حوار بين جد فلسطيني وحفيدته

- المقاومة هي تعبير بالرفض للاحتلال بالسلاح، بالقلم، بالكتابة، بالتظاهر، بالعلم والتعلم، بالبحث، بالمحاضرات، بالقانون، بإحياء القضية بنشر الثقافة الفلسطينية حتى بالفلكلور والغناء، المقاومة تكون بالتعبئة النفسية والذهنية وبكل أدوات الحياة الممكنة.

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/29 الساعة 05:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/29 الساعة 05:52 بتوقيت غرينتش

في إحدى شقق الغربة، وفي بيت فلسطيني مليء بمشغولات يدوية فلسطينية ومطرزات عليها أسماء مدن الوطن المسلوب، يسوّرها علم الوطن، جلست الحفيدة بجانب ساق جدها، نظرت إليه وهو يتابع الأخبار بكل يقظة، انتهت النشرة، رأت الحفيدة وجه جدها المنفعل، فأرادت أن تعطيه للحديث والتنفيس عن مشاعر الاحتقان، أرادت ألا يبقى مكلوماً لمدة طويلة فسألته: يا جدي لماذا يقاوم الفلسطينيون الاحتلال حتى الآن؟ لماذا يقفون بصدورهم العارية يقذفون الحجر ويتدرعون بالكوفية؟ ألن يملوا؟

أجاب الجد: لو كنت هناك لوقفتِ معهم، إنه الوطن أغلى حب يمكن أن تدافع عنه أي روح بشرية، الوطن لا يضاهيه حب، ونشوة الدفاع عنه نشوة شريفة جداً.

قاطعته حفيدته بكل حماس وطلبت منه أن تلعب معه لعبة الأسئلة السريعة ليجيب هو بطريقته.. وافق الجد وبدأ الحوار..

* كيف استولى الأغراب على وطني؟
– بالقتل والغدر والمذابح والحيلة وباستقدام الأغراب وتهجير السكان الأصليين وبمساعدة الظالمين من كل العالم.
* ماذا فعل الفلسطينيون حيال ذلك؟
– قاوموا في الداخل والخارج واستخدموا وما زالوا كل ما يملكون من أدوات مقاومة ممكنة، حربية وأدبية وجسدية وفنية، رغم كل الخذلان وكل الألم.
* إلى متى سنقاوم الاحتلال؟
– ما دمنا على قيد الحياة.

* ما محور قضية فلسطين؟
– الأرض ، قضيتنا معهم قضية أرض سرقت.
* هل تؤمن بالسلام مع العدو؟
– مدفعيته في وجهنا ودباباته على أرضنا هذا هو سلامهم.

* و ما هو التطبيع؟
– التطبيع هو أن تركع لقاتل أخيك راجياً إياه ألا يقتلك، فيوافق ثم يقتلك.

* متى سنعود لأرضنا؟
– سنعود في المستقبل.. أنتم أو أبناؤكم أو أبناء أبنائكم.. المهم أننا سنعود لأننا ما زلنا نقاوم، المقاومة إيذان بالعودة.

* متى تشعر أنك على أرض فلسطين؟
– عندما أرى زيت الزيتون أو أشم الزعتر والمرامية.

* ما هو أسوأ شيء ممكن أن يحدث للإنسان؟
– أن يسرق منه وطنه.

* ماذا يستحق الفلسطيني؟
– يستحق الحياة.
* لو كانت فلسطين تتكلم ماذا كانت ستقول؟
– أنا راضية عن أبنائي المرابطين ما زالوا يقاومون.

* هل تقصد بالمقاومة استخدام السلاح فقط؟
– المقاومة هي تعبير بالرفض للاحتلال بالسلاح، بالقلم، بالكتابة، بالتظاهر، بالعلم والتعلم، بالبحث، بالمحاضرات، بالقانون، بإحياء القضية بنشر الثقافة الفلسطينية حتى بالفلكلور والغناء، المقاومة تكون بالتعبئة النفسية والذهنية وبكل أدوات الحياة الممكنة.

* كيف تصف العدو؟ كيف تصف جيش الاحتلال الإسرائيلي؟
– لا يملكون سوى السلاح.

* القدس..
– عاصمة فلسطين كانت وما زالت وستبقى بأقصاها وكنيستها وروحانيتها العظيمة. القدس مدينة خارجة عن الزمن طاردة للغزاة على مر السنين، لا تخشى أحداً تماماً كأهلها المقاومين أهل فلسطين. القدس عروس كرامتنا وعروبتنا وإنسانيتنا.

* من يؤمن بقضية فلسطين؟
– كل إنسان شريف صادق لديه إنسانية حقيقية وعقل راجح وقلب صادق وروح حرة.
* ما هو أغلى ما يملكه الفلسطيني؟
– العزيمة، والإيمان، والأمل.

احتضنت الحفيدة جدها وقالت: نحن على العهد وسنبقى نقاوم لتحيا فلسطين ويحيا الوطن جيلاً بعد جيل وكل بطريقته.

يا جدي، سنقاوم حتى يعود الحق لأصحابه، ويرجع الأغراب المحتلون من حيث أتوا.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد