من مخرجات الملتقى الأول للأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج الذي انعقد في بيروت يومي السابع والثامن من أبريل/نيسان 2017 كان التحضير لمناقشة الخطة الاستراتيجية للمؤتمر ولتشكيل لجان العمل ووضع الخطط لمناقشتها في لقاء الأمانة العامة الثاني الذي عقد في بيروت يومَي 19 و20 من مايو/أيار الجاري، جاءت قضية إضراب الأسرى الأبطال لتتصدر أولويات المتابعة على غيرها من القضايا الهامة.
منذ إعلان الأسرى في سجون العدو الصهيوني عن إضرابهم المفتوح عن الطعام في السابع عشر من أبريل/نيسان 2017، أوْلى "المؤتمر" اهتماماً خاصاً لمتابعة تطورات إضراب الحرية والكرامة لـ1500؛ ليصدر بيانه الأول في اليوم نفسه، وليعلن عن الدعم والتضامن مع مطالب الأسرى المحقة، ويدعو إلى تعزيز انتفاضة القدس والضفة الغربية في مقاومة الاحتلال والاستيطان وتحرير الأسرى وفك الحصار الظالم عن غزة، وليصدر لاحقاً بيانه الثاني في 3/5/2017 يجدد فيه دعمه لصمود الأسرى الذي وصفه بالأسطوري ويدعو فيه "الدول الأطراف باتفاقيات جنيف الرابعة وخاصة الثالثة لبحث موضوع الأسرى الفلسطينيين لمنحهم حقوقهم التي ترتبها الالتزامات القانونية المترتبة على المحتل الصهيوني بشأنهم وفق هذه الاتفاقيات"، والدعوة إلى حراك فصائلي وجماهيري شعبي فلسطيني وعالمي واسع لدعم ومساندة الأسرى.
انعقد لقاء الأمانة العامة الثاني للمؤتمر يومي التاسع عشر والعشرين من شهر مايو/أيار 2017 في بيروت، وكان قد مر على إضراب الحرية والكرامة للأسرى 34 يوماً، مع انضمام أعداد أخرى من الأسرى للإضراب ليصل إلى حوالي 1800 أسير، وتبعاً لأولويات المتابعة تناول اللقاء تجديد التحية والتضامن مع الأسرى، منتقداً عجز الصليب الأحمر الدولي وتقاعسه عن تبني هذه القضية الإنسانية وتقصيره في متابعة تنفيذ الاتفاقيات المتعلقة بالأسرى وعدم إدانته لممارسات ما يسمى "مصلحة السجون الصهيونية"، أما البيان الختامي للقاء الأمانة العامة الذي تضمن عشر فقرات، فقد تناول ثمانية منها موضوع الأسرى، أبرزها الدعوة إلى تصعيد الانتفاضة الفلسطينية في الداخل المحتل بإعلان العصيان المدني، واستمرار التظاهرات لشل حركة المستوطنين، وتشكيل إطار قانوني من محامين وحقوقيين يتبع للمؤتمر لتبني قضية الأسرى العادلة والدفاع عنها في المحافل الدولية، وتأسيس صندوق لدعم عائلات الأسرى مادياً ورعاية أبنائهم دعماً لصمودهم.
ولتعزيز التضامن مع قضية الأسرى نظمت الأمانة العامة للمؤتمر زيارة ميدانية لكل من خيمة الاعتصام التضامني في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين، وزيارة أخرى لخيمة الاعتصام التضامني في مخيم برج البراجنة للاجئين، الأولى ضمت مجموعة من النساء الفلسطينيات جئن من دول عربية وإسلامية وأوروبية يمثلون "رابطة المرأة الفلسطينية في الخارج" والتي تم إطلاقها من بيروت يوم السبت 20/5/2017 كأولى مبادرات المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج التي تم التوافق عليها في مؤتمر إسطنبول في شهر فبراير/شباط 2017، وتم إلقاء كلمات تعبر عن اهتمام ومتابعة المرأة الفلسطينية لقضية الأسرى ودورها الرائد في تعزيز الصمود، وهي الأسيرة والأم والأخت والابنة والزوجة، الزيارة الثانية ضمت مجموعة من أعضاء الأمانة العامة للملتقى، حيث أيضاً تم إلقاء كلمة باسم المؤتمر الشعبي مع زيارة ميدانية شملت جولة في أزقة المخيم ومعايشة الأوضاع البائسة للاجئين، الكلمة تناولت ليس فقط تعزيز صمود الأسرى والتضامن معهم، وإنما كذلك الحديث عن أهمية عيش اللاجئ الفلسطيني بكرامة إلى حين عودته إلى دياره في فلسطين مع ضرورة أن توفر الحكومة اللبنانية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للاجئين، وأن تتحمل وكالة "الأونروا" لمسؤوليتها.
أن يولي المؤتمر الشعبي قضية الأسرى الأبطال اهتماماً خاصاً واعتبارها قضية فلسطينية عظمى لا تتوقف عند تلبية احتياجات الأسرى الآنية على أهميتها وضرورة تلبيتها بأسرع وقت ممكن، بل تتعداها بالدعوة لتحقيق مطالب استراتيجية للشعب الفلسطيني تتمثل في تحرير الضفة والقدس وتفكيك المستوطنات وطرد المستوطنين، والإفراج عن الأسرى دون قيد أو شرط، وفك الحصار عن قطاع غزة، هذا يعني أننا أمام مرحلة مفصلية من تاريخ الشعب الفلسطيني.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.