مساعد الرئيس السوداني يعلن للمرة الأولى تحسُّب بلاده لتهديدات أمنية مصرية إريترية على حدودها

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/11 الساعة 06:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/11 الساعة 06:06 بتوقيت غرينتش

قال مسؤول سوداني، الخميس 11 يناير/كانون الثاني 2018، إن بلاده تتحسب لتهديدات أمنية من جارتيها مصر وإريتريا، بعد تحركات عسكرية لهاتين الدولتين في منطقة "ساوا" المتاخمة لولاية كسلا شرقي البلاد.

جاء ذلك في تصريحات لمساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود، نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم، في تصريحات إعلامية، عقب اجتماع المكتب القيادي للحزب، فيما يعد أول تصريح يصدر بهذا الوضوح عن مسؤول سوداني.

ولم يصدر أي تعليق فوري من الجانب المصري حول تلك الاتهامات، غير أن القاهرة سبق أن نفت مراراً تدخلها في الشأن الداخلي السوداني.

وتتوتر العلاقات بين مصر والسودان من حين إلى آخر، جراء النزاع على مثلث حلايب وشلاثين وأبو رماد الحدودي، والموقف من سد "النهضة" الإثيوبي، إضافة إلى اتهامات سودانية للقاهرة بدعم متمردين مناهضين لنظام البشير، وهو ما تنفيه مصر.

ترتيبات أمنية سودانية

وقال محمود، إن "الاجتماع اطمأن على الترتيبات الأمنية التي تم اتخاذها في بعض الولايات، خاصة ولاية كسلا، بعد ورود معلومات عن مهددات من الناحية الشرقية، خاصة بعد التحركات الأخيرة التي تمت من مصر وإريتريا في منطقة ساوا، على الحدود مع ولاية كسلا".

وأضاف "المكتب القيادي استمع إلى تنوير (شرح) من النائب الأول لرئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء، عن المستجدات في الساحة السودانية والإقليمية، خاصة العلاقات مع مصر، وأسباب استدعاء السفير السوداني لدى القاهرة، بعد الهجوم الإعلامي غير المبرر الذي تم ضد الشعب السوداني وقيادته".

وتابع "المكتب القيادي اطمأن على التحركات السياسية والدبلوماسية في هذا الخصوص".

وأضاف "لا نرغب أن يكون بيننا وبين جيراننا مشكلات في المستقبل، بل نريد تعاوناً مع كل دول الجوار وكل العالم".

وأعلن السودان، السبت، إغلاق جميع المعابر الحدودية مع إريتريا، استناداً إلى مرسوم جمهوري، صدر في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بإعلان الطوارئ في كسلا، لمدة 6 أشهر، على خلفية انتشار السلاح وتدهور الأوضاع الأمنية.

سبق ذلك إعلان حكومة كسلا، الجمعة الماضي، وصول تعزيزات ضخمة من القوات السودانية إلى الولاية الحدودية، الممتدة على مساحة 650 كلم.

وتحدثت وسائل إعلام سودانية، أمس، عن وجود حشود عسكرية مصرية وفصائل دارفورية على الحدود الإريترية.

وبعد أيام من إغلاق الحدود السودانية الشرقية، وفي ظل التوتر مع مصر وإريتريا، زار رئيس الأركان السوداني، عماد الدين مصطفى عدوي، أديس أبابا، الإثنين الماضي، حيث التقى رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين، حيث تعد إثيوبيا أحد أبرز حلفاء السودان حالياً.

إريتريا مصدر قلق

وتتهم مصر السودان بدعم موقف إثيوبيا بشأن سد "النهضة" الإثيوبي، الذي تخشى القاهرة أن يؤثر على سلباً على حصتها السنوية، البالغة 55 مليار متر مكعب، من نهر النيل، المورد الرئيسي للمياه بالنسبة لها.

وتشكل إريتريا مصدر قلق للحكومة السودانية، وذلك مع تواتر أنباء عن حشود عسكرية على الجانب الإريتري، ونشر الخرطوم تعزيزات من قوات الجيش "والداعم السريع" على الجانب السوداني.

وإلى حين حسم أمر الحشود العسكرية، يظل التجاذب قائماً بين فريقين، أولهما مصري ينفي وجودها، والآخر سوداني يقول بوجودها، خاصة وسائل الإعلام السودانية التي تتهم القاهرة دون أي تأكيد أو نفي سوداني رسمي.

لكن الماثل الآن لكثير من المراقبين، هو أن التحرك على الأرض يفيد بوجود شيء ما يحدث، فالخرطوم الصامتة حتى الآن عن اتهام أسمرا، أغلقت كافة المعابر الحدودية، وأعلنت التعبئة والاستنفار في ولاية كسلا.

وسبق ذلك إعلان حكومة كسلا، يوم الجمعة الماضي، عن وصول تعزيزات ضخمة من القوات السودانية إلى الولاية الحدودية، الممتدة على مساحة 650 كيلومتراً مربعاً.
كل ذلك قد يقود إلى أن الأحداث تمضي نحو مواجهة شرقي السودان، لاسيما وإن استمرت وتيرة التطورات المتسارعة على الجانبين.

ويذهب بعض الخبراء إلى أنه ما قد يزيد من احتمالات هذه المواجهة، أن السودان وإريتريا تعانيان حالياً من أزمات داخلية، اقتصادية وأمنية وسياسية، وهو ما ربما يجعلهما تبحثان عن عدو خارجي، لصرف الأنظار عن أزماتهما المستفحلة.

تحميل المزيد