السعودية وقفزاتها البهلوانيّة في الملعبَين الفلسطيني واللبناني

أمّا بالنسبة لملفّ اللاجئين الفلسطينيين، فتقوم الخطة على توطين هؤلاء اللاجئين في البلدان التي يعيشون فيها، وتقديم تعويضات ماليّة لهم.

عربي بوست
تم النشر: 2017/11/21 الساعة 02:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/11/21 الساعة 02:55 بتوقيت غرينتش

أصدرت قناة إسرائيلية تسريباتٍ لم تكن مُعلنة، حول زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى الرياض قبل أيام، ولقائه بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ونجله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

وتقول القناة إنّ محمود عباس تلقّى دعوة مفاجئة وعاجلة لزيارة المملكة، لإطلاعه على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيما يخصّ القضية الفلسطينية؛ حيث ينوي الإعلان عنها قريباً.

وتقوم الخطة -حسب القناة الإسرائيلية- على أن يضغط الرئيس الأميركي دونالد ترامب على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف عملية الاستيطان وبناء المستوطنات في القدس، مقابل موافقة الفلسطينيين على حل الدولتين، وبقاء الجيش الإسرائيلي في مناطق الدولة الفلسطينية، والمناطق المحاذية لغور الأردن، مع السماح للفلسطينيين بحريّة الاستيراد والتصدير، وذلك وفق ما تُسمّى "صفقة القرن".

أمّا بالنسبة لملفّ اللاجئين الفلسطينيين، فتقوم الخطة على توطين هؤلاء اللاجئين في البلدان التي يعيشون فيها، وتقديم تعويضات ماليّة لهم.

وقالت القناة: إنّ الرئيس الأميركي يعوّل كثيراً على دور الرياض والقاهرة وأبوظبي، لإتمام هذه الصفقة، في حين تتولى القاهرة بمفردها إتمام صفقة المصالحة الفلسطينية بين حركتَي فتح وحماس، وتقدّم الرياض دعمها المالي الكامل للسلطة الفلسطينية في حال فكّت حركة حماس ارتباطها الوثيق مع إيران وحزب الله.

وتفيد المصادر بأنّ محمود عباس عبّر عن امتعاضه من الخطّة، ولا سيّما البنود المتعلقة بمسألة توطين اللاجئين، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولكنّه سيجد نفسه مرغماً أمام حلّين اثنين: إمّا قبول هذه الخطة، وإمّا الاستقالة.

السؤال المطروح: ما المغزى من تعدّد الأدوار الضبابية التي تلعبها السعودية في المنطقة؟ هل يصدق القائلون بأنها محاولة مفضوحة لتصدير أزماتها الداخلية إلى خارج الحدود؟

مخطئٌ مَن يظن أنّ المملكة العربية السعودية لديها الوقت الكافي لحل القضية الفلسطينية، حتى لو كان هذا الحل كما ترتضيه الولايات المتحدة الأميركية، وعلى حساب اللاجئين والحقوق الفلسطينية المشروعة، بل إنّها تريد إعادة وجودها والإيحاء بأنها لا تزال تمسك بخيوط اللعبة، وبأنها رائدة المنطقة، بعدما أُشِيع عن تقزّم الدور السعودي، وكأنها تريد إيصال رسالة إلى الجميع ولو بصوتٍ مبحوح، مفادها: "أنّ السعودية ليست كما يدّعي المنافسون، أصبحت في مرمى الصواريخ الحوثية، وتبدو كذلك عاجزةً عن فرض هيبتها على دولة قطر بعد شهور من محاولات الهيمنة على القرار القطري، والتي باءت بالفشل رغم كل التجييش والقفزات البهلوانية، فها هي اليوم تستدعي الرئيس الفلسطيني وتتكلم معه بصيغة فرض الإملاءات، وها هي تضع الحلول للقضية الفلسطينية، وتسيطر كذلك على شيء من القرار اللبناني، فيستقيل سعد الحريري من أراضيها وعبر الهاتف السعودي، وذراعها لا تزال طويلة في المنطقة، وليس صحيحاً ما يُقال بأنّ حملة الاعتقالات التي طالت أمراء ومقرّبين من الأسرة الحاكمة هي بداية القلاقل والنزاعات في المملكة، ولو كان ذلك صحيحاً، فكيف يمكن لمن يقاسي كل هذه الأزمات العجاف أن يفرض الرأي على القرارين الفلسطيني واللبناني، ويؤدي دوراً في اليمن ساء أو حسن، ويتكلم بلغة التهديد والوعيد مع الجميع، بمن فيهم إيران التي تعتبر منافساً شرساً للمملكة العربية السعودية".

ولذلك وكما يقول مراقبون، فقد وصلت الرسالة، وعرف الجميع أنه كلما حاولت المملكة إيجاد أذرع جديدة لها في المنطقة، عرفنا أنّ رياح الأزمات الداخلية تشتد وتشتد، وربما تطال العائلة المالكة.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد