سؤال يقفز أمام ناظري في كل لحظة أقرأ فيها خبراً عن فلسطين؛ ماضيها وحاضرها ومستقبلها أيضاً.
عندما أسمع لحناً فلكلورياً فلسطينياً شدا به مطرب أو مطربة، يجعلني أطير بأجنحة الخيال للأيام الخوالي عندما كان آباؤنا وأجدادنا يملأون مدنهم وقراهم بهجة وسروراً دون أن ينغص وجهٌ غريبٌ عليهم حياتهم.
يبرز هذا السؤال عندما أرى عشرات الآلاف من المصلّين يحتشدون في كل شبر من جنبات المسجد الأقصى، فأتذكر أن بيت جدي يطل على قبة الصخرة، فأتخيل طفلاً أو طفلة من عائلتي يمرح بشقاوة في الساحات المباركة والملائكة تراقبه وتبتسم له دون أن يراها، فيزداد حنقي على من سلخني عن موطني الطبيعي وحرمني من أن أمارس هذه المتعة الطفولية.
وأتخيل أحداً من أجدادي يؤمّ المصلّين، صادحاً بصوته الرخيم بآيات القرآن الكريم، والمصلّون يتفاعلون مع كل حرف ينطقه فيشحن نفوسهم بطاقة إيمانية جديدة.
الفلسطيني الحق -برأيي- هو كل من جعل الهمّ الفلسطيني هاجساً يلاحقه في كل لحظة من لحظات حياته دون أن يكون ذلك مصدر كسب له ولأولاده، بغض النظر عن مكان ولادته وإقامته، وبغض النظر عن الجنسية التي يحملها.
الفلسطيني الحقيقي هو من آمن بأن القوة وحدها هي السبيل الوحيد لتحرير الأرض وعودة اللاجئين إلى أرضهم دون أن ننتظر التوازن الاستراتيجي مع العدو، فبالإيمان وبما تيسر من سلاح، نستطيع أن نعيد أرضنا إلى محيطها الطبيعي من غير وجوه كالحة غريبة ومن غير خزعبلات لا تمت إلى العقل والمنطق بِصلة.
الفلسطيني الحق، كما قال نيلسون مانديلا الثائر الإفريقي العظيم، هو من آمن بالحق الفلسطيني ولم يساوم عليه، ومن آمن بأن فلسطين عربية بكل ذرة تراب مباركة في أرضنا الطاهرة.
وهنا يبرز في خاطري سؤال جديد: من مِن القيادات ومن يُزعم أنهم رموز يمكن أن يكون فلسطينياً حقاً؟ أترك الإجابة لذكائكم.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.