كان قد اعتقل في عهد مبارك وتعرض للاختفاء القسري مدة 4 شهور كاملة، تعرض فيها لأبشع أنواع التعذيب التي تعرفونها والتي لا تخطر لكم على بال.. كانوا يبقونه واقفاً مسلسل اليدين والقدمين ومعصوب العينين لمدة 9 أيام كاملة.. صعق بالكهرباء… ضرب بأسلاك شائكة.. التعليق من إحدى القدمين أو إحدى اليدين لثلاثة أيام متواصلة… الحرق بالأسياخ الساخنة… تطفئة السجائر في جسده.. إلى غير ذلك من أساليب التعذيب الوحشية وغير الآدمية وهناك ما لا أقوى على قوله أو وصفه.
وطوال هذه الفترة بحثنا عنه في جميع الأقسام ومراكز أمن الدولة وكلهم أنكروا وجوده، ومن ضمنهم القسم الذي كان يعذب فيه إبراهيم أنكروا وجوده وهو بين أيديهم يعذب تحت الأرض.. وبعد هذه المدة بدأ عرضه على نيابة أمن الدولة، وكانوا يربطونه بالسلاسل من رقبته ويجرونه جراً على الأرض؛ ليرموا به في سيارة الترحيلات للذهاب للنيابة.
وهناك تعرف عليه المحامي، وبدأ حضور الجلسات معه، وبدأ عرضه على المحكمة بعد ذلك، وقد لفق له حيازة أسلحة بجميع أنواعها والتخطيط لقتل ضباط وتفجير سفن قناة السويس، وذلك في القضية المعروفة إعلامياً باسم خلية السويس، وقد كان عمر إبراهيم وقتها 19 عاماً أي كان قاصراً.. وأخذ إخلاء سبيل ثلاث مرات، ولم ينفذ، وبعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني صدر عفو عن إبراهيم من منصور العيسوي وزير الداخلية آنذاك، وصدق على العفو المجلس العسكري، وخرج أخي وعاد إلى حياته وإلى دراسته، واجتهد في دراسته ليعوض ما فاته، وكان متفوقاً دائماً، وكان عضو اتحاد الطلبة في كلية الصيدلة، وعاد إلى أصدقائه وأعمال الخير التي كان يقوم بها؛ ليفاجأ بعد ذلك بفتح ملف قضية خلية السويس مرة أخرى، والحكم عليه غيابياً بالإعدام.
وفي يوم 5 مارس/آذار 2014 اختطف أخي من قِبل الأمن الوطني مرة أخرى، وتعرض للاختفاء القسري مرة أخرى لمدة عشرة أيام، تعرض فيها لنفس الأساليب القذرة في التعذيب وإجباره على الاعتراف بأشياء لم يفعلها؛ ليظهر بعد ذلك في الفيديو الذي عرضته وزارة الداخلية من تسجيل اعتراف له تحت التعذيب من حيازة أسلحة ومتفجرات ونيته لاستهداف الضباط وقتلهم، إلى غير ذلك مما قيل في الفيديو.
ولم يكتفوا بذلك بل واصلوا تعذيبه بعد ذلك حتى كسروا أسنانه وضلوعه وساقه، وقد قال أحد المحامين الذي كان يحضر مع أحد المعتقلين وبالصدفة كان يومها عرض إبراهيم على النيابة قال: "عندما دخلت مبنى النيابة شاهدت مجموعة من الشباب مكومين على الأرض يتأوهون من الألم، واضح عليهم علامات التعذيب الشديد، ثم عندما دخلت إلى غرفة النائب كان وقتها يعرض إبراهيم عزب عليه، وكان جالساً على الكرسي أمام النائب، وكانت المشكلة الكبرى حين حاولنا نقله من الكرسي ليجلس على الكنبة فإذا أوقفناه صرخ من الألم، وإذا أجلسناه صرخ من الألم، وإذا جعلناه في وضع النائم صرخ أيضاً من الألم، ثم أخرجه وأخذوه مرة أخرى لمكان اعتقاله".
وواصلوا تعذيبه حتى تحدد له جلسات المحكمة ولفقت له وباقي المجموعة القضية المعروفة إعلامياً باسم قضية قتل الحارس، التي صدر الحكم فيها يوم 9 يوليو/تموز الماضي بإحالة أوراق إبراهيم و8 آخرين إلى المفتي تمهيداً لإعدامه.. وكان هذا ثاني حكم إعدام في حق أخي إبراهيم عزب.
ومنذ أن بدأت جلسات المحاكمة كان مكان احتجاز أخي في سجن العقرب شديد الحراسة أوغوانتانامو العقرب حيث لا طعام يكفي ولا ماء يروي وكانت تمنع عنه الزيارة في بعض الأحيان ويمنع عنه الكتب للمذاكرة وكان يؤخذ للحبس الانفرادي.
وساءت الأوضاع فتم منع الزيارات نهائياً، بالإضافة إلى إغلاق كانتين السجن والكافتيريا فلا يستطيع أحد شراء زجاجة ماء أو عصير ليروي ظمأه أو علبة بسكويت ليسد جوعه.. وكان يمنع عنهم الطعام لفترات تتجاوز الثلاثة أيام وتمنع المياه ليوم كامل، هذا بالإضافة إلى أنباء وردتنا بأنهم يقومون بتعذيبهم بالضرب والتعليق واستخدام عصا الكهرباء والسباب بأقذع الشتائم.
وتوالت حملات التفتيش وقاموا بتجريد إبراهيم ورفاقه من كل متعلقات من ملابس وطعام وأدوات نظافة وبطاطين وقاموا بتسليمه زياً ممزقاً رثاً وبدون ملابس داخلية.
وعلى دخول شهر رمضان الماضي قاموا بحملة تفتيش أخرى أخذوا منهم ما بقي معهم وهو المصاحف وسجاجيد الصلاة والساعات حتى لا يعرفوا ميعاد الإفطار والسحور، وكان يقدم لهم وجبة واحدة في اليوم لا تكفي طفلاً صغيراً، وتقسم الوجبة على ثلاثة معتقلين، وفي بعض الأحيان كانت الوجبة عبارة عن برتقالة واحدة لثلاثة معتقلين.
ويقول أحد المعتقلين إنهم يأكلون قطعة البرتقال بقشرها من شدة الجوع والعطش والماء المقدم لهم مالح جداً من يشربه يزيد عطشه، وفي بعض الأيام لا تقدم لهم أي وجبات، وبالطبع ممنوع الخروج أو التريض فكان المعتقلون لا يعرفون وقت الإفطار ووقت السحور، فكانوا يواصلون الصيام لعدم معرفة الوقت ولعدم وجود ما يفطرون عليه.
بعد ذلك فوجئنا بخبر نقل أخي إلى عنبرالإعدام، وذلك قبل الحكم عليه بالإعدام، نقل للعنبر بملابس التحقيق البيضاء، عنبر الإعدام وما أدراكم ما عنبر الإعدام؛ حيث يجلس أخي الحبيب في زنزانة لا يستطيع فيها مد ساقيه وهو جالس، مكبل اليدين والقدمين بالسلاسل ومعصوب العينين، ولا يوجد بها أي فتحة تهوية سوى مربع صغير في باب الزنزانة، لا يقدم له طعام إلا وجبة واحدة في اليوم عبارة عن رغيف خبز عليه العفن وبيضة، وزجاجة ماء واحدة لجميع الاستخدامات، ويمنع عنه أي شيء، لا يخرج ولا يرى الشمس، وإن سمح لباقي المعتقلين بذلك، لا يسمح له بشراء أي شيء من الكافتيريا، فأخي ومن يسكن عنبرالإعدام لا يسمح لهم بأي شيء سوى الجلوس في زنازينهم أو المقابر التي وضعوهم فيها.. وحسبنا الله ونعم الوكيل، هذا بالإضافة إلى أن أخي مريض ويعاني من خلل في ضربات القلب ويجب أن يداوم على العلاج، وإلا فهو مهدد بالإصابة بجلطة أو سكتة دماغية، أيضاً أصيب بضعف شديد في بصره من تأثير التعذيب بالكهرباء وتعصيب العينين لفترات طويلة.
وقبل أيام تم تأكيد الحكم بالإعدام على أخي إبراهيم ومعه 5 آخرين، أتمنى من الجميع ومن كل قارئ لهذه التدوينة أن يحاول معنا إيقاف تنفيذ الحكم عليهم بأي طريقة وبأي وسيلة ممكنة، وأطلب منكم أن تشاركوا معنا في حملة التوقيع لإيقاف أحكام الإعدام بحق إبراهيم وباقي الشباب.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.