في مخيم إيواء مؤقت بجوار مطار صغير غير مستخدم في منطقة أرض الصومال (صوماليلاند) الانفصالية في الصومال تجلس نعمة محمد (32 عاماً) إلى جانب موقد مكشوف من نيران الحطب وضعت عليه غلاية للشاي.
وما لم تجلب جماعات إغاثة طعاماً وماء فإن الشاي هو الوجبة الوحيدة في اليوم لها ولأولادها، وهم ثلاثة صبيان وثلاث بنات، يرقدون في كوخ مجاور مصنوع من ملاءات سرير قديمة.
ونعمة محمد واحدة من مليوني شخص في الجمهورية الانفصالية في القرن الأفريقي التي يواجه نحو نصف سكانها خطر الموت جوعاً بعد جفاف حاد قتل ماشيتهم.
وقالت لرويترز "فقدنا كل حيواناتنا."
وأضافت أن الماعز التي كانت لديها والتي نفقت بسبب نقص المرعى والماء "كانت تقدم الحليب لأطفالها والزبد الذي كان يستخدم لطهي الأرز.. طعام الأسرة".
وتقيم حوالي مئة أسرة أخرى بجوار كوخ نعمة في أكواخ مماثلة مصنوعة من العصي والأكياس البلاستيكية وقماش أكله العث.
واستقر بهم المقام خارج المطار بعد الهجرة من عدة أجزاء ضربها الجفاف في أرض الصومال خصوصاً الجزء الشرقي.
ووفقاً للحكومة فإن 70% من اقتصاد أرض الصومال يعتمد على الماشية.
وجيف الماعز والأغنام والإبل النافقة المتناثرة حول بوراو وفي الأدغال الترابية الواسعة التي تحيط بالمدينة الصغيرة رسائل تذكير واضحة بحجم الصعوبات.
وإلى جانب أرض الصومال تواجه أيضاً مناطق أخرى في الصومال جفافاً مدمراً أهلك المحاصيل ويهدد بتفشي مجاعة بعد ست سنوات فقط من كارثة إنسانية مماثلة أودت بحياة 260 ألف شخص.
وفي أجزاء أخرى من الصومال تفاقم نقص الغذاء والماء بسبب القتال في مناطق يحتلها متشددو حركة الشباب الإسلامية.
وقالت حكومة أرض الصومال في هرجيسا عاصمة المنطقة إن الجفاف أدى أيضاً إلى زيادة في أمراض مثل الإسهال وسوء التغذية خصوصاً بين الأطفال والمسنين.
وفي مخيم مؤقت آخر يؤوي 500 شخص في برديهاهلي على مبعدة 100 كيلومتر من بوراو جلست أمينة حاجي (23 عاماً) وهي امرأة حبلى فرت من وارداد في منطقة صنعج الشرقية، إحدى المناطق الأكثر تضرراً من الجفاف، في كوخها الصغير في جو شديد الحرارة.
وتشعر أمينة، التي تنتظر مولودها في أي يوم، بالقلق بسبب الأوضاع في المخيم الذي يعاني نقصاً في الغذاء والماء والرعاية الصحية.
وقالت "ليس لدينا أي نوع من المساعدة وأنا أعيش في هذا المأوى المؤقت.. لم يبق لنا أي شيء."