حتى مَن لها أب مستبد أو بلا شخصية.. لماذا تختار المرأة رجلاً يُشبه والدها؟

لكن في الغالب، يقع اختيار الفتاة على الرجل الذي يتميز ببعض السمات المشتركة مع والدها. ومن هذا المنطلق، يتساءل البعض بشأن السبب الكامن وراء هذه الانتقائية الأنثوية؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/16 الساعة 03:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/16 الساعة 03:30 بتوقيت غرينتش

يميل الرجال إلى مقارنة زوجاتهم بأمهاتهم، ويعتبر موقع Good House الروسي، أن الأم هي المرأة الأولى في حياة أي رجل، ومن الطبيعي أن تكون المقارنة. ومن الممكن أن يقارن الرجل زوجته بوالدته في الأعمال المنزلية وغيرها من الأمور الأخرى، رغبةً منه في معرفة ردة فعل المرأة.

ويرى علماء النفس، في تقرير لموقع Indi.ru الروسي، أن غالبية النساء "لاشعورياً" يقارنَّ الشخص الذي سيتزوجنه بآبائهن. في بعض الأحيان لا ترغب الكثير من الفتيات في الاقتران بشخص يذكرهن بوالدهن، وفي هذه الحالة تبحث الفتاة عمداً عن شخص لا يشبه والدها في شيء.

لكن في الغالب، يقع اختيار الفتاة على الرجل الذي يتميز ببعض السمات المشتركة مع والدها. ومن هذا المنطلق، يتساءل البعض بشأن السبب الكامن وراء هذه الانتقائية الأنثوية؟

حتى الفتيات اللاتي لم يتجاوز عمرهن 12 سنة، عادة ما يُعربن أثناء الحديث مع أمهاتهن عن رفضهن القاطع للزواج. وتعزى ردة الفعل هذه من قبل الفتيات إلى حجة عدم وجود رجل يشبه والدهن.

في حين يدرك الجميع أن معظم الفتيات ينجذبن لرجال يشبهون آباءهن، ولكن لا أحد يعي الأسباب التي تدفع الفتاة إلى تفحص كل شريك لها، في محاولة منها للعثور على السمات التي يمتلكها الرجل الأكثر أهمية في حياتها. وحتى في أشد الظروف تعقيداً، تبدو الفتاة في أمسّ الحاجة إلى مقابلة شخص يشبه أباها ولو قليلاً.

هذا الأمر لا ينطبق على الجميع، ففي الكثير من الأحيان تميل الفتيات إلى اختيار رجل قوي وواثق من نفسه، وذلك لأنهن قد أصبن بالإحباط إزاء غياب إرادة وسلطة الأب داخل الأسرة، وبالتالي، قد يفضلن الارتباط برجل قاس.

من جانب آخر، تميل الفتيات اللاتي ترعرعن في أسرة يكون فيها الأب مسلوب الإرادة أو ضعيف الشخصية إلى بناء أسرة مع رجل يمتلك صفات مماثلة لوالدهن. ومن المثير للاهتمام أن الفتيات، ومنذ نعومة أظفارهن، يدركن أن رب الأسرة هو قائدها. وبالتالي، ولا شعورياً، تسعى مثل هذه الشابات إلى البحث عن زوج مطيع.

وفي هذا السياق، يولي العديد من الأشخاص اهتماماً كبيراً للأسباب التي تجعل المرأة تنجذب وتهتم بالرجال الذين تعكس تصرفاتهم، ومظهرهم جميع صفات والدها.

نموذج السلوك



تعتبر الأسرة مدرسة للعلاقات الإنسانية، وفي ظل مراقبة تصرفات كل من الأم والأب، يمكن معرفة متطلبات العلاقة بين أي زوجين طبيعيين.

لكن حتى وإن لم تكن بينكما قصة حب، أو مررتما بأزمة أو مشكلة ما، فأنتما بلا شك تحتاجان لتحسين علاقتكما. وهذا الأمر طبيعي وصحي في العلاقات الإنسانية، ويقدم موقع Dire Donna نصائح كمصدر إلهام لتحسين العلاقة مع شريك حياتك، منها خلق صداقة مع شريك حياتك وتقديره وعدم التركيز على الجوانب السلبية والبحث عن الأهداف المشتركة. كما يُنصح بالتركيز على ما يُمكن حله وقبول فكرة: وجود مشكلات لا يُمكن حلها.

عموماً، لا يمكننا الجزم بأنه لن تكون داخل الأسرة بعض الخلافات. ومن هذا المنطلق، يوجد نوعان اثنان من الأسر: العائلة التي يطغى على الروابط بينها العنف المادي، حيث تنتهي العلاقات بين الوالدين في الغالب بالطلاق، وأخرى متكاملة وتتمتع بعلاقة وطيدة فيما بينها. وفي الأثناء، لكل واحدة من هذه العائلات نظام وأسس خاصة بها.

وفي النوع الأول من العلاقات الأسرية، يمارس الرجل سلطته، في حين تخضع المرأة لجميع أوامره. أما بالنسبة للنوع الثاني من الأسر، عادة ما يوافق الرجل على جميع اقتراحات زوجته، التي تريد تسيير والتحكم في جميع الأمور. وفي الأثناء، تضطلع الفتاة بدور المشاهد، حيث ينبع قرارها، في الغالب، من طبيعة العلاقة بين الأم والأب.

وبالتالي، من غير المستغرب أن تبحث الفتيات لا شعورياً عن رجل يحمل خصال آبائهن لبناء نموذج علاقة مماثلة.

الأب المستقبلي لطفلها


يمتد الدور الذي يلعبه الأب في تربية الطفل إلى ما وراء مجرد إحضار الطعام إلى المنزل، أو أن يكون مثالاً كاملاً على الاحترام، وفق دراسة نشرتها الإندبندنت البريطانية. فمعظم تفاعلات الأب مع الابن بإمكانها أن تزيد من قدرات الطفل لاحقاً في الحياة، كما يقول مؤلف الدراسة بول رامشانداني من الكلية الملكية بلندن.

ويعتبر موقع Indi.ru الروسي العلاقة الجيدة مع الآباء في مرحلة الطفولة أمراً رائعاً، إلا أنه وفي بعض الأحيان، قد تكون لها أبعاد أخرى، حيث يصبح الأب بمثابة الرجل المثالي لابنته.

في هذه المرحلة العمرية، ترى الفتاة في والدها كل مقومات الشجاعة، والقوة، حيث يدرك جيداً متى وكيف يساعدها. وبالتالي، ترسخ في ذهن الفتاة فكرة أن جميع الصفات المثالية تتجسد في والدها، مما يدفعها إلى أن تأمل في أن يكون الأب المستقبلي لأطفالها يتميز بالضرورة بنفس خصال والدها.

وفي الأثناء، ينحصر تفكير المرأة في ضرورة حصول طفلها على مشاعر الحب ذاتها التي كانت تحظى بها من قبل والدها عندما كانت صغيرة. فتصبح فرص الفتاة جد محدودة في الارتباط بشبيه والدها، وقد يستغرق البحث عن هذا النوع من الرجال عدة سنوات.

وضع النقاط على الحروف



في الواقع، يؤكد العلماء النفسيون أنه وحتى بالنسبة للفتيات اللاتي تتسم علاقتهن بوالدهن بالتصادم المستمر والتجاذبات المتواصلة، تقعن، في الغالب في حب شخص يذكرهن به.

قد تبدو الفكرة غريبة بعض الشيء، حيث يحيل المنطق إلى عكس ذلك، حيث من المفترض أن تتهرب الفتيات من الارتباط بشخص يشبه والدها الاستبدادي الذي تعجز عن فهمه.

في المقابل، لا عجب أن يقع اختيار الفتيات على شخص يعكس من خلال تصرفاته، ذلك الخصم الرئيسي الذي لطالما اختلفت معه في طفولتها، حتى تفتح عدة نقاشات معه لتثبت نفسها أمامه. في مثل هذه العلاقة، تحتاج الفتاة إلى الحرية، والشعور بالاستقلال الذاتي، وبالتالي تطغى حاجتها إلى التعبير على الحاجة إلى الحب والمودة.

فرصة ثانية



في حال كان حضور الأب في حياة الفتاة غير دائم وبوتيرة متقطعة، بسبب العمل أو السفر، أو في حالات الطلاق التي تحدث في مراحل مبكرة، ستفتقد الفتاة وبشدة في مراحل البلوغ لذلك الحب، مما يدفعها للسعي إلى البحث عن بديل.

وفي كثير من الأحيان، تنجذب مثل هؤلاء الفتيات إلى الرجال الذين يفوقهن سناً بكثير، لرغبتهن في ملء الفراغ الأبوي، وسد النقص الذي ترتب عن غيابه.

وفي حين قد تكون الفتاة غير مدركة لهذه الحقيقة، إلا أن جميع ما ترغب فيه يقتصر على حاجتها إلى رجل ناضج يقف بجانبها في غالب الأوقات، علماً أن ذلك غالباً ما يرجع إلى حاجتها إلى الشعور بالحماية.

تحميل المزيد