أن تكون ذكراً لا يعني ذلك أن تكون رجلاً؛ أن يكون لك شارب وعضلات لا يعني هذا كل المعنى أنك رجل، أن تمارس سلطتك على إحداهن، أن تعتبر أنك كل شيء وهي لا شيء لا يعني هذا أنك رجل، فكل النساء ينجبن الذكور، ولكن أن تكون رجلاً أن تكون سنداً ووطناً وجدراً لغيرك فهذا وحدك قادر على زرعه فيك.
يمنع على الرجال الحقيقيين وليس أشباههم الغدر والخيانة والجبن، أن يمارس رجولته في البيت ويصرخ في وجه زوجته وينهر ابنته، وفي الخارج يكون شاباً لطيفاً يبتسم لكل فتاة مرت من جانبه، يمنع على الرجل أن يكون شغله الشاغل اصطياد الفتيات واللحاق بهن من زقاق لآخر دون أن يحترم سنها أو حالتها الاجتماعية؛ فيطلق العنان لألفاظ تتبرأ منه ومن كونه رجلاً.
يمنع على الرجال استغلالها؛ لأنها مطلقة أو أرملة وبهذا تكون حسب فكره المريض سهلة وغير محترمة وستقبل بأي شيء.
يمنع عليه أن يرفع صوته في وجه أمه، ويغلق أي نقاش معها وهو يتأفف، ويبتسم في وجه أم صديقته ويحضر لها هدية في عيد ميلادها، أن تقدر النساء وتكتب عنهن في صفحاتك على الإنترنت وفي الواقع تجلس في الحافلة وتتركها واقفة أو لا تحترم وقوفها خلفك في إحدى الإدارات، ولا تتنازل عن دورك لها وهي حامل أو تجر طفلاً.
من الصعب أن تكون رجلا وأنت لا تعرف معنى الرجولة الحقة؛ حسب رأيك هي أن تكون قوياً على امرأة هي أضعف منك، هي أن تسمح لتلك الأفكار البالية بأن تخترق عقلك بأنك أفضل منها، وبأنها ضلع أعوج، بأنك رجل ولا شيء يعيبك، أن تموت زوجتك، أن تنفصل عنها، ألا تفلح في دراستك، ألا تجد عملاً.. العيب دائماً منها هي.
يمنع على الرجال حقاً أن يستسلموا لكلمة أنت رجل، ويفهموها حسب هواهم.
ملحوظة:
التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.