذي حمى مصر من ثورتها بحسب مؤيديه وإعلامه.

أليس النور الذي يضيء سماء مصر، ألا يغني عن الكهرباء، أليست المياه التي وضعها في ثلاجته لعقد من زمن، مغنية عن النقص في مياه النيل وأكبر رد على إثيوبيا وعلى سد نهضتها؟

أليس الأسد الذي لا يأكل أولاده إلا إذا عارضوه؟ ألم يحن على شعبه بشتى الطرق والوسائل؟ من رفع الدعم وغلاء الأسعار؟ أليس صاحب الخطط الجهنمية لحل مشاكل البطالة والأمية بخطة ألف سيارة نقل؟

الآن تمر الذكرى السابعة لثورة يناير/كانون الثاني ويقترب موعد الانتخابات الثانية للسيسي ولم يتحقق أي شيء، بل زادت المعاناة لدى المصريين، وضع اقتصادي مزر وزيادة في الأسعار مع زيادة أعداد السجون وأكبرها الوطن الذي حوله الجنرال الرئيس إلى سجن كبير.

يهرب منه الشباب المصري، ويختارون الأمواج فهي أرحم بهم، وتلك أحداث مركب الرشيد باقية في الأذهان، وأما من تبقى من شباب الثورة فهو بين التعذيب والتصفية والإعاقة، أو الهجرة خارج مصر الحبيب، ولأجل لا يعلمه إلا الله.

إنها مصر تتحدث عن نفسها ولسان حالها يقول: رحم الله كل الطغاة ما أعدلهم لو قارناهم بالسيسي وحكمه!

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد