بعد عام كامل.. حان الوقت للكشف عن “فيلم” محاولة الانقلاب في تركيا

كيف تؤيدون انقلاباً عسكرياً مع ساعاته الأولى وتشجعونه وتدعمونه وتؤيدونه وتطبلون له... وبعد فشله لا بل وبعد الدوس على رقاب الانقلابيين العملاء المأجورين لكم، يصبح كل ما حصل "فيلماً تمثيلياً"؟!

عربي بوست
تم النشر: 2017/07/08 الساعة 04:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/07/08 الساعة 04:32 بتوقيت غرينتش

ما أن دخلنا شهر يوليو/تموز الجاري، حتى بدأت تركيا بالاحتفال بالذكرى السنوية الأولى للمحاولة الانقلابية الفاشلة التي قامت بها منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية في 15 يوليو/تموز 2016، على أن تبلغ ذروة الاحتفالات من يوم 11 إلى 16 من هذا الشهر، في ساحات وميادين 81 ولاية تركية، ولا شك لدينا أن الاحتفالات ستعم أيضاً المئات من العواصم والمناطق الإسلامية والعربية حول العالم.

ولكن هل ما حصل يوم 15 يوليو/تموز 2016 هو فعلاً محاولة انقلاب عسكرية أم لا؟! وهل يحق لنا جميعاً الاحتفال بهذه الذكرى؟! وكيف نحتفل بها؟!

إن ما حصل في تلك الليلة، ليس مجرد محاولة انقلابية، بل عدوان إجرامي استهدف تركيا وشعبها والأمة كلها، إلا أن البعض ما زال يكتب ويدعي أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "كتب سيناريو هذا الفيلم المركب"، وأن كل ما حصل "هو مجرد تمثيل ولا وجود لأي محاولة انقلابية"!

هكذا يدعون نعم! هم على قيد الحياة فعلاً وعقولهم حيّة بحكم حياة أجسادهم فقط، ولذلك نسمع منهم مثل هذه الأقوال.

ساعات من القصف والتدمير.. مئات الشهداء.. آلاف الجرحى.. زعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني.. ملايين الناس في الطرقات.. حملات إعلامية أجنبية واسعة جداً ضد تركيا.. كل هذا حصل في تلك الليلة، وكل هذا "فيلم تمثيلي" في عقول أولئك، عقول مضطرة للحياة بحكم حياة أجساد أصحابها.

إن كان ما حصل "فيلماً تمثيلياً"، فلماذا جيّشتم إعلامكم للتطبيل في تلك الليلة للانقلابيين؟!

إن كان ما حصل "فيلماً تمثيلياً"، لماذا بدأ إعلامكم بنشر الأكاذيب عن الرئيس أردوغان والشعب التركي في تلك الليلة؟

إن كان ما حصل "فيلماً تمثيلياً"، لماذا لم تدعموا الشعب التركي لكشف هذا "الفيلم" بدل الخوض فيه أنتم؟!

إن كان ما حصل "فيلماً تمثيلياً"، لماذا فرحتم به في الساعات الأولى منه؟!

إن كان ما حصل "فيلماً تمثيلياً"، لماذا لم تقولوا إنه "فيلم" منذ اللحظات الأولى ولم تحذروا العالم منه؟!

إن كان ما حصل "فيلماً تمثيلياً"، لماذا وزعتم الحلوى والبقلاوة في الطرقات فرحاً بالانقلاب؟!

إن كان ما حصل "فيلماً تمثيلياً"، لماذا أطلقتم المفرقعات النارية والرصاص في الهواء ابتهاجاً بالانقلاب؟!

إن كان ما حصل "فيلماً تمثيلياً"، لماذا اعتبر محللوكم وكتابكم والصحفيون لديكم في بداية الأمر أن ما يحصل ثورة على "طغيان أردوغان"؟!

إن كان ما حصل "فيلماً تمثيلياً"، لماذا غضبتم غضباً تجاوز حدوده مجرة "درب التبانة" بعد فشل الانقلابيين؟!

كيف تؤيدون انقلاباً عسكرياً مع ساعاته الأولى وتشجعونه وتدعمونه وتؤيدونه وتطبلون له… وبعد فشله لا بل وبعد الدوس على رقاب الانقلابيين العملاء المأجورين لكم، يصبح كل ما حصل "فيلماً تمثيلياً"؟!

تدعون أنه "فيلم تمثيلي" قام به أردوغان والحكومة التركية لقمع المعارضين! علماً أن كل أحزاب المعارضة وقفت في تلك الليلة إلى جانب أردوغان والحكومة ضد الانقلابيين، المعارضة التي تدافعون عنها بادعاءاتكم وقفت ضدكم في تلك الليلة واستخفت عقولكم بل وشتمتكم وعرّت تفكيرهم المريض، وقالت لكم: "لا نريد أن نسمع غباءكم ولا نريدكم أن تكونوا محامين لنا".

تركيا دولة ديمقراطية، يسودها القانون، يُحاسب المسؤولون فيها بصناديق الاقتراع وأمام المحاكم وضمن القانون.. والشعب هو الذي يحاسب، والشعب هو الذي أكد هذا المبدأ يوم أن جابه طائرات عملائكم ودبابات خونة الوطن، بصدور عارية، وحافظ على ديمقراطيته وعزته.

لا يحق لكم مجرد التلفظ بكلمة "ديمقراطية" حيث تعيشون، وتتبجحون للتنظير على الشعب التركي بديمقراطيته وحريته وكرامته، فاقد الشيء لا يعطيه يا أنتم.

إن كنتم ترون أن ما حصل يوم 15 يوليو/تموز 2016 هو "فيلم تمثيلي" فهذا شأنكم وأنتم أحرار، ولكن أي إنسان عاقل منا يرفض رفضاً قاطعاً أن يقوم جاره ـ مهما كان هذا الجار ـ برمي نفاياته أمام منزله.

أنتم اعتبروا ما حصل أنه "فيلم"، ولكن نحن سنبقى نعتبره يوماً عظيماً دسنا فيه على عملائكم الذين اعتدوا علينا وعلى أمتنا، سنبقى نحيي هذه الذكرى فرحاً بالانتصار وتعليماً للأجيال القادمة أن في هذه الدنيا مخلوقات مثلكم يجب الحذر منها، ويجب أن تكون مخلوقات تدفعنا للعمل أكثر وأكثر كي نبقى نحن في الطليعة مع شرفاء البشر العقلاء، ولتبقوا أنتم في قعر بحيرة مياه مبتذلة.

إن كنتم تصرون على اعتبار ما حصل أنه "فيلم".. نقول لكم: نعم هو فيلم، ولكن نحن الذين كتبنا السيناريو الخاص به بدمائنا وبشهدائنا وبجرحانا وبشرفنا وبكرامتنا، مع كابوسكم الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي سيظل يلاحقكم ليل نهار، بإذن الله تعالى.

نقدّر غضبكم منا، وغضبكم علينا، فنحن في تقدّم بفضل الله، وأنتم في تراجع بفضل الله أيضًا.. اغضبوا واحزنوا الآن لأنكم ستغضبون أكثر وستحزنون أكثر في القريب العاجل، إن شاء الله تعالى.

وبالتوازي مع حزنكم، سيفرح معنا الملايين من أبناء العالم الإسلامي، سنفرح معاً، وسنعلو معاً، وسننتصر معاً، وربما نزوركم في مجالس عزائكم لأداء الواجب الإسلامي تجاهكم.

نحمد الله تعالى على وجود أمثالكم، وخاصة على اعتباركم يوم 15 يوليو/تموز 2016 أنه "فيلم تمثيلي"، فلهذا الأمر فوائد كثيرة، منها: أنكم تحفزوننا على العمل أكثر وأكثر، وتحفزوننا على التطور أكثر وأكثر، وعلى الإصرار من أجل التقدم أكثر وأكثر، لننظر إلى الأمام لا إلى الوراء؛ حيث أنتم.

وفي الختام، من فوائد تفكيركم، أنكم كنتم المحفز لكتابة هذا المقال.. مضحكون.

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد