أقدمت قناتا "الأولى" و"ميدي 1 تيفي" المغربيتان على فبركة فيديوهات؛ بهدف تبرير حملة الاعتقالات الشعواء التي شنتها السلطات ضد نشطاء الحراك الشعبي بالريف، وقامتا ببث تقريرين يُظهران أعمال شغب تعود لأحداث أعقبت مباراة "شباب الريف الحسيمي" و"الوداد الرياضي البيضاوي" برسم فعاليات البطولة الاحترافية بداية شهر مارس/آذار الماضي، في مشهد ذكرنا بما يقوم به الإعلام المصري الذي اخترع جهاز معالجة الإيدز بالكفتة!
بالعودة إلى موقع "يوتيوب"، ينكشف زيف ما تمت إذاعته، وتظهر "سوأة" الإعلام المغربي الرسمي الذي صار شبيهاً بنظيره المصري وبصحافة البلدان التي تعرف نظام حكم استبدادي لا يقبل غير ما "يرى".
إلى جانب كونها فضيحة مدوية، فهي شهادة مُقدَّمة من الإعلام الرسمي في حق "الحراك الشعبي بالريف"، الذي حافظ على سلميته لمدة 7 أشهر وما يزال، فمعنى أن يتم بث فيديوهات مفبركة لأعمال شغب، هو أنه لا وجود لأحداث شغب، فلم يُسجَّل منذ بداية الحراك في أكتوبر/تشرين الأول الماضي أي أعمال عنف أو تخريب للممتلكات العمومية؛ بل العكس، شاهدنا في مقاطع فيديو أن رجال الأمن والقوات العمومية هم من كانوا يخرِّبون الممتلكات العامة ويكسرون الإنارة وكاميرات المراقبة.
كما شاهدنا أن الناشط "ناصر الزفزافي"، أحد رموز الحراك الشعبي، في أوج حملة الاعتقالات المسعورة للنظام المخزني، طلب عبر مقطع فيديو بُث في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وبكل هدوء، من المتظاهرين أن يحافظوا على سلمية الحراك مهما حدث.
لقد نجح الحراك في استفزاز السلطات رغم كل المحاولات التي أرادت جره لدائرة العنف؛ كي يسهل على الدولة إجهاضه، لكنه استمر سلمياً والصور والفيديوهات التي توضح حماية الممتلكات العامة من طرف المحتجين كثيرة، هذا ما مثَّل استفزازاً حقيقياً، وأغاظ المخزن ليجبره على إظهار الوجه الحقيقي الذي حاول إخفاءه بعد "20 فبراير"، لكنه لم يفلح في ذلك.
يكفي أهل الريف فخراً، أن القنوات الرسمية حين حاولت تبرير الاعتقالات وشرعنتها، فبركت الفيديوهات؛ لأنها لم تجد أي شغب وأي أعمال عنف طوال شهور الحراك، وهذه شهادة حق من أجهزة الدولة، و"شهد شاهد من أهل المخزن أن احتجاجات الريف كانت حضارية وأعطت دروساً في السلمية للعالم".
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.