المطلوب مبادرة تركية للحوار بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية

المطلوب تحرك ومبادرة تركية مهمة وضرورية لغرض بدء المفاوضات، وجلوس الطرفين وجهاً لوجه على طاولة الحوار وليس من خلال المؤتمرات والتصريحات الصحفية فقط، وبما يبين الموقف القوي والمؤثر لتركيا ورئيسها ودورهم في حل النزاعات وإحلال السلام من خلال المبادرات والأفعال التي تتطابق مع التصريحات والأقوال.

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/22 الساعة 01:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/22 الساعة 01:20 بتوقيت غرينتش

يبدو الطرفان حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية العراقية أو بالأصح (حكومة العبادي) في موضوع الحوار الذي تكررت الدعوة إليه مرات ومرات من قِبل حكومة الإقليم، وموقف الحكومة العبادية (العراقية) غير المكترث بالدعوات الذي يفرض الشروط مرة بعد أخرى، وكأنه في مباراة مع خصم أو منافس شديد له، فيحاول أن يفرض عليه ما يستطيع من النقاط، آملاً ومتمنياً إنهاكه وإضعافه قدر ما يستطيع من أجل الوصول إلى لحظة الضربة القاضية التي تنهيه، وتلغي وجوده الدستوري – الطرفان يبدوان كالمستقيمين المتوازيين اللذين لا يمكن أن يلتقيا مهما امتدا، طالما أن (طرف) حكومة الإقليم تعرض وتعرض الحوار و(الطرف الآخر) العبادي يرفض وينتفض مُنتشياً ومزهواً بما يحسبه نصراً أو انتصاراً جعله لا يخفي ذلك.

وإعلان العبادي يوم 6/12/2017 (أن منع تقسيم العراق نصر آخر لا يقل عن الانتصار على تنظيم داعش)، وهو ما دعا برلمان الإقليم إلى الرد عليه ووصفه بالخطأ الفاضح كونه بعيداً عن القانون وأُسس المواطنة، وخلافاً للمادة 9 من الدستور العراقي التي تمنع بأي شكل من الأشكال أن تنفذ أفعال كهذه ضد المواطنين في العراق ولا تعطيه أي شرعية أيضاً، وهو خرق للدستور يضاف إلى عدم تطبيق المادة 140.

كما أصدرت وزارة البيشمركة رداً قوياً قالت فيه إن كلام العبادي ينمّ عن حقد دفين إزاء شعب كردستان، وإن دور البيشمركة حقيقي ومعروف وبشهادة العالم بأسره، ولولا بسالة هذه القوات البطلة وحكمة قيادتها، لما تمكنت القوات العراقية من تحرير مدينة الموصل والعديد من المناطق الأخرى، التي كانت خاضعة لأكثر من سنتين لسيطرة تنظيم داعش، وهذه التصريحات خطر على مستقبل العراق وبقائه كبلد مدني وديمقراطي.

إن الوضع الآن حرج وصعب، بل وخطر على الجميع، والمفاوضات هي الطريق الوحيد لحل المشكلات كافة، وليس التهديدات أو التعزيزات العسكرية الكبيرة التي أعلنت قيادة عمليات نينوى وصولها إلى سد الموصل بمحافظة نينوى الشمالية، وهو ما يتطلب من تركيا ومن رئيسها الزعيم رجب طيب أردوغان الذي كانت له على الدوام مواقف مشرفة ومشرقة مع العراق ومع إقليم كردستان، أن يتحرك للضغط على العراق في الجلوس على مائدة المفاوضات، وألا ينسى المواقف المسؤولة التي قام بها الإقليم وعلى مدى أكثر من 26 سنة وفي مبادرة إحلال السلام في تركيا، والاتفاقيات والمصالح الاقتصادية ومشاريع الاستثمار التركية في الإقليم.

لقد صرح السيد أردوغان بأنه في عام 1988 بعد جريمة قصف حلبجة بالسلاح الكيميائي قام وقتها بسيارته الخاصة بإيصال المساعدات إلى المصابين والمحتاجين؛ لأن ذلك جزء من واجبه الديني والأخلاقي والإنساني تجاه إخوته الكرد، واليوم مطلوب أيضاً من السيد أردوغان أن يقوم بواجبه بصفته رئيس وزعيم أكبر وأقوى دولة إسلامية في العالم ولها حدود طويلة ومصالح كبيرة مع الإقليم والعراق، ومصدر ثقة واطمئنان للملايين من الكرد والعراقيين الذي يفضّلون ويأمنون بالسفر عن طريق تركيا إلى العالم الخارجي، ولا يرغبون بالمرور من بغداد بعد قرارات العقوبات الجماعية غير القانونية التي اتخذها العبادي بحظر الطيران من مطاري أربيل والسليمانية.

المطلوب تحرك ومبادرة تركية مهمة وضرورية لغرض بدء المفاوضات، وجلوس الطرفين وجهاً لوجه على طاولة الحوار وليس من خلال المؤتمرات والتصريحات الصحفية فقط، وبما يبين الموقف القوي والمؤثر لتركيا ورئيسها ودورهم في حل النزاعات وإحلال السلام من خلال المبادرات والأفعال التي تتطابق مع التصريحات والأقوال.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد