ما الذي حققته مظاهرات نصرة الأقصى؟

ربما غاب عن ذهن صديقي سيف أن هذه الوقفة ليس الهدف منها أن تجني الثمار على المستوى اللحظي، فتبادر إلى ذهني ما الذي استفدناه من هذه المظاهرات، قد لا تحرَّر القدس بالمظاهرة، ولكن ما الذي حققناه كجالية عربية؟ّ!

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/09 الساعة 10:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/09 الساعة 10:26 بتوقيت غرينتش

" لو تروح تقرأ اقتصاد أحسن مما ترسب بالامتحان القادم"، هذا ما أخبرني به صديقي سيف عندما كان يناقشني في سبب خروجي بمظاهرات لنصرة الأقصى.

ربما غاب عن ذهن صديقي سيف أن هذه الوقفة ليس الهدف منها أن تجني الثمار على المستوى اللحظي، فتبادر إلى ذهني ما الذي استفدناه من هذه المظاهرات، قد لا تحرَّر القدس بالمظاهرة، ولكن ما الذي حققناه كجالية عربية؟ّ!

زيادة الثقة بنفوس الشعوب: إذا أردنا أن نناقش كيفية إحياء الثقة بنفوس الشعوب بعد الهزائم التي لحقت بها، فهذا قد لا تدركه إذا نظرت في المستوى اللحظي للحدث.

الشعور بالمسؤولية: نتحدث دائماً عن تخلي الناس عن مسؤوليتها، فالكثير من مشاكلنا بدأ بتخلي الناس عن مسؤوليتهم، والكثير من الفشل الذي لحق بنا من تخلي الناس عن مسؤوليتهم.. ويا صديقي، لا أريد أن أذكرك بما حدث في بلادنا من جراء ترك الناس مسؤوليتهم.

توحيد الجاليات في الخارج: ربما نحن لسنا بصدد مناقشة توحيد المجتمعات، ولكن الجاليات العربية في إسطنبول وحدها ما يزيد على 2 مليون نسمة، فإذا استطعنا أن نجمع 2% فقط من هذه الجالية العملاقة، فستكون أكبر تجمّع للجالية العربية في الخارج، وإذا كان اجتماعها اليوم من أجل القدس فسيكون غداً من أجل بغداد أو أي أزمة تجمعنا.

إنشاء المشاريع: هذه القوة التي اجتمعت، لو اتحدت -ولو بنسبة قليلة- فسنستطيع أن نكوّن من خلالها مشاريع تساهم في خدمة أوطانهم التي خرجت منها، وهذه المشاريع لن تتكون ولو بقينا ساكتين.

تحريك الجماهير: الشعوب العربية في طبيعتها عاطفية تحتاج إلى موجة في إطارٍ جامعٍ يوحدهم على رأي معين، فالناس لديها الكثير لتقدمه في إطار أوطانها وقضاياها.

تذكر -يا صديقي- أن صناعة التغيير تحتاج إلى وقت وسنوات لتصنع الفرق على مستوى المجتمعات، فأنت -على سبيل المثال- لا يمكن أن تكون مهندساً بمجرد خروجك من المدرسة الابتدائية؛ فالأمر يحتاج صبراً وصناعة لتصنع التغيير.

قد يكون الناس الطامحين إلى التغيير قلة، ولكن لولا هذه القلة المستحقَرة لم يبالِ الله بالكثرة المستذَلة.

ربما لا يزال يتبادر إلى ذهنك أن الحكومات والصهاينة هم المسيطرون، هذا واقع الحال، ولكن ابدأ بالتغيير على مستوى دائرتك الصغيرة، وهذا التغيير سوف ينتشر للمجتمع الكبير.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات "هاف بوست" لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد