أنهى آلاف من أتباع زعيم روحي هندي مثير للجدل مواجهات دامية مع الجيش الأحد 27 أغسطس/آب 2017 ما حال دون تجدد أعمال العنف بعد أن تسببت إدانة زعيمهم بالاغتصاب بأعمال شغب أدت إلى مقتل 36 شخصاً.
وبدأ اتباع الزعيم الروحي رام رحيم سينغ الذين كانوا أطلقوا عصياناً احتجاجاً على إدانة زعيمهم الجمعة بالاغتصاب، التفرق تحت أنظار الجيش من مقر زعيمهم في سيرسا، المدينة الواقعة في شمال ولاية هاريانا.
وكان مئات من الجنود وقوات شرطة مكافحة الشغب قطعوا الطرقات المؤدية إلى المقر الذي يمتد على مساحة أكثر من ألف فدان (404 هكتارات) ودعوا المتحصنين في المقر إلى الاستسلام.
وأعلنت السلطات الهندية حالة الاستنفار القصوى في سيرسا وبانتشكولا حيث صدر الحكم بحق الزعيم الروحي، بعد أن وقعت أعمال شغب وحرائق متعمدة بعد دقائق من صدور الحكم بإدانة رام رحيم سينغ في قضية اغتصاب اثنتين من اتباعه.
وأعلنت الشرطة مقتل 36 شخصاً على الأقل بعد أن بدأ عشرات الآلاف من أتباع رحيم سنيغ عصياناً وهاجموا عربات البث التلفزيوني وأحرقوا عشرات السيارات.
وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الأحد إنه "من الطبيعي الشعور بالقلق" بعد أيام من أعمال العنف التي وجدت سبيلاً إلى العاصمة الهندية نيودلهي.
وقال مودي في خطابه الشهري عبر الراديو "العنف بكل أشكاله ليس مقبولاً في الأمة". وأضاف مودي إن "الذين يأخذون حقهم بأيديهم أو يلجأون إلى العنف لن يكونوا بمنأى عن الملاحقة، أياً كانوا".
ورفع حظر التجول المفروض في سيرسا التي خلت طرقاتها إلا من العسكريين، لوقت قصير الأحد من أجل السماح لأتباع رحيم سينغ بمغادرة المقر.
وتحت حراسة مشددة غادر مناصرو سينغ المجمع الواحد تلو الآخر على وقع أناشيد دينية صدحت عبر مكبرات الصوت.
وفي متجر قريب زين بصور الزعيم الروحي الخمسيني، دافع أحد أتباعه تريلوك إنسان عن زعيمه متهماً الشرطة والجيش برد فعل عنيف. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية "أبونا لا يرتكب خطيئة".
وأضاف إنسان "إنها مؤامرة. أصدرت السلطات أمراً +بإطلاق النار+ على الأتباع الأبرياء، وهذا خاطئ تماماً".
وسيصدر الحكم على رحيم سينغ الإثنين في سجن روهتاك حيث يتم اعتقاله، والذي حولته السلطات إلى حصن لتفادي تكرار أعمال العنف.
وتم رفع حواجز بأسلاك شائكة على جوانب الطرقات في المدينة التي أغلقت قوات الأمن والجيش منافذها.
وقال قائد شرطة هاريانا بي إس ساندو للصحافيين "لن يسمح لأحد بالاقتراب من سجن سوناريا في روهتاك".
وشهدت الهند مجموعة فضائح طاولت زعماء روحيين يدعون امتلاك قوى خارقة، ورحيم سينغ أحدهم.
ويتميز رحيم سينغ بارتداء ملابس مرصعة بالمجوهرات ويدعي أن عدد أتباعه في العالم يتجاوز خمسين مليوناً.
واتهم رحيم سينغ في 2015 بتشجيع 400 من أتباعه على الخضوع لعملية إخصاء في مقره الديني لكي يتقربوا أكثر من الله.
وفي 2002 تمت محاكمته للاشتباه بضلوعه في مؤامرة لقتل صحافي.