هل أتاك حديث اليمن؟

ليست الكوليرا وحدها من يفتك باليمنيين؛ فقد تحدثت تقارير أممية عن تسجيل انتهاكات لحقوق الإنسان، كان ضحيتها الآلاف، ما بين التعذيب والتصفية الجسدية والسجون السرية وارتكاب مجازر بحق آلاف اليمنيين.

عربي بوست
تم النشر: 2017/08/27 الساعة 04:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/08/27 الساعة 04:57 بتوقيت غرينتش

اليمن، البلد العريق، صاحب التاريخ الحافل الذي يتحدث عن مدن عريقة وعن أصالة ممتدة منذ قرون لم تُمحَ لحد اللحظة.

يمر اليمن الذي كان سعيداً، اليوم، بأصعب الفترات في تاريخه؛ فاليمنيون بين نيران الأشقاء وأبناء البلد والجار الطائفي الطامع في كل شيء يوحي بالنفوذ، ومرض فتّاك اسمه الكوليرا، كان للحرب دور كبير في انتشاره بشكل مخيف فأصاب الآلاف وأسقط الآلاف، ولا يزال يحصد الأرواح حتى هذه الساعة.

وتحت اسم "المناطق المنكوبة"، أطلقت منظمة الصحة العالمية دعوتها الأخيرة لإنقاذ ما تبقى من اليمنيين من الكوليرا القاتلة والمخيفة.

وليست الكوليرا وحدها من يفتك باليمنيين؛ فقد تحدثت تقارير أممية عن تسجيل انتهاكات لحقوق الإنسان، كان ضحيتها الآلاف، ما بين التعذيب والتصفية الجسدية والسجون السرية وارتكاب مجازر بحق آلاف اليمنيين.

وهو ما دفع بريطانيا والسويد الغربيتين إلى الدعوة لاجتماع عاجل لمجلس الأمن؛ لمساءلة التحالف العربي الذي تقوده الرياض بشأن ارتكابه مجازر بحق مدنيين.

وسيتم التحقيق مع التحالف العربي أولاً، أليس هو صاحب الطلّة الجوية في الخامس والعشرين من مارس/آذار 2015 تحت اسم "عاصفة الحزم"، التي لم تكن حازمة بقدر ما كانت نتائجها عاصفة بكل أحلام اليمنيين، وتحمّلتْ وزراً آخر من أوزار حرب لا ناقة للشعب اليمني فيها، غير أطماع بعض أبناء اليمن حملوا لواءً إيرانياً وقاتلوا به أنفسهم أولاً قبل أن يقاتلوا ما تبقى من شعب اليمن غير السعيد بما يحدث له.

تحول اليمن إلى أرض محروقة، لا رابح في معاركها غير الحاقدين على اليمن وأعدائه، ومن يحلمون باليمن الفارسي أو الإمارة الثامنة كما يحلم بعض الجيران الأشقاء.. ولا خاسر في المعركة غير شعب اليمن.

وليست الأطماع الحوثية القادمة من طهران وحدها، فقد كانت عيون عربية أخرى على اليمن وثرواته ومينائه، وقد خططت وعذبت وأنشأت سجوناً سرية لتصفية الحسابات وتحت غطاء التحالف العربي.

تلك الإمارات، اختارت أن تزيد من جراح صنعاء ومآسي عدن وحسرات تعز التي كانت ما كانت، فأصبحت مدناً لدفن الجنائز والصلاة على الأموات والمستشفيات الممتلئة بالمصابين بأمراض أقساها الحرب!

حديث اليمن اليوم مؤلم جداً، كله مآسٍ يدفع ثمنها اليمنيون دون ذنب سوى أن شباباً ثارت لتعيش باليمن، فمات الشباب ولم يُسمح لليمن بأن يعيش كريماً وعزيزاً كما كان دائماً.

فإلى متى سيظل اليمن يدفع الثمن؟ اليمن اليوم كلُّه، قلبه واحد مجروح بجنوبه وشماله، وسنّته وشيعته، يتمنى أن ينتهي هذا الكابوس القاتل الحارق المزعج، وأن يعود اليمن إلى ما كان عليه قبل أن يؤسس الشيطان لإخوة اليمن ولأحد أبنائه أن يملك اليمن.

ولا خاسر في المعركة غير شعب اليمن وأبنائه، وأولهم الأطفال المقتولون بغير ذنب، والمتروكون للكوليرا لتفتك بهم، فمن يداوي جراح عدن ويواسي صنعاء في ضحاياها ومن فقدت وهم كثر يُعدون بالآلاف؟!

في بلد كان يوماً يلقب باليمن السعيد، فأصبح مدناً لحصد الأرواح والصلوات على الجنائز ومقابر تزداد مساحتها يومياً ومستشفيات تمتلئ كل دقيقة، كم هو قاسٍ وقاهر حديثُ اليمن وحال اليمن! فليت الزمان يعود يوماً فنخبره بما فُعل باليمن.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد