إليك هذه النكتة الليبية سيد جونسون: أنت مدعاة للسخرية كدبلوماسي!

إذا كنت تبحث عن دبلوماسي كبير وممثل لدولة عظمى كبريطانيا ليجعل من مؤتمر خاص بحزب بلاده وقضاياها الداخلية منصةً يستهزئ منها بكرامة شعب دولة أخرى، فما عليك إلا أن تتصل بوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون.

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/11 الساعة 06:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/11 الساعة 06:23 بتوقيت غرينتش

إذا كنت تبحث عن دبلوماسي كبير وممثل لدولة عظمى كبريطانيا ليجعل من مؤتمر خاص بحزب بلاده وقضاياها الداخلية منصةً يستهزئ منها بكرامة شعب دولة أخرى، فما عليك إلا أن تتصل بوزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون.

السيد جونسون استخدم ذكاءه وسليقته السياسية لكي يحول مؤتمر المحافظين البريطانيين في مانشستر إلى مسرح يمزح من على خشبته بالشعب الليبي ويقول لهم إن بلادهم ومدينتهم سرت يمكن لها أن تكون مدينة سياحية ومدينة جذابة لرجال الأعمال والفرص الاقتصادية والاستثمارية إذا ما تم تنظيفها من الجثث التي تملأ شوارعها.

ومع هذا، فالمواطن الليبي البسيط لم يسمع بهذه التعليقات، ولا أدري إن كان قد سمع بشخص اسمه بوريس جونسون أيضاً!

ولكن، هنالك عدد لا بأس به من السياسيين والنشطاء الإعلاميين والصحفيين والمواطنين المهتمين بالشأن الليبي على الصعيد الدولي. كل هؤلاء عبروا عن خيبة أملهم في الدول الأوروبية والغربية بشكل عام، من موقفها من ليبيا والذي قالوا إنه تجلى في مدى هوان الأرواح التي تُزهق في ليبيا على سياسيي ودبلوماسيي بلدانهم، التي هي منخرطة في الوضع الليبي بواقع الحال.

واعتقد بعض الليبيين أن نكتة السيد جونسون كانت مجرد فاصل هزلي رخيص، استخدمه في المؤتمر لكي يربح به نقاطاً سياسية تزيده هو وحزبه شعبيةً في المملكة المتحدة، لا سيما أنه قدَّم نفسه من خلال حديثه عن رجال الأعمال الراغبين في الاستثمار بسرت وكأنه "أبو العريف" الذي يملك كل ما يريد الشعب البريطاني أن يعرفه عن سرت- سرت التي قال إنها ستصبح دبي الجديدة إذا تخلصت من جثث أبنائها، الذين قُتلوا وهم يحاربون تنظيم "الدولة الإسلامية"؛ لكي يزيلوا خطره الإرهابي عن ليبيا وعن أوروبا، التي هدد بغزوها من شواطئ المدينة.

ومع كل الرصانة الحرفية التي يملكها السيد جونسون، كان من المفاجئ له وللبريطانيين أن الشعب الليبي أثبت أنه أكثر حرفية ودبلوماسية، بطلبه اعتذاراً رسمياً من وزير الخارجية البريطاني على مزاحه اللاأخلاقي والذي أظهره كأنه يصف الجثث التي يسميها الليبيون "شهداء" بأنها أكداس من القمامة تحتاج التنظيف من الشوارع.

هل ستقدم أيها الوزير المحترم اعتذاراً للشعب الليبي وتعترف بخطئك أمامه وأنت الذي زرته منذ أقل من شهرين وعبرت عن إعجابك وارتياحك للبلاد، أم أنك ستقوم بتجاهل الأمر وتستمر في تغريداتك؛ لكي تقنع العالم بأنك كنت تتحدث عن المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم الدولة؟! نحن الليبيين في انتظار جوابك!

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد