قطر تستخدم المدفعية الثقيلة!

لم يكن لقطر أن تظل في خانة الدفاع، فالمدافع في الإعلام خاسر مهما كانت حجته قوية، وسرعان ما انتقلت من الدفاع إلى الهجوم، وفضحت حقائق كنا نعلمها جميعاً إجمالاً، ولكن ليس بهذه التفاصيل.

عربي بوست
تم النشر: 2017/06/13 الساعة 09:27 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/06/13 الساعة 09:27 بتوقيت غرينتش

لعبت قطر هذه المرة باحترافية عالية.. مجموعة قراصنة دولية اخترقت حساب سفير الإمارات في أميركا "يوسف العتيبة" (الذي يعتبر كلمة السر في تحالف الإمارات مع اللوبي الصهيوني في أميركا) وسربت 55 صفحة من إيميلات شخصية له لعدة مواقع إخبارية، ومن هذه المواقع موقع ديلي بيست، اليميني الصهيوني المتعصب لأميركا وإسرائيل.

وقد يبدو هذا غريباً، إلا أنهم خاطبوا هذا الموقع أولاً لسببين:
1- لضرب الإمارات في عيون الرأي العام الذي تعول عليه الإمارات في أميركا، فيما من تتعصبون لأميركا ها هي الإمارات تتآمر على حلفاء أميركا التقليديين (تركيا وقطر والكويت).

2- لإعطاء مصداقية للخبر، فهو يأتي من موقع موال للصهاينة وليس معارضاً، مما ينفي شبهة التلفيق..

لقد كان الزج باسم صحيفة "ديلي بيست" في القصة كفيل بإكسابها زخماً مهماً، وقد قام الموقع أولاً بالاتصال بالسفارة الإماراتية في واشنطن، والتي أكدت على لسان المتحدثة باسمها لمياء جباري صحة التسريبات!

لكن من الواضح أن الموقع تم شراؤه بمبلغ ضخم، فلم يتابع القصة، ولم ينشر ما وصل إليه من وثائق تعتبر كنزاً لأي صحفي في العالم، وعليه فتم إرسال نسخة أخرى لموقع إنترسيبت الذي نشر عينة من تلك الرسائل.

والرسائل غير عادية! إنها تظهر علاقة الإمارات الحميمة بإسرائيل، حكومة ولوبيات، وتآمرها على قطر والكويت، ومشاركة العتيبة شخصياً في مؤتمرات ضد قطر في أميركا، بتحريض من محمد بن زايد الذي قال لوزير دفاع أميركا الأسبق روبرت غيتس: "أرسلهم إلى الجحيم"، غير ضلوع الإمارات بجانب جماعات موالية لإسرائيل في انقلابي مصر وتركيا، ومحاولاتها مخاطبة الرأي العام الأميركي لعدم وصف انقلاب العسكر على الرئيس مرسي بالانقلاب، وكراهية الإمارات الشديدة لحركة حماس، وتنسيقها مع دحلان!

لم يكن لقطر أن تظل في خانة الدفاع، فالمدافع في الإعلام خاسر مهما كانت حجته قوية، وسرعان ما انتقلت من الدفاع إلى الهجوم، وفضحت حقائق كنا نعلمها جميعاً إجمالاً، ولكن ليس بهذه التفاصيل.

التسريبات تظهر أيضاً علاقة قطر السيئة بأميركا، إلى الدرجة التي تدعو البعض لنقل السفارة الأميركية (التي أتت أصلاً بقرار سعودي) إلى دول أكثر إخلاصاً لأميركا (مثل الإمارات) التي يفتخر سفيرها في واشنطن بأن بلاده هي الوحيدة التي دخلت في حلف عسكري مع أميركا ست مرات، وأن أول غارة للتحالف الدولي على سوريا نفذتها طائرة إماراتية!

ومن الذكاء الشديد في هذه العملية الجراحية الناجحة (التي ستتسبب فيما يبدو في بتر سرطان يوسف العتيبة في واشنطن) أن الرأي العام الأميركي هو المستهدف من هذا التسريب في هذا التوقيت (قبل الويك إند لتحقيق أكبر نسبة مشاهدة)، بعكس العربية وسكاي نيوز اللتين كانتا تخاطبان شريحة من الجمهور العربي، يقف أصلاً مع (محور الإمارات السيسي السعودية إسرائيل) ضد فكرة الإسلام السياسي ومبدأ الثورات على الاستبداد!

ولذلك فإن عملية #لندن، ورغم ارتباطها بالانتخابات المبكرة هناك، فإن أحد أهم أهدافها إزاحة خبر #اختراق_إيميل_السفير_الإماراتي في أميركا وما فيها من فضائح من عناوين الأخبار! (عصا موسى).

على العموم أعتقد أن هناك مزيداً من التسريبات، وأن قرصنة بريد سفير الإمارات في واشنطن لن ينتج عنها 55 صفحة فقط، بل هي بداية فقط الهدف منها قراءة ردود فعل الإمارات ووسائلها في الدفاع وكشفها وحرقها، قبل أن يتم مواجهتها بالموجة الثانية، التي لن تقل قوة عن الموجة الأولى في رأيي إن شاء الله.

والموجة الثانية لها علاقة بكل شك بالجريمة الأولى، وهي جريمة اختراق وكالة الأنباء القطرية "قنا" وحسابها على تويتر، ونشر تصريحات ملفقة لأمير قطر، وعدم نشر النفي القطري الرسمي المتكرر!

ففارق كبير أن تستعين #الإمارات بمخلفات أمن الدولة في مصر، وإعلامييهم الشوارعية المرتزقة، وأن تستعين #قطر بضباط من مكتب التحقيقات الفيدرالي الـ #FBI (الذي فاقت شهرته شهرة شرطة سكوتلانديارد إبان الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس) للكشف عن الجريمة، ومن المتوقع أن يثبت التحقيق ضلوع شخصيات إماراتية رسمية في الموضوع!

والله أعلم..

***

ملاحظة 1:
لو كانت وثيقة حماس فيها تنازلات كما ادعى البعض لمَ حاولت الإمارات منع صدورها ومنع حماس من عقد مؤتمر صحفي في الدوحة؟

ملاحظة 2:
لو كان انقلاب مصر ناجحاً ومستقراً، لمَ قال العتيبة إن الإمارات والأردن هي آخر ما تبقى من دول الاعتدال؟ هذا يعني أنهم خسروا مصر ويجاهدون فقط حتى لا يكسبها الإخوان!

ملاحظة 3:
لم يقم السفير الإماراتي في واشنطن بأي نشاط فيما يبدو لمواجهة قانون جاستا الذي صدر مؤخراً ضد السعودية!!

***

مصادر:
1- جميع الوثائق المسربة من بريد السفير الإماراتي في أميركا في رابط واحد
2- المتحدثة باسم السفارة الإماراتية في واشنطن لمياء جباري تؤكد صحة التسريبات

3-قطر تستعين بضباط من مكتب التحقيقات الفيدرالي الـFBI للكشف عن جريمة اختراق وكالة الأنباء الإماراتية "قنا" وحسابها على تويتر.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

علامات:
تحميل المزيد