في أهمية إنجاز المصالحة الفلسطينية ومتطلبات المرحلة القادمة

لن تعني المصالحة الفلسطينية بشكلها البدائي سوى تغيّر في شكل السيادة من سيادة بحكم السلطة إلى سيادة بموجب توافق المصالح، ولكن حتى توافق مصالح حركتي فتح وحماس، لا بد أن يُوافق مصلحة الشعب الفلسطيني بغض النظر عن النسبة التي سيحوز عليها، وكلما تقدمت المصالحة واستكملت المسيرة نحو تحقيق الوحدة الوطنية، فإن النسبة التي يحوزها الشعب ستعلو أكثر فأكثر.

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/20 الساعة 03:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/20 الساعة 03:47 بتوقيت غرينتش

يمكن القول إن اتفاق القاهرة الذي وُقع يوم 12/10/2017 كان اتفاقاً براقاً من الناحية النظرية يترقب الكل الفلسطيني تطبيقه بلهفةٍ كبيرة، بما يتضمنه ذلك من تقاسم للسلطات بين حركتي فتح وحماس بعد أن عانى الشعب الفلسطيني لأكثر من عقدٍ من الزمان من سلطة الحزب الواحد وما مثلته من إقصاء وتهميش وقهر للمواطن الفلسطيني.

لن تعني المصالحة الفلسطينية بشكلها البدائي سوى تغيّر في شكل السيادة من سيادة بحكم السلطة إلى سيادة بموجب توافق المصالح، ولكن حتى توافق مصالح حركتي فتح وحماس، لا بد أن يُوافق مصلحة الشعب الفلسطيني بغض النظر عن النسبة التي سيحوز عليها، وكلما تقدمت المصالحة واستكملت المسيرة نحو تحقيق الوحدة الوطنية، فإن النسبة التي يحوزها الشعب ستعلو أكثر فأكثر.

تتمثل أهمية إنجاز المصالحة الفلسطينية في خسارة الاحتلال الإسرائيلي الرهان على استمرار الانقسام الداخلي الفلسطيني، الذي يمثل صوناً لأمن إسرائيل ومصالحها في المنطقة.

يرى الأستاذ حسن عبد العظيم، الأمين العام للاتحاد الاشتراكي العربي، أن "مخطط الشرق اﻷوسط الكبير والجديد لتقسيم دول المنطقة انتقل من دور التخطيط إلى دور التنفيذ". وفي قراءتنا لسياسة شد الأطراف الإسرائيلية التي نظّر لها بن غوريون عام 1948م، وما يجري اليوم من حديث حول إمكانية انفصال كردستان العراق وما سبقه من انفصال جنوب السودان، كلها معطيات تشير إلى أن هذه السياسة ما زالت سارية المفعول، وحقيقة أن إسرائيل لم ترسم حدودها النهائية حتى اليوم تؤكد حقيقة هذه المزاعم.

وفر حلفاء إسرائيل من القوى العظمى والقوى الإقليمية المؤثرة في المنطقة بيئة إقليمية حاضنة لمشاريع الانفصال ومستوعبة لها، مما يعني أن إسرائيل ستدفع بكل إمكاناتها وأدواتها العربية وغير العربية لزرع بذور الانقسام والاقتتال داخل التركيبة الفلسطينية السياسية، وفصل الضفة عن غزة سيبقى إحدى أهم أولوياتها، الذي تم التمهيد لاستيعابه إقليمياً وأممياً.

إن هذه المعطيات لا يمكن التعامل معها استراتيجياً إلا بتحقيق الوحدة الوطنية فهي السلاح الاستراتيجي لشعبنا.

ولهذا فإن المطلوب من كل من حركتي فتح وحماس رفع الغطاء عمن يعبث بأمن مجتمعنا الفلسطيني ويضع أي عراقيل من شأنها تعطيل المصالحة.

المرحلة القادمة لن تكون بالسهلة، وعلى شعبنا أن يخوض معاركه كافة في آنٍ واحد، والمطلوب أن ننتصر في كافة هذه المعارك الوطنية.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد