قال وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو، إن بلاده تتابع "باهتمام كبير" الحقوقي والمحامي المصري إبراهيم متولي، الموقوف والمهتم بقضايا "المختفين قسرياً"، وتطالب السلطات المصرية بسرعة الإفراج عنه.
جاء ذلك خلال حديث ألفانو أمام مجلس النواب الإيطالي (الغرفة السفلى للبرلمان)، بعد ظهر الأربعاء 4 أكتوبر/تشرين الأول 2017، نقلها التلفزيون الحكومي الإيطالي.
وأوضح أنه أجرى اتصالاً هاتفياً حول هذه المسألة، الثلاثاء، مع نظيره المصري سامح شكري، وطلب منه أن يتم حل هذه القضية في أسرع وقت ممكن، والإفراج عن المحامي متولي.
واشتهر الحقوقي المصري كونه محامياً لأسرة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني الذي قتل إثر التعذيب في مصر قبل سنوات، ويوجه الاتهام في جريمته إلى الأجهزة الأمنية المصرية.
وأردف ألفانو أمام مجلس الوزراء "سأجري اتصالاً جديداً مع الوزير شكري في الساعات المقبلة؛ لمعرفة ما طرأ من تطورات".
وأوقفت سلطات مطار القاهرة الدولي "متولي"، في 10 سبتمبر/ أيلول الماضي، قبيل سفره إلى مدينة جنيف السويسرية؛ تلبيةً لدعوة وُجِّهت إليه من فريق الأمم المتحدة المعنيّ بحالات الاختفاء القسري، لحضور وقائع دورته الـ113، التي عُقدت الشهر الماضي، في مقر مجلس حقوق الإنسان الأممي.
وتم حبسه احتياطياً بعد توجيه عدة تهم له، بينها "إشاعة أخبار كاذبة في الخارج"، وما زال قيد الحبس حتى اليوم.
ولفت ألفانو إلى أنه "منذ توقيف متولي، أوعزتُ إلى سفارتنا في القاهرة على الفور، لكي تقوم جنباً إلى جنب مع سفارات أخرى، بالتواصل مع السلطات المصرية؛ لأنها حالة تتعلق بشكل عام بحماية حقوق الإنسان، وقد استطاعت سفارتنا أن تُشرك دولاً أوروبية أخرى في متابعة هذه القضية".
وأكد الوزير أن "استئناف العلاقات مع مصر لا يمكن أن ينفصل عن احترام وتعزيز حقوق الإنسان".
وتواجه مصر انتقادات حقوقية على الصعيدين المحلي والدولي بارتكاب "تجاوزات" تتعلق بـ"الاختفاء القسري" و"التعذيب في أماكن الاحتجاز"، غير أن السلطات المصرية عادةً ما تنفي "وقوع انتهاكات خارج إطار القانون".
وحول قضية الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، لفت ألفانو إلى أنه خلال مكالمة الأمس: "أبلغت وزير الخارجية المصري أن تطوير العلاقات بين إيطاليا ومصر يعتمد أيضاً على التقدُّم المحرَز في التعاون الثنائي بهدف التوصل إلى الحقيقة في قضية ريجيني".
وقال: "لا يمكننا أبداً أن نرضى بأي شيء سوى الحقيقة، وأعدنا إرسال السفير (جامباولو كانتيني) إلى القاهرة مع تكليف صريح بالعمل على تفعيل التعاون القضائي حول قضية ريجيني".
وتوترت العلاقات بشكل حاد بين القاهرة وروما، على خلفية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، الذي عُثر على جثته في فبراير/شباط 2016، بمصر وعليها آثار تعذيب؛ ما أدى إلى استدعاء سفير إيطاليا لدى مصر، في أبريل/نيسان من العام ذاته.
وفي 14 أغسطس/آب الماضي، قررت إيطاليا عودة سفيرها إلى مصر بعد أكثر من عام على استدعائه، رغم أن قضية "ريجيني" ما تزال قيد التحقيقات.
ورسمياً، وصل السفير الإيطالي الجديدة إلى القاهرة، في 13 سبتمبر/ أيلول الماضي، وتسلَّم مهامه في 15 من الشهر ذاته.