الشتاء القارس قاتل محترف يستهدف الفئة الأكثر ضعفاً في العالم

لا تزال العديد من المنازل في قطاع غزة في حالة سيئة، خاصةً بعد حرب 2014، ويكمن خطر الرياح والأمطار في أنها تتسلل إلى داخل منازل المواطنين من خلال الثقوب في الأسطح والجدران، مما يعرض الأسر والعائلات لخطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل الالتهاب الرئوي.

عربي بوست
تم النشر: 2017/12/07 الساعة 04:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/12/07 الساعة 04:47 بتوقيت غرينتش

يعتبر الشتاء قاتلاً بالنسبة للملايين من الناس في جميع أنحاء العالم. درجات الحرارة دون الصفر، والأمطار المتجمدة والثلوج، وكل هذه العناصر عادة ما تكون قاتلةً، عندما لا يكون لديك منزل للذهاب للاحتماء به، أو الملابس الثقيلة لارتدائها، أو أحذية تحميك من برودة وتجمّد الأرض.

في هذا العام، هناك 65.6 مليون نازح معرضون للخطر خلال الأشهر الباردة؛ حيث يواجه عالمنا أكبر أزمة إنسانية منذ عام 1945. وقد أجبر النزاع آلاف الأسر على الفرار من ديارهم في سوريا والعراق واليمن وميانمار وغيرها.

حيث يبحث مسلمو الروهينغا عن الأمان عبر الحدود البنغلاديشية، ويفترشون الأرض القذرة في ظل الأوضاع الجوية السيئة.
ليس لديهم سوى الملابس التي يرتدونها، ظروف معيشتهم صعبة جداً على الحدود دون طعام أو مياه نظيفة أو رعاية صحية.

الأطفال الصغار يقعون أهدافاً سهلة للمتاجرين بالبشر الذين يحومون حول المخيمات كمثل الطائر الذي يقتنص الفرصة للانقضاض على فريسته التي أضعفتها الظروف الصعبة.

في سوريا ما زال هناك أسر محاصرة تعيش داخل بقايا منازلها المتضررة بسبب القذائف والنزاع الدائر.

فالصراع والعنف الدائر في سوريا محبط جداً للمواطنين السوريين؛ حيث إنهم يستيقظون كل صباح على وقع الصواريخ والقذائف، ودوماً يتساءلون عما إذا كان سيكون هذا آخر صباح لهم.

حيث إن اللاجئين السوريين الذين يقيمون في البلدان المجاورة غير قادرين على الحصول على الدفء في الملاجئ المؤقتة.

وفي اليمن، فقد أصاب وباء الكوليرا في اليمن ما يقرب من مليون شخص؛ حيث يموت طفل دون سن الخامسة كل 10 دقائق في اليمن بسبب مرض يمكن الوقاية منه.

وتكافح المؤسسات الإغاثية من أجل إيصال المساعدات والإمدادات الغذائية والطبية؛ حيث إن هناك حوالي 17 مليون شخص يعانون من الجوع.

كما تعاني الأمهات حديثات الولادة من سوء التغذية؛ لأنهن لا يملكن الحليب لإرضاع أطفالهن الذين يتضورون جوعاً، ولن يجلب هذا الطقس سوى المزيد من المعاناة والألم.

وأيضاً، لا يمكننا أن ننسى الأسر في فلسطين التي تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة في فصل الشتاء.

وعادةً ما تكون هذه الأسر غير قادرة على تدفئة منازلها أو العثور على ما يكفي من الطعام.

لا تزال العديد من المنازل في قطاع غزة في حالة سيئة، خاصةً بعد حرب 2014، ويكمن خطر الرياح والأمطار في أنها تتسلل إلى داخل منازل المواطنين من خلال الثقوب في الأسطح والجدران، مما يعرض الأسر والعائلات لخطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل الالتهاب الرئوي.

وفي بريطانيا، هناك حوالي 4.428 شخصاً في مدينة مانشستر ليس لديهم سقف فوق رؤوسهم يحميهم من قسوة هذا الشتاء؛ حيث اضطر حوالي 189 منهم للنوم بالطرقات الباردة جداً ملفوفين في أكياس النوم الرقيقة أو صناديق من الورق المقوّى.

وأخيراً فإننا في مؤسسة هيومان أبيل نعتقد أن كل حياة على وجه الأرض هي حياة ثمينة، ولهذا السبب فإننا قد أطلقنا حملة #الشتاء_القاتل، حتى نتمكن من العمل معاً لوقف هذا الشتاء القاسي والقارس من قتل الأرواح البريئة.

نهدف لمساعدة الملايين من الناس للبقاء على قيد الحياة في فصل الشتاء من خلال توزيع المواد الضرورية واللازمة مثل الطعام والبطانيات والوقود والملابس الثقيلة والأغطية البلاستيكية.

ومع ذلك، نحن بحاجة لمساعدتكم لجعل هذا الهدف حقيقة واقعة، دعونا نجتمع معاً في إنسانيتنا المشتركة ومساعدة المحتاجين هذا الشتاء.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد