ترامب صاحب المزاج المتقلب لم يقابل محمد السادس.. هذه القضايا رغب ملك المغرب في مناقشتها مع الرئيس الأميركي

عربي بوست
تم النشر: 2017/04/18 الساعة 14:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2017/04/18 الساعة 14:51 بتوقيت غرينتش

لطالما عرف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتقلباته السريعة في سياسته وآرائه، حيث كان من المتوقع أن يعقد الملك المغربي محمد السادس لقاء مع ترامب خلال زيارته إلى مدينة ميامي بفلوريدا، إلا أن ترامب لم يهتم بزيارة الملك إلى الولايات المتحدة، وبالتالي، يبدو أن العاهل المغربي كان من بين الأشخاص الذين شملتهم التقلبات والتغيرات المفاجئة لترامب بحسب تقرير لصحيفة El confidencial الإسبانية.

في الأثناء، كان الملك المغربي يعتزم قضاء 10 أيام عطلة في كوبا، رفقة زوجته الأميرة سلمى ونجليهما، ولي العهد الأمير الحسن والأميرة خديجة. ولكنه قضى فقط ستة أيام قبل أن يحزم أمتعته ويحط الرحال في فلوريدا، حيث يقضي ترامب عطلته في أحد النزل بمدينة بالم بيتش الأميركية.

بالإضافة إلى ذلك، وفقاً لمصادر داخل القصر الملكي المغربي، أعرب المستشار الرئاسي لترامب، وليد فارس، عن إمكانية عقد لقاء مرتقب بين العاهل المغربي محمد السادس والرئيس الأميركي دونالد ترامب، على خلفية الزيارة التي يقوم بها الملك لفلوريدا.

وفي هذا السياق، تداولت العديد من الصحف، على غرار صحيفة جون أفريك، التي لطالما عرفت بوفائها للملك المغربي، أخباراً مفادها أنه "من المتوقع أن يجمع لقاء بين الملك محمد السادس والرئيس ترامب خلال نهاية هذا الأسبوع".

"تكريم الملك"

ومن جهته، عبّر الموقع المغربي الإخباري 360، الملتزم بتقديم آخر أخبار القصر الملكي، أنه "سيتم تكريم محمد السادس ضمن مأدبة غداء ستجمعه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأحد 16 نيسان/أبريل".

والجدير بالذكر أن الرئيس ترامب، قد قام فعلاً بمأدبة إفطار في نفس اليوم، لكن رفقة أقاربه وأصدقائه في مقر إقامته، وعلى إثر ذلك، اتجه نحو مطار بالم بيتش، حيث استقل الطائرة الرئاسية متجهاً نحو واشنطن، دون أن يعقد أي لقاء بالعاهل المغربي.

علاوة على ذلك، استأنف الملك محمد السادس وعائلته عطلتهم الخاصة في مدينة فلوريدا الأميركية، حيث أشاد الجميع برحابة صدر العائلة الملكية حينما التقطوا صور "سلفي" في بعض مراكز التسوق، مع المغاربة المقيمين بالمدينة، والتي لم تتوان الصحافة المغربية عن نشرها.

في الأثناء، طلب شاب مغربي يدعى، ياسين الأميري، من أحد مالكي المطعم بالمنطقة، كتابة "نحن نحبك، أنت الأفضل" على الكعكة التي سيتم تقديمها للملك وعائلته الذين تواجدوا في ذلك المطعم، حيث عبّر الملك عن تقديره لهذه اللفتة الكريمة.

إلى جانب ذلك، كان الوفد المرافق للملك المغربي يأمل في تخصيص الرئيس الأميركي بعضاً من الوقت لاستقبال الملك محمد السادس في واشنطن.

قضايا للتباحث

وتجدر الإشارة إلى أن الملك المغربي كان يرغب في الاجتماع بترامب بهدف التباحث في عدة قضايا، على غرار مشكلة الصحراء الغربية، التي من المقرر أن تحل في غضون الشهر الحالي من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وتجدر الإشارة إلى أن سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، هي المسؤولة عن صياغة هذا القرار.

بالإضافة إلى ذلك، كشف موقع ويكليكس، في تشرين الأول/أكتوبر سنة 2016، عن رسائل متبادلة بين العاهل المغربي والمرشّحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، تشير إلى أن محمد السادس قد تعهد بتمويل مؤسسة هيلاري كلينتون بمبلغ يقدر بحوالي 12 مليون دولار، دون أن يعرف إلى حتى الساعة ما إذا كان الملك قد سلم فعلاً هذا المبلغ.

وتجدر الإشارة إلى أن آخر جلسة للملك المغربي في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض تعود إلى سنة 2013، عندما التقى محمد السادس بالرئيس أوباما الذي طلب منه إعادة النظر في مسألة احترام حقوق الإنسان. وعموماً، قدم العاهل المغربي جملة من الوعود لمضيفه أوباما، لم يلتزم على الإطلاق بتحقيقها.

وفي هذا الإطار، ووفقاً لبعض البرقيات الدبلوماسية التي كشف عنها موقع ويكليكس، فإن الملك المغربي قد وعد، أولاً، بتنظيم برنامج زيارة إلى الصحراء الغربية للمفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة. فضلاً عن ذلك، وعد العاهل المغربي، ثانياً، بتقديم ترخيص قانوني للجمعيّات الصحراوية التي تدافع عن حقوق الإنسان. أما وعده الثالث، فقد شمل إلغاء المحاكم العسكرية لمحاكمة المدنيين.

في المقابل، لم يتم تنظيم زيارة إلى الصحراء الغربية. من جهة أخرى، على الرغم من سماح وزارة الداخلية المغربية لعدد من الجمعيات بممارسة نشاطها، إلا أن ذلك ظل محدوداً ومقيداً بعدة شروط.

أما فيما يخص الوعد الثالث، فقد اكتفى الملك فقط بتعديل نفس القانون حتى لا يتسنى للقضاة فرصة وضع المدنيين في قفص الاتهام.

الملك في كوبا

من ناحية أخرى، على الرغم من قضاء الملك لوقت قصير في كوبا، إلا أن مكوثه في البلاد كان بمثابة مفاجأة للأوساط الدبلوماسية التي تتابع عن كثب السياسة الخارجية للمغرب خاصة وأن هافانا لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الرباط منذ 37 سنة.

فضلاً عن عن ذلك، تعتبر كوبا من أقوى حلفاء جبهة البوليساريو التي تنادي باستقلال الصحراء الغربية التي قامت المغرب بضمها على إثر انسحاب القوات الاستعمارية الإسبانية في سنة 1975، ما من شأنه أن يوتر العلاقات المغربية الكوبية.

ومن هذا المنطلق، ولتبرير هذا الموقف في كوبا، أكد الموقع المغربي الإخباري 360، أن "محمد السادس عقد عدة اجتماعات في الجزيرة مع كبار المسؤولين الكوبيين" الذين تحفظ الموقع على الإدلاء بأسمائهم ووظائفهم.

وأضاف الموقع أن "الملك عادة ما يختار وجهات سياحية على أساس مصالح الدولة". لكن. وفي نفس الوقت، صرح الموقع المغربي 360 بأن "الشعب الكوبي قد قدم استقبالاً حافلاً للملك خلال زيارته الأخيرة".

وعلى الرغم من صمت وسائل الإعلام الكوبية أمام الزيارة الملكية لملك المغرب، إلا أن هناك مصادر دبلوماسية تؤكد أن جلسة الملك المغربي مع نظيره الكوبي راؤول كاسترو، ستعود بالنفع على كلا الطرفين.

وفي السياق نفسه، لم تعر السلطات الكوبية اهتماماً بالملك المغربي وحاشيته، واكتفت بتشديد الإجراءات الأمنية حول فندق ساراتوجا في هافانا القديمة، حيث يقيم الملك، وفندق ميليا لاس دوناس في جزيرة كايو سانتا ماريا، التي تبلغ مساحتها حوالي 21 كيلومتراً مربعاً، فضلاً عن توفير سيارات ليموزين سوداء، تعود إلى أعيان البلاد.

"هذا الموضوع مترجم عن صحيفة El confidencial الإسبانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا".

علامات:
تحميل المزيد