لا أحب التحدّث خارج مجال عملي: علم النفس.
في الواقع، بالنسبة لي علم النفس هو طريقتي للوصول إلى العالم، لقد تربيت في عائلة حيث يعتبر علم النفس مركز كل شيء.
نستمع، نرى ونصغي للآخر من خلال هذا المعطى: ما يقال ليس بالضرورة حقيقة، ما تراه ليس كل شيء، ما تراه هو تصور. الوقت والفهم فقط يوصلانك إلى الحقيقة. آخذ دائماً وقتي في التحدث، أطرح فرضيات في البداية، أنتبه للكلمات ولا أتحدث دون يقين.
اليوم أخرج من صمتي المريح؛ لأشارك أنا أيضاً في هذه النظرة التي تشهد على العالم. منذ يوم الجمعة، غمرت المنشورات المدينة لطارق رمضان حسابي الفيسبوكي، التي تعامله كجانٍ، تدفق للكراهية والتخمينات من جميع الأنواع ومع ذلك هناك شيء أساسي وهام يوحد الناس ويشكل هويات كل منا: إنه القانون، القانون يخبرنا أننا بريئون حتى يثبت العكس، وهذا المبدأ الأساسي مفيد؛ لأننا بشر معقدون جداً، ونقضي وقتنا في الحكم بدلاً من الفهم، في الإدراك بدلاً من الرؤية.
وكإجراء احترازي لذلك، فإنني لا أوجه أصابع الاتهام، أستمع دائماً لروح الإنسان، أستمع لنفسي كذلك، لقد تم تدريبي جيد جداً في المدرسة على أن معرفة الحقيقة تستغرق وقتاً طويلاً.
الكذب في بعض الأحيان بنيّة نؤمن بها، في بعض الأحيان نرى الآخر كمعارض لنا أو نراه مشوهاً بسبب الجهل والعصبية وتعقيدات النفس الأخرى.
إذا لم أكن أعرف طارق رمضان، سأنتظر بصبر الحصول على المزيد من المعطيات.
ولكن المشكلة هي أنني أعرف الأستاذ طارق رمضان، أقوم ببحث في أكسفورد برفقته وهو جزء من تلك الصداقات التي تدوم للأبد.
قضيت وقتاً معه، وقضيت بعض الوقت مع باحثين وطلاب آخرين من أكسفورد، تحدثت مع أشخاص آخرين مثلي يعملون ويبحثون معه، الرجال والنساء من جميع الأصول، ومن جميع الأنواع ومن هويات متعددة…
لذلك، لم أرَ قط طارق رمضان يقوم بحركات أو يقول كلمات غير مناسبة لا لي ولا لطلاب آخرين، بل بالعكس خلافاً لغيره من الرجال ومن خلال تجربتي كامرأة في هذا المجال، هو أحد أولئك المعارف الذكور الأبويين، والأخويين الذي يحترم كل إنسان سواء كان امرأة أو رجلاً دون شطط في استعمال السلطة، دون عصبية، وببساطة عملية أكثر مما هي إنسانية.
أولئك الذين يعرفون طارق رمضان يعرفونه، والذي لا يعرف فليتخيل، مع توخّي الحذر؛ لأن الخيال لا يؤدي بالضرورة لميناء جيد
أنا ضد الجزم، خارج القضية، علمية ولدي رأي خاص فيما يتعلق بالدين، ولكن في حديثي مع طارق رمضان لم يكن عليَّ أن أتعامل مع مبشر.
إلى جانب ذلك، هنا في إنكلترا طارق رمضان يحاضر مع ناس من طائفة كاثوليكية أو الأخوية اليهودية، هنا في إنكلترا، لم يعتبر شيطاناً، والإنكليز كانت لديهم فرصة سماعه يقول باستمرار "نحن" للحديث عن كل واحد منا، الرجال والنساء من جميع الأديان، حديث مزدوج.. لا.
نفس الشيء باللغتين الإنكليزية والفرنسية، أسمع أن البعض لديه رأي آخر حتى أنا التي أجمع بين اللغتين لم أرَ قط هذا الكلام المزدوج، لغز آخر دون إجابة؛ لذلك هناك الكثير من الأشياء التي تتناقض مع ما يقال عنه في وسائل الإعلام الآن.
أضع كل ثقتي في طارق رمضان، وهذا ليس افتراضاً وإنما يقين.
أعلم أنه ليس مغتصباً، أعرفه من خلال مهنتي، وأعرفه عن تجربة، وأعرفه جنباً إلى جنب ولم أرَ أي تلاعب أو اختلافات أو انحراف حتى الآن.
الذي يعرفني، من يعرفني يعرف صرامتي في التحليل، لا أقول إلا ما أنا متأكدة منه،أعطي كل ضمانتي وتقديري وثقتي لطارق رمضان، هل فهمتم الآن بسهولة أن أتخلى عن الصمت التحفظي اليوم لأبين موقفي؟
ليس المقصود من هذه الرسالة المفتوحة الإقناع، لكن المقصود منها ببساطة أن نقول إننا يجب أن نكون حذرين من المظاهر والمعلومات الكاذبة.
الحقيقة ستأتيك من خلال المعرفة الحقيقية، وليس من وسائل الإعلام أو الرأي، والتمثيل في التمثيل، أنا كذلك مجرد رأي بسيط، ولكن رأي يتكلم عن تجربة مسبقة وعملية وتحليل دون أي مصلحة أخرى غير العدالة.
تعلمت قوة الصمت، وأهمية وزن الكلمات، سأعود الآن إلى صمتي ولكنني سأتكلم مرة أخرى إذا لزم الأمر، أنا من أجل العدالة، والعدالة تستغرق وقتاً طويلاً.
والجانب الآخر من الحاجز ليس بعيداً أبداً، متَّهَم أو متَّهِم، لا أحد آمِن من عيون الآخر.
هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الفرنسية لـ"هاف بوست"؛ للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.