العمل التطوعي في العراق بين الطموح ومحاولات الاستغلال

التطوع تعريفاً هو جهد بلا ثمن، طبعاً يمكنك أن تتمعن أكثر في معاني التطوع وتبحث عن جذورها، ولكني اكتفيت بهذا التعريف البسيط الذي تقدمه ويكيبيديا الرائعة

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/22 الساعة 05:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/22 الساعة 05:19 بتوقيت غرينتش

عمل تطوعي أم حب الظهور؟

في العراق تزايدت الفرق التطوعية في الآونة الأخيرة، وظهرت بشكل كبير في مختلف المحافظات العراقية.

زيادة الفرق التطوعية ومن قبلها منظمات المجتمع المدني أمر صحي وحضاري، وله آثاره الحسنة على المجتمع.

بداية لا بد أن نفرق ما بين المؤسسات والمنظمات وما بين الفرق التطوعية.

المؤسسات والمنظمات تتبع خوارزميات مختلفة بشكل كبير عن الفرق التطوعية.

حديثنا عن التطوع والفرق التطوعية.
في أحد الأيام أتيحت فرصة لي لأرى الكثير من رواد العمل المدني في العراق.

التطوع تعريفاً هو جهد بلا ثمن، طبعاً يمكنك أن تتمعن أكثر في معاني التطوع وتبحث عن جذورها، ولكني اكتفيت بهذا التعريف البسيط الذي تقدمه ويكيبيديا الرائعة.

في فترة من الفترات كنت قريباً جداً من الفرق التطوعية، وتحديداً صحبت منشئيها الأساسيين، وكنت أتحدث معهم صراحة عن أهداف هذه الفرق وكنت أسأل : ماذا سيقدم لك الفريق (كشخص، كفلان) بصراحة بعيداً عن الأهداف التسويقية (خدمة مجتمع، زراعة بسمة… إلخ).

أجابني أحدهم أنه يريد أن يصنع قاعدة شعبية انتخابية له، وأجانبي الآخر بجواب مشابه.

بالتأكيد الأمر لا يعمم وهنالك فرق عديدة وكثيرة نواياهم حسنة، ولكن بالمقابل الأحزاب السياسية بدأت تشكل فرقاً ومنظمات من أجل مكاسب سياسية.

مؤسف جداً أن يحدث هذا لعمل إنساني رائع، ولكنه حدث.

دعني أتكلم عن ثلاث مشاكل لحظتها في الفرق التطوعية:

1- الفساد المالي: إن منظومة الفرق أقل تنظيماً من المنظمات، إنها تميل للفرد أكثر مما هي للمنظومة في مسألة إدارة المال.

والرقابة في الفرق أقل منها في المؤسسات؛ لأن المتطوع أكثر حرية من المنظم، لهذا وجدت الفساد المالي منتعشاً في الفرق التي راقبتها وتنازعاً كبيراً.

هذه المشكلة تسببت في قطع علاقات إنسانية بين الأصدقاء، وأفقدت ثقة الكثير من الناس في الفرق والمنظمات، ومنعتهم من التبرع.


2-

التوجه اللاتطوعي: وهي المشكلة التي أشرنا إليها سابقاً عن دور الأحزاب السياسية في تبني فرق تطوعية وتمويلها فكرياً ومالياً، وهذا التبني يسهل على الأحزاب تحشيد الناس.

لا مشكلة في العمل الحزبي الصحيح، ولكن المشكلة في أن يهدم هذا العمل عملاً إنسانياً رائعاً كالعمل التطوعي.

3- مشاكل ذاتية: هذه المشاكل هذه المرة تأتي من داخل المتطوع بالتحديد نفسه. سؤال محدد ودقيق ينبغي لمن يعمل في مجال التطوع أن يجيب عنها داخلياً (لماذا أفعل هذا؟ ما هو المردود الذي سيأتي لي؟)، مكان هذا السؤال في "النفس" وليس "الفيس" وليس في حفل يقيمه الفريق أو لقاء.

ما هو المردود؟
هل هو حاجة للانتماء؟ أم هو حب للظهور ومن أجل أن يكتب (يعمل لدى: ناشط مدني)؟
أم هو هم مدفون في أعماقه تزرعه كل نكبة ويرعاه كل أمل؟!

في العمق جداً، حيث النفس، يتبين الأمر ويتضح وحتى ذلك الحين لنحسن الظن وندعم الشباب ونحذر.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد