الانتخابات الفلسطينية.. حلم أم كابوس؟‎

دعنا نتفق في بداية الحديث على أن إجراء انتخابات بين شعب محتل هو ترف لا طائل منه، فما الفائدة منها إذا كان الشعب مسلوب الأرض والإرادة مشتتاً في أصقاع الدنيا؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/10/04 الساعة 03:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/10/04 الساعة 03:58 بتوقيت غرينتش

دعنا نتفق في بداية الحديث على أن إجراء انتخابات بين شعب محتل هو ترف لا طائل منه، فما الفائدة منها إذا كان الشعب مسلوب الأرض والإرادة مشتتاً في أصقاع الدنيا؟

فمثل هذه الانتخابات لا يمكن أن تفرز إلا مزيداً من العملاء يتصدرون المشهد إذا زُوِّرت أو تدخل بها المحتل، أو مزيداً من المساجين والأسرى إذا لم يتدخل، والانتخابات البرلمانية السابقة والانتخابات الجامعية في الآونة الأخيرة أكبر مثال على ذلك.

أنا شخصياً لم أقرأ أو أسمع عن شعب محتل شغل باله بأمر كهذا، فمن الأولى لهذا الشعب أن ينشغل بالمقاومة ليحرر أرضه ويتخلص من نير الاحتلال.

وبالنسبة لحماس فالأمر محسوم؛ ألم نشهد جميعاً كيف حرمت من رئاسة الحكومة عندما فازت في الانتخابات السابقة؟ فلا إسرائيل ولا الأنظمة العربية يمكن أن تقبل رئيساً بخلفية إسلامية حتى لو أقسمت حماس وجميع قياداتها في الداخل والخارج على أنهم فصيل فلسطيني وطني وليس لهم أي علاقة بالإخوان المسلمين من قريب أو بعيد، فالأمر عند العرب لا نقاش فيه.

أما ما نسمعه الآن عن استعداد حركتي فتح وحماس لخوض انتخابات رئاسية وبرلمانية هو شكل من أشكال الدجل السياسي الذي لا يصدقه أحد؛ فبالنسبة للانتخابات الرئاسية فلا أظن أن عباس يمكن أن يقبل بإقامتها، فالوضع الراهن بالنسبة له جدّ مريح، فما الذي يجبره، وهو رئيس بالأمر الواقع، على خوض انتخابات يعرف مسبقاً أنه سيخسرها.

ولا يختلف الأمر في الانتخابات البرلمانية عنه في الرئاسية، فحماس وفتح تدركان أن خوضها يشكل انتحاراً لكليهما، وانتحاراً لأي شخصية وطنية.

فالأجهزة الأمنية في الضفة الغربية بمختلف مسمياتها وتنسيقها الأمني مع المحتل أمر خارج نطاق الانتخابات، فقد شكّلها دايتون بعقيدة تضمن ولاءها للإسرائيليين مهما يكن رئيس السلطة أو رئيس الحكومة، وأي طرف سيفوز فرداً كان أم فصيلاً سيضطر مجبراً على القبول بهذا الوضع، مما يعني قبول العمالة للمحتل وخيانة دماء شهداء الشعب الفلسطيني على مدار تاريخه النضالي الطويل.

أعتقد أنه لن تُجرى أي انتخابات من أي نوع، وما سمعناه بعد لقاءات القاهرة هو محاولة مصرية لإحراج عباس شاركت فيها حماس، وهي تعرف مسبقاً أن مثل هذه المحاولات لا جدوى منها، لكنها مضطرة لمجاراة المصريين العاجزين عن قراءة الواقع الفلسطيني، فهم يحاولون أن يعيدوا الورقة الفلسطينية إلى جيوبهم بعد أن خسروها منذ زمن طويل، فقد فقدوا صداقة عباس بمحاولاتهم فرض دحلان على الواقع الفلسطيني، كما أن محاولاتهم للتقرب من حماس محكوم عليها بالفشل، فلا حماس قادرة على منح المصريين كل ما يطلبونه وإلا خسروا الكثير، ولا المصريون قادرون على قبول صداقة حقيقية مع حماس، فهذا بالتأكيد لن يُرضي الأنظمة العربية، ناهيك عن الولايات المتحدة وإسرائيل.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد