رغم النفوذ والجبروت والعظمة، فإن أكثر شخصيات العالم قوةً يقدمون أحياناً على تصرفات صبيانية، أو يقتنعون بأفكار أقل ما توصف به هو الغرابة.
فيما يلي، نستعرض 7 تصرفات غريبة أقدم عليها 7 من أعتى الطواغيت الذين عرفتهم البشرية، نقلاً عن موقع Hitec الفرنسي:
7- تخريب ستالين للوحات فنية بطريقة صبيانية
على الرغم من صعوبة أن تكون ديكتاتوراً بلا قلب، فإن جوزيف ستالين لم يجد صعوبة في ذلك. فقد جهَّز الزعيم السوفيتي خطةً لإرسال نحو 6 آلاف مواطن إلى جزيرة أكلة لحوم البشر (سميت بهذا الاسم بعد أن توجه إليها 6 آلاف شخص من دون مؤونة). كما أشرف على عمليات إعدام جماعي لموسيقيين شعبيين، وكرَّس كثيراً من الوقت والطاقة في التخطيط للقضاء على علماء لم يؤمنوا بأن "النباتات شيوعية".
هذه الأفكار "الشيطانية" جعلت ستالين بحاجة إلى الراحة. وبالتالي، لن يريح ديكتاتور مثقل بالعمل سوى إضافة بصمته على أعمال فنية مشهورة.
كانت الأعمال الفنية التي أضاف ستالين بصمته عليها تعود لرسامين روس مشهورين من القرن الـ19، على غرار فاسيلي سوريكوف، وفالنتين سيروف.
ستالين صمم بنفسه إضافات "فنية" لتحل محل توقيع المصادقة على الأعمال، وعلى الرغم من "تفاهة" هذه الإضافات، فإنها عكست التزامه العميق بالشيوعية.
ويبدو أن ستالين كان يشجع على ارتكاب الاعتداء الجنسي عندما كتب على إحدى اللوحات، "أيها الأحمق، هل نسيت ما يجب فعله؟". في المقابل، كانت نصائحه في كثير من الأحيان بناءة، حيث أضاف على إحدى الرسوم ما يلي: "لا تجلس عارياً فوق هذه الحجارة. بدلاً من ذلك، قم بمنح سروال لصبيك".
في الحقيقة، ذكّرت رسومات أخرى، تصور عراة، ستالين بمسؤولين سوفييت. فقد قام بتزيين إحداها بإضافة عبارة "راديك الرجل الأحمر غير الشرعي" في إشارة منه إلى كارل راديك، الذي ساعد على صياغة الدستور السوفيتي قبل أن يأمر ستالين باغتياله.
كما رسم مثلثاً مقلوباً على رسم رجل عارٍ وكتب، "لماذا أنت رقيق جداً يا ميخائيل إيفانوفيتش. إن "الاستمناء" (ممارسة العادة السرية) ليس عملاً جيداً. لماذا لا تجرب عوضاً عن ذلك الماركسية؟".
ومن جهتهم، يعتقد الخبراء أن ستالين كتب هذه التعليقات مع اقتراب نهاية حياته، لذلك فمن الممكن أن تكشف عن شعوره بالوحدة والعزلة. وهذا أمر طبيعي بالنسبة لرجل قضى على كل رفاق دربه.
6- تصميم معمر القذافي لفيديو كليب مثير لكوندوليزا رايس
رغم ديكتاتوريته الشديدة وإيذائه لمعظم سكان ليبيا، تمكن "العقيد" معمر القذافي من إضافة عدد لا بأس به من المشاهير المعروفين إلى قائمة معارفه.
في الواقع، عندما تكون ديكتاتوراً، تمكنك أموالك من القيام بكل ما تريده. وفي هذا الإطار، هناك شخصية أميركية شهيرة أراد لها القذافي أن تكون أكثر من صديقة، وهي وزيرة خارجية جورج دبليو بوش؛ كوندوليزا رايس.
كان القذافي يلقب رايس "بعزيزتي المرأة الإفريقية السوداء". ويبدو أنه وقع في حبها نظراً لأنه صرَّح في مقابلة تلفزيونية تعود إلى سنة 2007 قائلاً: "ليزا، ليزا، ليزا… أنا أحبُّها كثيراً ومعجب وفخور بها، لأنها امرأة سوداء من أصل إفريقي".
ويبدو أنه وجد طريقة عملها جريئة جداً، خاصة "عندما لا تتراجع أبداً وتُعطي الأوامر للقادة العرب الذين يأتون إليها، إما ضمن مجموعات أو بشكل فردي".
عندما زارت رايس القذافي في العام 2008، كان متحمساً جداً لإظهار كرمه. ووفقاً لقائمة الهدايا الرسمية التي صرحت بها إدارة بوش، فقد قدم الرئيس الليبي السابق للمسؤولة الأميركية خاتماً من الألماس وقرص فيديو رقمياً مصحوباً بآلة موسيقية ومدلاة علقت عليها صورتها. وقد بلغت القيمة الإجمالية التقديرية للهدايا حوالي 212 ألفاً و225 دولاراً.
من جهتها، روت رايس في مذكراتها إصرار القذافي خلال نفس هذه الزيارة على انضمامها إليه لتناول طعام العشاء في مطبخه الخاص، قبل أن يريها شريط الفيديو "المحرج" الذي صممه لأجلها.
ويعرض الفيديو صوراً لرايس مع زعماء أجانب، رافقتها أغنية تسمى "زهرة الأسود في البيت الأبيض". وبعد وفاة القذافي، هاجم الثوار الليبيون مجمّعه، وعثروا فيه على ألبومات مليئة بصور "ليزا".
5- حرق تشاوتشيسكو لملابسه بعد تغييرها
كان للرئيس الروماني نيكولاي تتشاوتشيسكو أيضاً جرعته الخاصة من الجنون. وعلى غرار معظم القادة الذين يسيئون التعامل مع مواطنيهم على مدى عقود، عاش تتشاوتشيسكو طيلة حياته خائفاً من محاولات الإطاحة به أو اغتياله. وعند وصوله إلى ذروة جنون العظمة، بدأ يشعر بالقلق حول سلامته الشخصية وتنامت هلوسته خاصة تجاه معارضيه.
كانت الشكوك والمخاوف إزاء خطر التعرض للتسمم من خلال مواد تُوضع في نسيج ملابسه لا تُغادر هذا القائد، ما دفعه إلى حرق ملابسه وأحذيته كلما ارتدى شيئاً جديداً. وقبل أن يقوم بارتدائها، يتم تخزين الملابس في كيس بلاستيك شفاف يُغلق بإحكام بعد أن توضع معدات كهربائية عالية التردد داخله. ثم، إثر خلعها يُختم على الملابس بالحبر الملون وتُرسل إلى المحرقة. والجدير بالذكر أن موظفيه احتفظوا بإمدادات من الأزياء والأحذية التي قاموا بتخزينها في مستودع مكيف.
ولا يقتصر الجنون عند تتشاوتشيسكو على الملابس؛ فقد كان يصطحب طعامه الخاص (حتى التوابل) أثناء السفر.
وخلال زيارته إلى الولايات المتحدة، قام موظفوه بتنظيف وتطهير فندق بلير هاوس قبل وصوله، لتُستبدل الوسائد والأغطية المتواجدة هناك بتلك التي قاموا بإحضارها من رومانيا وتُركب أجهزة للكشف عن الإشعاع.
وباختصار، فإن أبشع ما فعله تتشاوتشيسكو في حياته هو هوسه الذي تصور من خلاله أن الآخرين يسعون إلى تصفيته. وتجدر الإشارة إلى أن مخاوفه ربما تكون مبررة، إلى حد ما، خاصة بعدما تمت الإطاحة به ثم قتله خلال سنة 1989.
4- ذان شوي.. وتحويل عاصمة بورما إلى "مكان ناءٍ"
إذا أردت أن تصبح شخصية شريرة، فعليك أن تبحث عن مخبأ. وقد فهم رئيس بورما ذلك جيداً واتَّخذ التدابير والإجراءات المناسبة لذلك.
كانت مدينة "يانغون" حتى وقتٍ قريب عاصمةً لبورما، حيث تعرف هذه المدينة بمساحتها الشاسعة وبنشاطها التجاري. وقد ظلت يانغون عاصمة لبورما إلى حدود، 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2005، تحديداً حتى الساعة 6:37 دقيقة، قبل أن "يقتلع" ذان شوي العاصمة من جذورها ويحولها إلى مكان آخر في وسط الغابة.
وفي نفس اليوم، بدأ القطار في نقل العمال ومعدات المكاتب نحو ما أطلق عليها فيما بعد اسم "نايبيداو"، التي أضحت العاصمة الجديدة لبورما. وتجدر الإشارة إلى أنه لم تتوفر في هذه المدينة خدمات الإنارة والمياه الصالحة للشرب.
بعض الدبلوماسيين الأجانب ذكروا أنه "إذا أردنا التواصل مع الحكومة البورمية، فسيكون علينا أن نبعث برسائل. أما في حال كان هناك أمر مهم جداً وطارئ، فسنستعمل حينها الفاكس".
ولسائل أن يسأل: لماذا نقل ذان شوي العاصمة؟ تتمثل الإجابة في أن مدينة يانغون أضحت شديدة الازدحام. في المقابل، يعتقد البعض أن سبب نقل العاصمة كان بسبب خوف ذان شوي من الغزو القادم من المناطق المجاورة ليانغون. وقد أطلق ذان شوي مشروعه بعد أن تشاور مع "المنجمين" في حكومته، الذين تنبؤوا بأنه سيتعرض إلى انقلاب في حال ظلت يانغون عاصمة البلاد، وأجبروه بأن يسرع في عملية النقل لأن الوقت ضيق جداً.
3- هدايا روبرت موغابي من نوع خاص!
إذا كنت صديقاً لديكتاتور زيمبابوي روبرت موغابي، فعليك قبول هديته التي هي عبارة عن حيوان من المحمية، سواء أعجبتك الهدية أم لا!
في الواقع، يعرف أن الديكتاتور القاسي لا يحظى بعدد كافٍ من الأصدقاء. ولكسب ثقة البعض، يقدم الديكتاتوريون الهدايا الثمينة. لكن وضعية موغابي مختلفة نظراً لهشاشة اقتصاد بلاده، فهو يقدم هدايا من نوع آخر، حيث أفرغ كل حيوانات إحدى الحدائق الوطنية ووزَّعها على أصدقائه.
ونذكر من بين أكبر هدايا موغابي، السفينة المحملة بعدد كبير من الحيوانات الموجهة في شكل هدية لديكتاتور كوريا الشمالية كيم جونغ إل، سنة 2010. وتحمل هذه السفينة على ظهرها أزواجاً من الحيوانات على غرار الزرافات، والحمير الوحشية، والفيلة، تبلغ من العمر 18 شهراً.
2- منع رئيس ألبانيا أنور خوجة للأفلام غير البريطانية
خلال فترة حكم أنور خوجة لألبانيا، منع الديكتاتور الشيوعي الرجال من إطلاق اللحى، واستعمال الآلات الكاتبة، وأنشأ على حساب الأراضي الزراعية التي كانت من المفترض أن توفر الغذاء لبلاده، قرابة 750 ألفاً من المخابئ العشوائية.
كما منع خوجة متابعة كل البرامج التلفزيونية والأفلام القادمة من الغرب، مع وجود استثناء بسيط، حيث سمح بنشر أفلام الكوميدي البريطاني نورمان ويزدوم.
وتعتبر أعمال هذا الممثل شبيهة إلى حدٍّ ما بأعمال الكوميدي الأميركي الراحل جيري لويس. وقد وافق خوجة على نشر أفلام نورمان ويزدوم في ألبانيا؛ نظراً لأنها تتحدث عن عامل اضطهدته الأنظمة الرأسمالية.
وبسبب هذا الإجراء، أضحى نورمان ويزدوم نجماً في ألبانيا.
1- فيديل كاسترو.. والمثلجات!
عرف الزعيم الكوبي فيديل كاسترو بحبه لمنتجات الألبان، على غرار الكريمات والحليب، وخاصة مخفوق الحليب الذي يعرف باسم "ميلك شيك". في المقابل، عندما يعرف عنك العالم بعض عاداتك، فهذا لا يخدم مصلحتك خاصة إذا كنت ديكتاتوراً مهدّداً بالاغتيال في أي لحظة، كحال فيديل كاسترو.
وعلى الرغم من أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA نجحت في دس السم في كوبه المملوء "بميلك شيك" بالشوكولاتة، إلا أن ذلك لم يثْنه عن مواصلة شربه لحليبه المفضل.
ومن جانب آخر، يمكن اعتبار أن "ميلك شيك" يعد بمثابة المخدرات بالنسبة لكاسترو، التي لا يستطيع التخلي عنها. فلم تتوقف "شهوات" كاسترو هنا فحسب، حيث أراد في عدة مناسبات تسويق أجبان بلاده على حساب دول أخرى معروفة بهذا المنتج، على فرنسا.
والجدير بالذكر أنه خلال سنة 1964، أراد كاسترو إحراج ضيفه الدبلوماسي الفرنسي، وعرض عليه تذوق جبن "الكامامبير الكوبي" محاولاً إقناعه بأن أجبان كوبا ألذ من أجبان فرنسا. وفي هذا السياق، رد الدبلوماسي قائلاً، "هناك منتجات أخرى تشتهر بها كوبا، وهي السيجار وليس الجبن".
عموماً، بعد أن فشلت محاولات كاسترو لتسويق أجبان بلاده، قرر منافسة الأميركيين في منتوج "المثلجات". وبعد أن تلقى 28 طلبية من سلسلة فنادق "هوارد جونسون" الشهيرة بترويج المثلجات، قرر كاسترو أن تغزو مثلجات كوبا أسواق "الآيس كريم" وهو ما نجح فيه في نهاية المطاف.
هذا الموضوع مترجم عن موقع Hitec الفرنسي. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.