مكافحة التطرف العنيف في العراق

سيبقى التطرف العنيف ويزول الإرهاب، والتطرف العنيف في العراق ومكافحة إرث كيان داعش الإرهابي يحتاج إلى أنموذج لمعالج الفكر بالفكر، والأنموذج للحياة المدنية كما عهدنا بالتاريخ الإسلامي وحاضر التاريخ عبر تجارب مصر والمملكة العربية السعودية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية.

عربي بوست
تم النشر: 2017/05/14 الساعة 02:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/05/14 الساعة 02:09 بتوقيت غرينتش

ستنتهي الحروب الدينية في الشرق الأوسط قريباً بدمار هائل للمدن الكبرى في الهلال الخصيب الذي كان على مدى القرون السابقة محط اهتمام القوى الدولية المؤثرة في التوازنات العالمية، لكن دول المنطقة، ومنها العراق، ستشهد حملة إعمار كبيرة رغم تحديات الاقتصاد وأسعار النفط المتذبذبة، لكن لحظة نهاية الحروب تحتاج إلى التأمل في العراق وسوريا بعد التحرير للمدن، وخصوصاً في العراق، التي ستنهار قريباً أولى المدن الجديدة التي اتخذت من أعتى تنظيم إرهابي عرفته البشرية وهو كيان داعش الإرهابي الذي أعلن من الموصل والجامع الكبير دولته الزائلة قريباً بقوة واقتدار جهاز مكافحة الإرهاب العراقي والقوات المسلحة العراقية التي يتشارك معها أبناء المدن والقرى العراقية في قتاله، والقضاء عليه، التي سيطر عليها كيان داعش الإرهابي.

سيبقى التطرف العنيف ويزول الإرهاب، والتطرف العنيف في العراق ومكافحة إرث كيان داعش الإرهابي يحتاج إلى أنموذج لمعالج الفكر بالفكر، والأنموذج للحياة المدنية كما عهدنا بالتاريخ الإسلامي وحاضر التاريخ عبر تجارب مصر والمملكة العربية السعودية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية.

إن العراق اليوم يحتاج إلى نموذج لمعالجة التطرف العنيف في العراق من أجل القياس، وبناء برامج المعالجة وسبل تطوير السياسات وبناء التشريعات التي لا بد أن تسهم بتجفيف منابع الإرهاب من حيث التجنيد والتمويل والتمكين والتدريب والاستدامة للعمليات الإرهابية.

العراق يوم يسعى إلى بناء نماذج محلية مختلفة من محافظة إلى محافظة أخرى، نتيجة الاختلاف في التفكير والقيادة من لدن التنظيم الإرهابي كيان داعش الإرهابي، ولذلك نجد أن المعالجة تحتاج إلى كلفة مالية كبيرة تتجاوز قدرة الدولة العراقية ومؤسساتها الرسمية، وبذلك العراق يحتاج إلى العمل مع المجتمع الإقليمي والدولي في إدارة أعتى تركة من تركات التنظيمات الإرهابية في مطلع العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.

إن العمل على بناء موديل أو أنموذج مقارب للمعالجة الوطنية وترك التقدير الميداني إلى مجموعات الخبرة والاستشارة في التحديد المدى الزمني والإطار العام لحزمة برامج المعالجة هو أولى السبل للقضاء على الأفكار المنتجة للإرهاب في العراق، والتي أُقحم العراق فيها نتيجة للصراعات الإقليمية الدينية ذات المجال الصفري في العراق ودول المنطقة في الهلال الخصيب والدول الأخرى.

إن وصفة العراق ما بعد النصر على كيان داعش الإرهابي ستكون حازمة في سبيل القضاء على آفة الإرهاب المتولدة عن الصراع السياسي وفراغ السلطات المحلية، وإنتاج الخدمات، وازدياد معدلات البطالة التي تلاقت مع الصراعات الإقليمية، والحاجة إلى عش الدبابير في الموصل والرقة وسيناء وغيرها من المدن في دول العالم، والتي ساعدت على إنتاج أجيال جديدة للإرهاب نتيجة الصراع الإقليمي الصفري.

إن ازدهار إدارة الصراعات غير الصفرية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي ستعمل على تخفيض الصراعات الدولية والإقليمية والمحلية على حد سواء لتجنب العراق المزيد من آثار الحروب المقبلة نتيجة نمو وازدهار الحروب المقدسة التي باتت تمثل جذراً قوياً إلى التفاعل ما بين السياسات المحلية والسياسات الدولية في المنطقة.

ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

تحميل المزيد