ظهر جدل كبير على الشبكات الاجتماعية إثر انتشار فيديوهات لمغاربة يعيشون في المهجر، أقدموا على حرق أو تمزيق جوازات سفرهم المغربية، في خطوة يعتبرونها احتجاجاً تضامنياً مع الاحتجاجات الاجتماعية في عدة مناطق من البلاد.
لكن هذه الخطوة أثارت موجة غضب واسعة في صفوف بعض مرتادي فيسبوك، الذين استنكروا حملة الحرق أو التقطيع هذه للجوازات التي تمثل المغاربة برمتهم.
حرق وتمزيق
عائلة مغربية في إيطاليا، تتكون من أب وأم و3 أبناء، كانوا من بين الذين مزقوا جوازات سفرهم.
ويرى الأب والأم أن "الانتماء إلى الوطن لا يرتبط بجوازات السفر"، مؤكدين أن تمزيق هذه الجوازات المغربية، يأتي "تضامناً مع الأحداث في المغرب برمته وليس الريف وحده، واحتجاجاً على الطريقة التعسفية التي يتم بها الاعتقال"، على حد تعبيرهما.
في فيديو آخر، يظهر كيف يحرق شخص جواز سفره المغربي، دون أن يعلق على الخطوة التي أقدم عليها.
كذلك، أظهر فيديو آخر تم بثه على تويتر جواز سفر مغربياً يحترق.
حرق جواز السفر مغربي تضامنا مع الزفزافي و الحراك الريفي #الحسيمة #ناصر_الزفزافي #الحراك pic.twitter.com/RPULGi5p4K
— حورس (@Shamss_Eddine) May 30, 2017
وعلق الناشط على الفيديو في تدوينة قال فيها: "حرق جواز السفر مغربي تضامناً مع الزفزافي والحراك الريفي".
ودعا نشاط آخر في تدوينة على تويتر إلى حرق البطاقة الوطنية بعد أن حرق مغاربة الخارج جوازات سفرهم.
بعد حرق جواز السفر لمغاربة الخارج الأحرار وجب لنا أهل الداخل حرق البطاقة الا وطنية..
— bouhaoui hassan (@bouhaoui) April 23, 2017
استنكار وسخط
هذه الحملة أثارت سخطاً واستنكاراً واسعَين من جانب بعض المغاربة على الشبكات الاجتماعية الذين تبرأوا مما أقدم عليه هؤلاء.
ووصل الأمر إلى اتهامهم بالخيانة للوطن والاحتماء خلف جنسية بلد أجنبي بدل الاعتزاز بمغربيتهم التي لا يستحقونها.
وقال ناشط على فيسبوك، إن "حرق جواز السفر المغربي، إهانة لدم شهداء هذا الوطن، الذين ماتوا دفاعاً عن أرضنا وكرامتنا".
بدوره، عبر المذيع التلفزيوني المغربي رشيد العلالي عن غضبه من حملة تمزيق وحرق جوازات السفر المغربية.
واعتبر العلالي في تدوينة على فيسبوك، أن "من يختبئ وراء جواز سفر أجنبي ليس أهلاً أن يتكلم بلسان المغاربة"، مضيفاً أن "قمة الوقاحة والنذالة أن يقوم بعض الخونة بتمزيق جواز سفرهم المغربي".
وتساءل: "هل تعتقدون أنكم بهذا الفعل الشنيع ستؤثِّرون على استقرار هذا البلد؟! هل تظنون أن المغرب في حاجة إلى أمثالكم؟".
ووصف رشيد العلالي من يتنكر لأصله وللأرض التي احتضنته بـ"الخائن"، مشدداً على أن "الإصلاح والتغيير لا يأتيان على أيدي الجبناء".
وقال ناشط آخر في تدوينته على فيسبوك: "تمزيق أو حرق جواز السفر المغربي من طرف بعض المهاجرين، لا أجد له تفسيراً مناسباً".
وأضاف الناشط أن الأمر "قد يكون مراهقة احتجاجية لجلب الانتباه أو تباهياً بالجواز الأوروبي"، واصفاً هذا السلوك بـ"اللاحضاري، الذي لا يقدم أي فائدة لحراك الريف".
من جانبها، اعتبرت ناشطة في تدوينة على فيسبوك، أن "إقدام بعض الأشخاص على حرق جواز السفر المغربي الخاص بهم، لا يدفع في اتجاه تحقيق المطالب الاجتماعية التي ينادي بها الجميع، بقدر ما سيحرك الريبة والشك اتجاه وطنية هؤلاء وغيرتهم على وطنهم المغرب".
ووصفت تدوينة ناشطة أخرى على فيسبوك، حملة التمزيق والحرق هذه لجوازات السفر المغربية، بأنها "لا تمت إلى الوطنية والنضال بصلة"، مضيفة أن "من ينكر أصله لا خير يرجى منه".