قادة السنّة في انتخابات 2018

‏رسالةُ صعود رئيس البرلمان، سليم الجبوري، إلى قمة هرم القيادة السنّية، تتعلق بتقدم سن قادة الأحزاب السنية (السامرائي والنجيفي والمشهداني، والمطلك، وعلاوي).

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/16 الساعة 07:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/16 الساعة 07:42 بتوقيت غرينتش

‏رسالةُ صعود رئيس البرلمان، سليم الجبوري، إلى قمة هرم القيادة السنّية، تتعلق بتقدم سن قادة الأحزاب السنية (السامرائي والنجيفي والمشهداني، والمطلك، وعلاوي).

القيادة والإدارة أمر خاص بالشباب، وصناعة المفاهيم والمصطلحات وترتيب أولويات إدارة العلاقات، والحصول على المال، وهذا ما تلقاه المجتمع السني بالقبول.

بعد مرحلة داعش، أصبح الجميع يؤكد أن هناك حاجة إلى قيادة شابة، فيها الطاقة والفاعلية والمسايرة، في مرحلة التأسيس والبدايات الجديدة، وهذا ليس من شأن كبار السن، الذين هم أقل تحمُّلاً لإزعاجات وضغوط المنافسة، ويجب ألا يزاحَم فيها الشباب.

لا يمتلك قادة السنّة جهازاً إعلامياً محترفاً أو خطابياً للدفاع عن قادتهم، كان الإعلام الذي قادتْه قنوات المعارَضة هو أكثر من شوّه سيرتهم وأذهب بهيبتهم عند جمهورهم.

‏قنوات "الشرقية" و"دجلة" و"الفلوجة" تمتلك كاريزما التأثير الإعلامي وتمثل المنصات الأكثر مشاهدة لجماهير الأحزاب "الوطنية والليبرالية والليبروإسلامية" في الرأي العام السني، والتي لا ترى مشكلة في تحوُّل موازين القيادة السنية في العراق فكرياً ومنهجياً وتحالفاتها السياسية. ويعتقد مالكوها أن العراق في مأمن، مع الزج بقيادة شابة لا تمانع التواصل مع العمق السنّي العربي والتركي، ولا تتقاطع مع إيران وحلفائها في الداخل العراقي، ولا تتصادم مع الكرد والتركمان كمكونات كبيرة تتشارك وتتعايش معها جغرافياً ومذهبياً.

‏حجة أن داعش والتطرّف هما نتاج الحواضن السياسية السنّية، سقطت عندما تبين أن "النواب السنّة" أصبحوا قادة في "الحشد الشعبي"، الشمري والجبوري واللويزي والمتيوتي والجربا هم مثال. ومن يبحثُ عن بقية الأمثلة في الحكومات المحلية والمكاتب الحزبية ودواوين العشائر فسيجد الكثير.

سياسة العبادي كانت متفهمة ‏ولم تتعامل مع الشك والتهم السابقة لقادة المعارضة السنّية، مشبوهي التمويل، الذين يحصلون على تعويضات عن مشاركاتهم في المؤتمرات السياسية الدولية ويهتمون بالخارج أكثر من الداخل.

‏الأحزاب السنّية الجديدة مُصرّة على عدم الانقياد خلف قادة التعصب؛ لأنهم يندفعون إلى الطائفية بحماسة الأحداث الجزئية والمناطقية، أو يحاولون صناعة أكثرية بالدعوة إلى العنف والطائفية.

‏منذ تحرير العراق من داعش والقوى السنّية، ممثلة بقيادات اتحاد القوى "تضامن"، تحضّر لليوم الذي تعلن فيه قرار دعمها شخصية شيعية لرئاسة مجلس الوزراء، ‏حيث إن الاستقطاب السياسي قبيل انتخابات 2018 سيؤدي إلى رفع درجة الحرب الباردة بين الثلاثي المتنافس على رئاسة مجلس الوزراء القادم؛ العبادي، المالكي، العامري.

‏الأمر لن يكون سهلاً، حيث التحالفات الشيعية القوية وأحزابها المسيطرة على الحكم والسياسة والإدارة في شرق العراق وغربه، وما يجاور جنوب إقليم كردستان العراق. من أجل ذلك كله، نشأت تحالفات مؤقتة لخوض الانتخابات، لأسباب منها: تشتيت مصداقية المنافِس، للاستقواء بالديموغرافية المختلطة حتى اليوم الأخير من الانتخابات.

‏القوى السنية، ومعها الكردية والأقليات، تعتقد عدم جاهزية الأجواء الأمنية واللوجيستية لإجراء انتخابات 2018 في مايو/أيار، لعلها تشهد وعياً جماهيرياً نوعياً مختلفاً.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد