غزل المالكي وزعل العبادي وهزل القذافي!

هذا الغزل جعل البعض يُرحب به واعتبره بمثابة موقف جديد منه تجاه الكرد، بعد أن كان اتخذ خلال فترة توليه السلطة فترتين من (2006 - 2014) مواقف متشددة وصلت في بعض مراحلها إلى حد التهديد بالمواجهة العسكرية

عربي بوست
تم النشر: 2018/01/04 الساعة 03:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/01/04 الساعة 03:46 بتوقيت غرينتش

خسائر ومصائب الكرد بلغت حداً لا يُطاق، ودفعت الناس إلى الخروج في مظاهرات واحتجاجات جماعية تطالب بالعديد من المطالب المشروعة، إلا أنها مع الأسف رافقتها أيضاً الكثير من التصرفات غير المشروعة فضاع الهدف والبوصلة التي من المفروض أن تسير بها، وسارت في طريق الاعتداء وحرق بعض الدوائر الحكومية ومؤسسات ومرافق عامة ليس لها دور أو سبب في الأزمات الموجودة، مثل محكمة ناحية طق طق وبلدية قضاء كويه، وغيرها من الأعمال التي كانت سبباً في سقوط ضحايا وجرحى من أبناء الشعب المغلوب على أمره.

عمليات حرق كل الأحزاب السياسية رسالة مهمة لهذه الأحزاب التي عليها أن تقارن حالها بين عام 1991، عندما عادت إلى أرض كردستان بعد نجاح الانتفاضة والتقدير والحب والولاء والاستقبال الجماهيري الذي كانت القلوب والعيون تستقبل وتحفظ قادة تلك الأحزاب، والواقع الذي صاروا إليه، رجم بالحجارة وعمليات الحرق لكل الأحزاب وصور القيادات والرموز التي ما عادت لها أي قيمة أو تقدير بعدما جاعت البطون وهانت النفوس وكثرت الانكسارات والهموم التي ما عاد لها من احتمال.

حال حكومتنا (حكومة إقليم كردستان) ونقول حكومتنا؛ لأنها فعلاً (منّا وبيننا)، فالجميع مشارك ومساهم فيها بشكل أو بآخر، وما آلت إليه الأمور نشارك جميعاً فيه، وليس من المروءة والإنصاف الشراكة في النجاح والانتصارات، والهروب من القارب عندما تتقاذفه الأمواج ويتعرض للغرق، وأن الفساد ما كان له كل هذا الانتشار لولا رجال ونساء وأدوات الفساد الموجودة في جيوش المتقاعدين والموظفين الفضائيين والمقاولين والمستشارين والخبراء والعسكريين والسجناء السياسيين الذين لا يعرف بعضهم حتى (ألف باء) السياسة والإدارة، أي أنه أُمّي ولا يستطيع تمشية أموره، فكيف به أن يكون خبيراً ومستشاراً للحكومة والبرلمان والمجتمع؟!

حالنا الصعب والصعب جداً دفعنا إلى التجاوب مع غزل المالكي وهو السياسي الذي جربه العراق وتعامل معه الإقليم ووصف بأنه أسوأ سياسي أوصل العراق إلى ما فيه من احتلال، وتسليم داعش ثلث أرض العراق، وهو المسؤول عن ملفات عديدة، أبرزها سقوط الموصل، وتبديد المليارات.. وغيرها من الملفات.

هذا الغزل جعل البعض يُرحب به واعتبره بمثابة موقف جديد منه تجاه الكرد، بعد أن كان اتخذ خلال فترة توليه السلطة فترتين من (2006 – 2014) مواقف متشددة وصلت في بعض مراحلها إلى حد التهديد بالمواجهة العسكرية، وتضمنت المقابلة التي أجرتها إحدى الفضائيات عبارات غزل ودية مثل: (بدء صفحة جديدة وأدعو إلى الجلوس على طاولة الحوار تحت سقف الدستور) و(الكرد سيعودون شركاء وإخواناً في هذا البلد)، معتبراً أن (معاقبة الشعب الكردي من أجل الحصول على أصوات أكثر في الانتخابات منطق معيب وغير جائز من الناحية الأخلاقية والوطنية والشرعية، فمعاقبة الشعب عملية باطلة، وأود أن تصل الرواتب بسرعة إلى إقليم كردستان من أجل إيجاد حالة من الاستقرار).

لكن هذا الغزل لم يدُم ساعات ليصدر توضيح من المكتب الإعلامي لمكتب المالكي موضحاً ومصححاً ونافياً لما قيل أو نقل عنه بصورة مغايره لمقصده.

أما زعل العبادي فهو كبير وشديد على الإقليم وشعبه وحكومته، بل ويصل إلى حد الحقد والثأر الذي يظهر في المواقف التي اتخذها واستمراره في رفض الحوار وقائمة الشروط التي يجب أن تنفذها أربيل قبل البدء بأي حوار، والتعنّت في رفض الوساطات ورفع سقف المطالب، مستغلاً حالة الضعف السياسي في الإقليم، والدعم الإقليمي له والتردّد الغربي في الأزمة، وآخرها شروط العودة لطاولة التفاوض وهي مطالب تعجيزية ومتجددة ومتصاعدة، ودليل على أنّ نية الخيار العسكري لا تزال قائمة لديه، رغم أن أحد المقربين له أكد أن (العبادي لا يملك أموالاً لكي يمنحها بضغطة زر، بل هناك آليات وأصول لذلك لكي نقول إن الرواتب لم ترسل إلى موظفي إقليم كردستان، وبالتالي لا ينبغي النظر إلى الأمر من زاوية سياسية فقط، بل هناك جوانب فنية وإدارية لا يمكن القفز فوقها؛ إذ إن ميزانية الدولة بالكاد تكفي لموظفي المحافظات الأخرى).

عليه، فإن الحوار المرتقب في مطلع العام الجديد إذا ما عقد أو لم يعقد، فإن مشكلات ومصاعب الإقليم سوف تستمر وتتصاعد، وإن حلها قبل أن يكون في بغداد هو في داخل الإقليم، أي بوحدة الكلمة والصف والموقف الكردي؛ لأن مصير الإقليم وأحزابهم وقادتهم واحد، والذين عليهم أن يكونوا بمستوى المسؤولية والظروف التي يعيشها الناس، عليهم أن يتصرفوا ويجمعوا كل أموالهم وممتلكاتهم وأموال أحزابهم وعوائلهم والمستفيدين والتابعين لهم وموارد شركاتهم ومعاملهم وطبقة الأثرياء والمتسلطين وشركات الاتصالات والاستثمارات والمولات ومدن العقارات الحقيقية والوهمية والفنادق ليعيدوها إلى الشعب الذي يعاني الجوع والبرد، والذي تنبأ الرئيس الليبي الراحل العقيد معمر القذافي هزلاً في مقالة له بعنوان "وخرج الأكراد من المولد الأميركي بلا حمص"، في موقعه الإلكتروني الشخصي على شبكة الإنترنت الحال الذي صرنا إليه، ونحن الآن نخشى أن نخرج من المولد العراقي أيضاً بلا أي شيء.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد