قادة أجهزة أمنية في 4 دول كبرى يطلبون مساعدة فيسبوك وجوجل.. فماذا يخيفهم؟

عربي بوست
تم النشر: 2017/09/08 الساعة 01:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/09/08 الساعة 01:27 بتوقيت غرينتش

أعلن قادة أجهزة مكافحة الإرهاب في 4 دول غربية قوية عن الحاجة إلى مساعدة أكبر من شركات مواقع التواصل الاجتماعي؛ للكشف عن التهديدات المحتملة بعد تزايد هجمات "الذئاب المنفردة" الجهادية.

وفي الوقت الذي تنجح فيه الوسائل الاستخباراتية التقليدية في إحباط مخططات كبيرة يتم تنسيقها من الخارج، فإن مسؤولين أمنيين من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وكندا اعتبروا أن هذا ليس كافياً لكشف الهجمات المستلهمة من الجهاديين من قِبل أفراد متطرفين ذاتياً.

وقال بادي ماكغينيس نائب مستشار الأمن القومي البريطاني، خلال قمة الاستخبارات والأمن القومي المنعقدة في واشنطن، إن العديد من الدول ما زالت تركز بشكل كبير على الهجمات التي تخطط لها مجموعات مثل "القاعدة" أو تنظيم "الدولة الإسلامية" وتشنها من الخارج.

لكن، بعد هجمات بريطانيا هذا العام، "نحن نتعامل مع مؤامرات لا تعتمد على عنصر خارجي".

وأضاف: "نحن نتعامل مع مشكلة في مجتمعاتنا، مع أشخاص لا يسافرون لكنهم يتحولون إلى متطرفين بشكل ذاتي ويتجهون إلى العنف. هذه (الهجمات) كانت مخططات بريطانية من قِبل أشخاص بريطانيين".

أما كريستيان روسو رئيس المركز الكندي الموحد لتقييم الإرهاب، فأطلق على ذلك تسمية التحول إلى "إرهاب 3.0" أو النسخة الثالثة من الإرهاب، في الوقت الذي يُهزم فيه تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا.

وقال أمام القمة: "نحن نملك القدرة نسبياً على إيقاف التهديد المنظّم الموجه من الخارج، حيث يسافر الناس وتنتقل الأموال التي يمكن ضبطها".

أضاف: "لكن جيل الإرهاب الأكثر تأثيراً الآن في كندا، هو الإرهاب المستلهم".

وأشار إلى أن هؤلاء هم أشخاص يقومون بالتحول إلى التطرف ذاتياً أو عبر الإنترنت ثم يقررون القيام بهجوم.

وفي ألمانيا أيضاً، فإن الاعتداءات الأخيرة كانت ناجمة عن تطرف ذاتي و"مستوحاة من الذئاب المنفردة"، بحسب فريدريتش غروميز رئيس القسم الخارجي لجهاز الاستخبارات الفيدرالي الألماني.

لكن في الحالة الألمانية، فإن المنفذين كانوا من المهاجرين الذين وصلوا مؤخراً إلى البلاد، وليس مهاجرين من الجيل الثاني كما في كندا وبريطانيا والولايات المتحدة.

واعتبر قادة مكافحة الإرهاب أن قوانين الخصوصية المشددة والحمايات التي تتمتع بها شركات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي الأميركية العملاقة- تعرقل قدرة السلطات على كشف تهديدات الذئاب المنفردة.

وقال ماكغينيس إنه يريد دعماً أكثر من فيسبوك وجوجل، وشركات عملاقة أخرى تملك القدرة على إجراء مسح آلي على نطاق واسع للمستخدمين؛ للكشف عن تهديدات محتملة.

كما دعا أيضاً الولايات المتحدة إلى تمرير قوانين تسمح فيها لشركات الإنترنت الأميركية بالرد على مذكرات تحرٍّ صادرة عن دول أجنبية.

وقال إن أكثر من 95 في المائة من قضايا الجريمة والإرهاب تشمل أشخاصاً يستخدمون تطبيقات بتقنية أميركية.

كما أشار روسو إلى أن المهاجمين المحتملين ومدربيهم من تنظيم "الدولة الإسلامية" غالباً ما يستخدمون "الشبكة السوداء" المشفرة للتراسل.

وقال: "نستطيع أن نرى الدعوة، لكن لا يمكننا رؤية المحادثة بعد ذلك"، مضيفاً: "التشفير يمنعنا من رؤية الصورة كاملة".

واعتبر غروميز أنه حتى في ألمانيا -حيث قوانين الخصوصية مشددة- هناك تفهُّم متزايد للحاجة إلى إعطاء المحققين في مجال الإرهاب القدرة على نفاذ أكثر للمعلومات.

وقال نيك راسموسين مدير المركز القومي الأميركي لمكافحة الإرهاب، إن السلطات الأميركية تحقق نجاحات أكثر عبر ضخ كميات كبيرة من الأدلة حول نشاطات جهاديين محتملين إلى مواقع التواصل الاجتماعي نفسها؛ للضغط عليها من أجل التحرك بشكل أحادي.

علامات:
تحميل المزيد