يواصل مسلمو الروهينغا رحلتهم الشاقة من إقليم أراكان (غرب ميانمار)، إلى الجارة بنغلاديش؛ هرباً من هجمات الجيش الميانماري، والميليشيات البوذية.
وذكرت وكالة أسوشييتد برس للأنباء، أن طفلاً من الروهينغا يدعى ياسر حسين (7 أعوام)، حمل شقيقه الرضيع على ظهره، خلال عبوره إلى بنغلاديش حافياً بعد أن قطع الطرق الطينية على طول الرحلة، لمدة 6 أيام.
ونقلت الوكالة عن حسين قوله، إنه "فقد والده ومنزلهم قبل أسبوعين"، مشيراً إلى أنه عانى كثيراً في أثناء حمل شقيقه الأصغر على ظهره.
من جهة أخرى، أشارت فيروز بيغوم، والدة حسين، إلى أن الجيش اقتحم منزلهم ببلدة راثيداونغ، فجراً، قبل أسبوعين، وقتل زوجها الذي حاول الفرار.
وأضافت أنهم ساروا على الأقدام 6 أيام حتى وصولهم إلى نهر "ناف" الواقع على الحدود بين ميانمار وبنغلاديش.
وأوضحت أنها هي وأفراد أسرتها اضطروا إلى تناول أي شيء عثروا عليه في الطريق، واستراحوا فترات قصيرة جداً.
وأشارت أسرة بيغوم إلى أنهم وصلوا في الثاني من الشهر الحالي إلى بنغلاديش بعد رحلتهم الشاقة، واستقروا في بيت أحد أقربائهم.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر محلية، لمراسل "الأناضول"، الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2017، أن حكومة ميانمار لم تعد تسمح باقتراب القوارب إلى نهر "ناف" لنقل مسلمي الروهينغا إلى بنغلاديش منذ أيام.
وأضافت المصادر أن الجيش الميانماري والميليشيات البوذية يطلقون النار من داخل الغابات على مسلمي إقليم أراكان الذين يحاولون الوصول إلى بنغلاديش.
ولفتت المصادر إلى أن بعض مسلمي الروهينغا قضوا غرقاً في نهر "ناف" خلال محاولتهم العبور إلى الجانب البنغالي.
وأظهر تسجيل مصور التُقط الأربعاء، ونُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مسلمي الروهينغا وهم يعبرون نهر "ناف" على عبوات بلاستيكية فارغة، حيث كان المصور يشير إلى أن الجيش الميانماري يطوق المكان.
ومنذ 25 أغسطس/آب الماضي، يرتكب جيش ميانمار مع ميليشيات بوذية، جرائم واعتداءات ومجازر وحشية ضد أقلية الروهينغا المسلمة، أسفرت عن مقتل آلاف وتشريد مئات الآلاف من الأبرياء، حسب ناشطين محليين.
ومنذ ذاك التاريخ، عبَرَ نحو 519 ألفاً من مسلمي الروهينغا في أراكان إلى بنغلاديش، وفق ما أفاد به المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، الإثنين الماضي.